عمال ميناء مدغشقر يكشفون معاناتهم من الإهمال والفقر
آخر تحديث GMT 13:47:04
المغرب اليوم -

عمال ميناء مدغشقر يكشفون معاناتهم من الإهمال والفقر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عمال ميناء مدغشقر يكشفون معاناتهم من الإهمال والفقر

"فرانسوا بيا"، وهو سائق عربة باليد "حمّال"
أنتاناناريفو ـ حامد العلي

بدأ "فرانسوا بيا"، وهو سائق عربة باليد "حمّال"، يبلغ من العمر 50 عامًا، العمل في الأرصفة في "تواماسينا" على الساحل الشرقي لمدغشقر في عام 1989, وكان يحمل أكياس الأرز على ظهره من وإلى السفن، أو إلى الحاويات.

وبعد 23 عاما مازال عاملًا حتى يومنا هذا، ولا يجني من العمل إلا بضعة دولارات، وفي عام 2012، انضم إلى الإتحاد على أمل تحسين راتبه وظروف عمله، ولكن المديرين في الميناء طردوه مع 42 من عمال السفن الآخرين الذين انضموا إلى الاتحاد نفسه، وعلى الرغم من أن منع النقابات من أداء عملها ينتهك القانون الوطني ومعايير العمل الدولية، فقد رفضت شركة "سمك" المملوكة للدولة والتي تشرف على التعامل مع البضائع, إعادة توطين العمال ودفع تعويضات لهم أو التعرف على النقابة، ولكن مع تزايد الاستثمار الأجنبي داخل مدغشقر إلا انه يتم تجاهل حقوق العمال فيها وفي معظم أنحاء أفريقيا بصورة روتينية.
 
وفي منتصف العقد الأول من القرن العشرين، تمت خصخصة الميناء في "تواماسينا"، فيما تملك شركة الحاويات الدولية لخدمات الحاويات، شركة "إنك"، وهي شركة تشغل 28 محطة طرفية في جميع أنحاء العالم، معظمها في البلدان الأكثر فقرًا في عمليات الحاويات.
وقال "إنريكي ك رازون"، الملياردير الفلبيني الذي يدير المعهد الدولي للتجارة والصناعة، لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن أفضل عوائد الشركة كانت في أفريقيا لأنها تتلقى رسومًا مرتفعة، بسبب عدم وجود منافسة، بينما لم يذكر السبب الآخر لارتفاع عائدات الشركة في أفريقيا كالأجور المنخفضة جدا, بينما يستخدم المعهد الدولي للتجارة والصناعة شركة "سمك" المملوكة للدولة كشركة لتأجير العمالة .
وأكد "بادي كروملين" رئيس الاتحاد الدولي لعمال النقل (إيكتسي) بقوله: "هم لا يريدون القوى العاملة النقابية، وقد استخدموا "سمك" لتجنب المسؤولية المباشرة عن توظيف هؤلاء العمال والدخول في عقد اجتماعي وعمل مناسب معهم"، فيما نفى "هانز أولى مادسن" وهو نائب رئيس أول في المعهد، ادعاءات كروملين، موضحا أن المعهد الدولي للتجارة والنقل كان لديه اتفاقية مساومة جماعية مع عمال آخرين في الميناء, ومع ذلك فإن النقابيين في "تواماسينا" يطالبون "إتسي" فقط بالتعامل مع "يلويونيون " .
 
وأوضحت شركة "سمك" أنه لم تكن هناك نقابات عمالية في مركز إدارة الرعاية الصحية، فيما يرى كروملين أن هناك في كثير من الأحيان معيارًا مزدوجا في إدارة سلسلة التوريد, فالعديد من الشركات مثل "ليفي شتراوس" وشركاه، تعتبر رائدة في مصادر الأخلاقية، وتعزيز حقوق عمال مصانعها، لكنها تفشل في النظر في كيفية وصول بضائعهم، أو الملابس، إلى السوق في أميركا الشمالية أو أوروبا.
 
وأمرت " ليفز" بإستيراد الملابس من خمسة مصانع في مدغشقر، كما تشترك الشركة حاليًا في حملة حديثة لحقوق عمال السفن، حيث أن تلك الملابس تمر عبر ميناء "تواماسينا"، وبمجرد أن علمت "ليفز" بالوضع، أرسلت الشركة رسالة دعم لعمال الرصيف إلى وزارة العمل في مدغشقر، ولكن على الرغم من الضغوط الدولية المتصاعدة، لا يزال عمال الصهاريج الذين تم تسريحهم عالقين في حالة غير قانونية, وقد قرر مدير قانون العمل والقوانين الاجتماعية أنه قد تم إطلاقهم "بطريقة مسيئة" وكان "دون سبب قانوني" وقد حكمت المحاكم المحلية مرارا في صالح عمال الرصيف، ووصفت سلوك الهيئة بأنها "انتهاك لمعايير العمل الدولية" و"قبل كل شيء عمل غير دستوري", غير أن المحاكم لم تجبر مؤسسة الرعاية الطبية الأولية على تعويض العاملين في مجال النقل أو إعادة توظيفهم، وقد توقفت الحالة مؤخرا إلى حد ما إلى كتبة المحاكم في "تواماسينا" وبقي الحال كما هو، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأجيل جلسات الاستماع بسبب المخاوف بشأن تفشي الطاعون.
 
وأشار "هيرمان تاندرا" المدير العام لقوانين العمل والقوانين الاجتماعية في مدغشقر بقوله "اعترف بأنها رياضة كبيرة ومعركة كبيرة للقتال"، وزارة "تاندرا" لديها قوة قليلة نسبيًا, لذلك فإنه لا يمكن أن يقوم جانب واحد بإعادة 43 عمال الرصيف ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء وقدمت شكوى نيابة عن عمال النقل إلى منظمة العمل الدولية, ولم تتخذ منظمة العمل الدولية حتى الآن قرارا بشأن هذه المسألة.
وفي الوقت نفسه، يشارك مئات العمال الذين لا يزالون في الميناء في كفاحهم الخاص ليتم الاعتراف بهم كموظفين دائمين بعقود ومنافع مناسبة. ووفقا لقانون العمل في مدغشقر، ينبغي منحهم هذا الوضع بعد ستة أشهر من العمل.
وقال "باستيان شولز" مدير مركز الكفاءة النقابية في "فريدريش إيبرت" في "جوهانسبرغ" : "الشركات متعددة الجنسيات لديها عدد أكبر من المحامين من العديد أكثر من أعضاء النقابات "، وهناك مؤسسة "فيس" وهي مؤسسة سياسية تابعة للحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا، واحدة من حفنة من المنظمات الدولية العاملة لدعم النقابات في أفريقيا.
 
ومن شأن تعزيز النقابات أن يخفف الكثير من المشاكل التي تواجهها المجتمعات الأفريقية: عدم المساواة، وانخفاض الأجور، وضعف شبكات الأمان الاجتماعي، فيما تبين البحوث أن النقابات تساعد في جميع هذه المجالات، للأعضاء وغير الأعضاء على السواء، وفي بلدان مثل مدغشقر، قد تؤدي النقابات أيضا وظيفة هامة أخرى هي: زيادة المشاركة المدنية.
 
وهذا لن يوفر الراحة "لفرانسوا بيا" ولن يدعمه في النضال من أجل دعم أسرته.، ففي غضون عام من تسريحة في عام 2012، توقف اثنان من أطفاله، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاما، عن الذهاب إلى المدرسة لأنه لم يعد قادرا على دفع الرسوم حيث يكسب الآن نحو 2 دولار يوميا على العربة، ولكن جسده الصغير بدأ ينهار بعد سنوات عمله على الأرصفة ولا يسمح له بالوصول إلى المستشفى الذي يستخدمه العمال الدائمون للميناء، على الرغم من سنوات خدمته فهو لا يستطيع تحمل تكاليف زيارة الطبيب، لذلك يسكن عضلاته المتألمة بطرق طبيعية عندما يصل إلى المنزل .
 
وفي الوقت نفسه يتنامي ثراء المديرين في الميناء أكثر من أي وقت مضى. وقال فرانسوا : " انه إذا كانت هناك حقوق إنسان حقيقية، فلن يكون الأمر كذلك فنحن لدينا عائلات ونحن لدينا إيجار لدفعه، ونحن بحاجة إلى إرسال أطفالنا إلى المدرسة, لكننا مهملون كما لو كنا لا شيء، وكأننا لسنا بشر على الإطلاق.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمال ميناء مدغشقر يكشفون معاناتهم من الإهمال والفقر عمال ميناء مدغشقر يكشفون معاناتهم من الإهمال والفقر



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:05 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

المغربية سميرة سعيد تُروج لأحدث أغانيها «كداب»
المغرب اليوم - المغربية سميرة سعيد تُروج لأحدث أغانيها «كداب»

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع

GMT 18:42 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسما شريف منير ووالدها في برومو " أنا وبنتي"

GMT 17:19 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عشر ماحيات للذنوب.. بإذن الله

GMT 09:05 2016 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib