إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا
آخر تحديث GMT 02:55:18
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

إطلالة جديدة لـ "بوكو حرام" بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إطلالة جديدة لـ

جماعة "بوكو حرام" الإرهابية
ابوغا - المغرب اليوم

بعد مرور عقد من الحرب المهلكة مع متطرفي جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، صاروا الآن أفضل تسليحاً من أي وقت مضى، ويملكون الطائرات "الدرون" المسيّرة (من غير طيار) الأكثر تطوراً من الجيش النيجيري المنهك والمحبطة معنوياته.

وقف الصبي عبدول البالغ عشر سنوات من عمره على أول الطريق الترابي في قريته المحاصَرة بين حقول الذرة البيضاء، ورفع قميصه لتظهر ندبة غائرة طويلة في أسفل بطنه كانت نتيجة تفجير انتحاري نفذه مجرمو "بوكو حرام" في يونيو/حزيران الماضي، وطارت شظاياه لتمزق بطن الصبي الصغير.

وتجمع نحو عشرة من الصبية الصغار حول عبدول رافعين قمصانهم وبكل منهم ندبته المميزة من الهجوم الدموي الجبان نفسه.

اقرا أيضًا:

وفاة 270 موظفًا بسبب الإرهاق خلال الانتخابات في إندونيسيا

كان من المتوقَّع لدى الجميع أن تنقضي فصول حرب نيجيريا الطويلة ضد جماعة "بوكو حرام" المتطرفة. وقد أعيد انتخاب الرئيس محمد بخاري، الحاكم العسكري الأسبق للبلاد، في وقت سابق من العام الحالي، إثر تفاخره العلني بالتقدُّم الذي أحرزه على صعيد مكافحة تلك الجماعة الإرهابية المجرمة. وكان الرئيس النيجيري قد أعلن في غير مناسبة سابقة عن "الهزيمة التقنية" التي لحقت بعناصر الجماعة الإرهابية في حين أنه أقر لاحقاً بأن أعضاءها لا يزالون يشكلون مصدراً من مصادر الإزعاج في البلاد.

وبعد مرور عشر سنوات كاملة من الحرب المستمرة، لا يزال عناصر "بوكو حرام" المتطرفون يجوبون أرجاء الريف النيجيري يبثون الرعب والفرع والعنف هنا وهناك من دون رادع أو معاقبة. وامتلك عناصر الجماعة الإرهابية اليوم معدات متطورة تفوق ما بحوزة الجيش الوطني النيجيري، صاروا بها أفضل تسليحاً وعتاداً، لا سيما في أعقاب الغارات الناجحة التي شُنّت على الألوية العسكرية التابعة للجيش النيجيري، وفقاً لإفادات مختلف السياسيين المحليين والمحللين الأمنيين في البلاد.

يسيطر المتطرفون من أعضاء الجماعة الإرهابية على أربع من أصل عشر مناطق في ولاية برونو النيجيرية الشمالية على مقربة من بحيرة تشاد، وذلك وفقاً للمحللين الأمنيين وأحد المسؤولين الفيدراليين في البلاد. وهم يواصلون شنّ وتنفيذ الهجمات الإرهابية بصفة شبه يومية، بما في ذلك إطلاق مكثف للنيران خلال الأسبوع الماضي على موكب حاكم ولاية برونو. أما بالنسبة إلى السكان الذين يعيشون في القرى الخاضعة لسيطرة الجماعة الإرهابية، مثل قرية كوندوغا، فإن هزيمة جماعة "بوكو حرام" تبدو كالحلم بعيد المنال، إذ أسفر الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم 17 يونيو/حزيران الماضي، وأصاب عبدول ورفاقه الصغار بالندبات الغائرة في أجسامهم الضعيفة (حُجب اسم الطفل الصغير عن النشر حماية له ولأسرته من الانتقام)، عن مصرع 30 مواطناً، من بينهم ثمانية أطفال.

ووفقا لكثير من الروايات، يعاني الجيش النيجيري من إحباط شديد في حالته المعنوية، وبات يتخذ المواقع الدفاعية في التصدي لهجمات الجماعة الإرهابية. ورفع بعض الجنود شكواهم بأنهم لم يخرجوا في إجازات لزيارة أسرهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلى جانب أسلحتهم وعرباتهم التي أصاب بعضها العطب، وصارت في حالة يُرثى لها.

وفي أغسطس/آب الحالي، نبه القائد النيجيري الجديد لعملية "السلام بالقوة" العسكرية على ضباطه بضرورة تقديم الماء والغذاء إلى قواتهم! وهو القائد الثامن الذي يتولى قيادة هذه العملية خلال السنوات العشر الماضية.

وأعلن الجيش النيجيري في الشهر نفسه عن سحب القوات المنتشرة في المواقع البعيدة مترامية الأطراف داخل المناطق الريفية وإعادة نشرها في معسكرات محصنة أطلق عليها مسمى "المعسكرات السوبر"، وتوجد هذه "المعسكرات السوبر" داخل بلدات الحاميات المسلحة التي جذب إليها الجيش النيجيري عشرات الآلاف من المدنيين خلال السنوات الأخيرة، إثر طردهم من قراهم على أيدي الجماعة الإرهابية أو أحرق جنود الجيش تلك القرى وأحاطوا بسكانها فيما قيل إنه عمليات الجيش لتأمين المناطق الريفية من الإرهابيين.

وتحيط الخنادق المطولة ببلدات الحاميات لإبطاء الهجمات الإرهابية عليها من جانب المتطرفين، غير أن تلك التكتيكات قد أتاحت الفرصة الكبيرة لعناصر جماعة "بوكو حرام" الإرهابية لبسط سيطرتها على المناطق الريفية الخالية من السكان. وكانت دبابة عسكرية مموهة تنطلق في شوارع المعسكر السوبر في "باما" مع دخان أزرق ينطلق من جانبها السفلي، وكان يبدو أن جنزير الدبابة على وشك الانفلات، وكان هناك كثير من الجنود يعتلون ظهر الدبابة من دون خوذات مع قمصان مفتوحة، وجندي برج المدفع الرشاش يعتمر تاجاً من أوراق الشجر، واندفعت الدبابة بكل سرعتها لتسحق شاحنة صغيرة معطلة ومهملة على جانب الطريق.

وقال الرائد آك كارما، الجالس خلف أحد المكاتب بالقرب من مقر قيادة معسكر "باما"، إنهم تمكنوا من إحباط هجوم من جماعة "بوكو حرام" على المعسكر قبل أيام قليلة، غير أنه قلل من شأن تهديدات الجماعة الإرهابية، وأضاف قائلاً: "تهاجمنا عناصر الجماعة مرة أو مرتين هنا أو هناك، ولكن ذلك لا يعني أنهم يستطيعون شن الهجمات الكبيرة علينا كما كان في السابق. إن معسكر باما هو كالقلعة المحصنة"
.
هذا، وقد أفادت التقارير الإخبارية بتعرض ذلك المعسكر لهجوم من الجماعة الإرهابية في اليوم التالي لتلك التصريحات.

ودمرت الحرب الدائرة مع جماعة بوكو حرام الإرهابية حياة السكان في المناطق الريفية بشمال شرقي نيجيريا، وهي من أفقر المناطق في عموم البلاد. وتسببت الحرب في فرار أكثر من مليوني مواطن من منازلهم وقراهم، فضلاً عن مصرع عشرات الآلاف وإصابة كثيرين آخرين، مع كثير من حالات الاختطاف وإجبار الشباب على الانضمام إلى صفوف الجماعة للقتال ضد الحكومة.

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأسبوع الحالي، بأن هناك ما يقرب من 22 ألف مواطن نيجيري مفقودين خلال سنوات تلك الأزمة الراهنة.

وقبل بضع سنوات قليلة، كانت الأوضاع توحي بالمزيد من التفاؤل. ففي عام 2015، وفي أعقاب انتخاب الرئيس محمد بخاري للمرة الأولى، أحرز الجيش النيجيري تقدماً عسكرياً هائلاً في هزيمة "بوكو حرام"؛ إذ تمكن الجيش من طرد الإرهابيين من مدينة ميدوغوري عاصمة ولاية برونو الشمالية، وكذلك من المدن والبلدات الصغيرة التي سيطرت عليها عناصر الجماعة، وتعقّبتهم قوات الجيش حتى معاقلهم ومخابئهم داخل الغابات.

ومع استمرار الحرب عبر السنوات الأخيرة، تحول انتباه الحكومة النيجيرية إلى المشاكل الأمنية الأخرى من شاكلة حروب العصابات الإجرامية، والجماعات المتطرفة في ولاية زامفارا الشمالية الغربية، والمعارك الضارية حول حقوق ملكية الأراضي في أواسط البلاد، وجرائم القتل خارج نطاق القانون على أيدي قوات الشرطة، مع عمليات الاختطاف طلباً للفدى في مختلف أرجاء نيجيريا.

وقد أعلن الرئيس محمد بخاري عن خطط لنقل رعايا البلاد جواً من دولة جنوب أفريقيا حيث يتعرض المواطنون النيجيريون النازحون هناك إلى أعمال العنف الناجمة عن كراهية الأجانب.

وصرح القادة العسكريون، الذين يواجهون الشكايات المتزايدة باعتماد الأساليب القديمة وغير الفعالة، بأن المعسكرات السوبر تمثل الأسلوب الجديد والأكثر فعالية في التصدي للجماعات الإرهابية التي صارت أكثر مقدرة الآن على شن الهجمات المتطورة ضد الجيش الوطني في البلاد. ويُعدّ الفساد من عوامل إطالة الحرب الداخلية في نيجيريا بين الحكومة والإرهاب، وفقاً لما أفاد به بعض المسؤولين الحكوميين، ومحللي الشؤون الأمنية، فضلاً عن عمال الإغاثة. 

وفي شمال شرقي نيجيريا، وجهت الاتهامات منذ فترة ليست بالقصيرة ضد "جماعة بوكو حرام" لتربحها من الصيد الجائر على طول بحيرة تشاد وعرضها، التي تحظر جميع أنشطة الصيد فيها بأمر الحكومة، كما يفرضون الضرائب على السيارات والشاحنات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. والآن، باتت نفس الاتهامات تنال من الجيش الوطني لقيامه بنفس الممارسات ضد مواطني البلاد.

ورغم أن الحكومة النيجيرية تخصص ما يقارب 80 مليون دولار كل ثلاثة أشهر لصالح المجهود الحربي الوطني، فإن جنود الجيش يفتقرون إلى كثير من الذخيرة، والعتاد، والرعاية الطبية مما يثير تساؤلات المواطنين عن أوجه إنفاق تلك الأموال.

قد يهمك أيضاً :

الأمم المتحدة قلقة من تزايد استخدام الأطفال "قنابل بشرية" في نيجيريا

"بوكو حرام" تهدد بغزو العاصمة النيجيرية أبوجا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 02:55 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي يؤكد قرب تحقيق نتيجة حقيقية في مفاوضات إنهاء الحرب
المغرب اليوم - زيلينسكي يؤكد قرب تحقيق نتيجة حقيقية في مفاوضات إنهاء الحرب

GMT 08:38 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
المغرب اليوم - إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
المغرب اليوم - تسلا تواجه انتقادات بعد وفيات ناجمة عن أعطال أبواب السيارات

GMT 15:22 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية
المغرب اليوم - نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 02:31 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاء الجريري تؤكد أن الأطفال في حاجه للاهتمام الفني

GMT 15:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 05:18 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

ولي العهد يعزي حاكم عجمان في وفاة الشيخة نيلا النعيمي

GMT 06:03 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

أحدث موديلات النظارات الشمسية لصيف 2018 للرجال

GMT 05:46 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإيفواري بكاري كوني يزور بعثة الوداد البيضاوي

GMT 10:26 2022 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

تركيا تدخل سوق صناعة السيارات في المغرب

GMT 12:01 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

محمد دياب يهنئ مصطفى شعبان بعيد ميلاده

GMT 13:54 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المدرب مراد فلاح يعلن ارتياحه لنتائج فريق بني ملال

GMT 16:59 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

امحمد فاخر يؤكد أن رحيله كان في صالح نادي الجيش الملكي

GMT 22:09 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الهولندي مارك ووت يستدعي خابا إلى المنتخب الأولمبي

GMT 17:29 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

فارس كرم يجتاز 55 مليونا بـ بدنا نولعها

GMT 05:52 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

زياد نكد يستلهم من الأشجار مجموعة الشتاء 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib