الإقبال السياحي يدفع مدينة أكادير إلى الانبعاث من رماد الركود الاقتصادي
آخر تحديث GMT 08:36:50
المغرب اليوم -

الإقبال السياحي يدفع مدينة أكادير إلى الانبعاث من رماد الركود الاقتصادي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإقبال السياحي يدفع مدينة أكادير إلى الانبعاث من رماد الركود الاقتصادي

السياحة في المغرب
الرباط - المغرب اليوم

“هاد العام أكادير عامرة”، “ما كاين فين تحط رجليك”، “كلشي عامر”، “الزحام في الطرقان والشوارع”، كلام يتردد على المسامع في كل ربوع “عاصمة سوس”، وكل من سألتهم من أبناء أكادير أو حتى الوافدين عليها كزوار وسياح لا يخرجون عن هذا الدائرة من وصف حجم الإقبال على وجهة أكادير خلال صيف هذا العام، ولن يجد المرء عناء في الوصول إلى أن أكادير قد تغيرت أو قد استعادت جاذبيتها التي جعلتها في صدارة المدن السياحية الأكثر استقطابا للسياح والزوار من المغرب وخارجه، إذ الشواطئ مكتظة والشوارع مختنقة وحركة سير دؤوبة ليل نهار والفضاءات السياحية هي الأخرى تشكل مقصد الأفواج البشرية…

منذ التنزيل الفعلي لمخطط التهيئة الحضرية التي أشرف على توقيعه عاهل البلاد، وبعد الخطاب الملكي التاريخي الذي جعل من أكادير وسوس وسط المملكة، لم تتوقف آلة تنفيذ المشاريع المهيكلة ومشاريع التهيئة وإحداث فضاءات جديدة وتجديد القديمة منها وغير ذلك… قصبة أكادير أوفلا، منتزهات وحدائق، تهيئة الشوارع ومداخل المدينة، المسرح الكبير، المتحف، الكورنيش، حافلات عالية الجودة أمل واي، مساحات خضراء، تيليفيريك وغير ذلك كثير غيرت وجه المدينة وكأن حالها يقول أنها تنبعث من جديد، انبعاث كان بإرادة ملكية وبتنفيذ هذه الإرادة من طرف السلطات والجماعة والجهة وبمساهمة لمختلف مصالح الدولة.

محند أوبركة، فاعل إعلامي متتبع للشأن المحلي بمدينة أكادير، قال، في تصريح لهسبريس، إن عاصمة سوس “تشهد خلال هذا الصيف أعدادا مضاعفة من السياح والزوار من داخل المغرب وخارجه. وتكفي إطلالة على لوحات ترقيم السيارات ليكشف المرء هذا التدفق البشري الكبير على المدينة وفضاءاتها، إذ كان الركود يعم المدينة قبل أن يتم رفع القيود المفروضة على الأسفار إبان فترة كورونا، هذا إلى جانب مساهمة عودة الدفء إلى العلاقات الإسبانية المغربية وفتح عدد من المعابر الحدودية في هذا التدفق نحو وجهة أكادير”.

وتابع الفاعل الإعلامي موردا أن اختيار أكادير كوجهة لقضاء عطلة الصيف من طرف السياح المغاربة والأجانب وكذا المغاربة المقيمين بالخارج “رافقه ضغط رهيب على المحاور الطرقية وعلى المؤسسات الفندقية وكل المرافق والفضاءات السياحية، إذ ومنذ أزيد من شهرين والمدينة تشهد اختناقات مرورية أينما حللت وارتحلت… وعلى الرغم من مجهودات مختلف المتدخلين، ضمنها السلطات الأمنية والمحلية وجماعة أكادير وكل المصالح المعنية، فإن الزوار لا يزالون يشتكون من هذا الاختناقات المرورية، خاصة مع ضيق بعض الشوارع وسط المدينة واستمرار الأشغال في أخرى”.

أما بخصوص بنيات الاستقبال، فقال بشأنها الفاعل الإعلامي محند أوبركة أن “الفنادق المصنفة امتلأت عن آخرها، ومنها التي أوقفت الحجوزات، ونفس الأمر بالنسبة للإقامات السياحية، مما جعل أثمنة كراء بعض الشقق المفروشة في المنطقة السياحية أو القريبة منها ترتفع بشكل مهول، مع التأكيد أيضا على تضاعف أسعار الفنادق.. وهنا نسجل أن أكادير اليوم تشهد إقبالا كبيرا كمنتوج سياحي، فيما لا يزال الطلب أكثر من العرض فيما يخص بنيات الإيواء والإقامة، والأمر ذاته في قطاع المقاهي والمطاعم، حيث شهدت الأسعار ارتفاعا مهولا خلال هذه الفترة ووجهت باستنكار روادها”.

وفيما ساهم برنامج التنمية الحضرية لأكادير في تغيير معالم المدينة وجعلها أكثر جاذبية، فاعتبر المتحدث أن هذا البرنامج “أعاد الحياة لأكادير، استثمارات كبرى ومشاريع مهيكلة وبنيات تحتية واستقبال متعددة ومتنوعة وفضاءات ترفيهية وسياحية وثقافية وغيرها تنضاف إلى المؤهلات الطبيعية أعادت أكادير إلى الواجهة، فضل معها السياح جعلها مقصدهم خلال الصيف، ومع الانتهاء الكامل للأشغال فتزداد قوة أكادير الاستقطابية، مما يستدعي من كافة الجهات المعنية الاستعداد لتجاوز بعض المشاكل التي تتخبط فيها المدينة خلال هذا الموسم على الأقل والرفع من انسيابية حركة المرور وفرض مراقبة الفنادق والإقامات وخدماتها خاصة الجودة والأسعار لوضع حد للمضاربات والتلاعب، حفاظا على هذه المكانة التي تحظى بها أكادير”.

مصطفى بودرقة، النائب الأول لرئيس جماعة أكادير، قال،  إن مدينة أكادير “تشهد خلال موسم الصيف لهذه السنة إقبالا غير مسبوق، سواء على مستوى رواد الشواطئ وكذا نسب الملء في عدد من المؤسسات الفندقية. كما حل عدد من الزوار ضيوفا على عائلاتهم بالمدينة؛ مما رفع نسبة الوافدين على المدينة. كما أن حركية السير الجولان في المدينة تعد مؤشرا ظاهرا على ارتفاع الوافدين على المدينة والذي ساعدت عليه أيضا موجة الحرارة التي عرفتها عدد من المدن المجاورة؛ مما حول مدينة أكادير إلى وجهة مفضلة لساكنة هذه المدن”.

وإذا شكلت الاختناقات المرورية بالمدينة أبرز مؤشر على مكانة أكادير السياحية، فإنها تشكل مثار إزعاج وقلق للسياح.

وفي هذا الصدد، قال النائب الأول لرئيس جماعة أكادير: “قمنا بتنزيل مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى ضمان انسيابية حركة السير والجولان من خلال فتح ممرات جديدة وتخصيص خط الحافلات عالية الجودة للسير، كما تم الرفع من الأسطول المخصص للنظافة وتعزيز فريق عمال النظافة بما يقارب 300 عنصر جديد في إطار برنامج أوراش، إضافة إلى عقد سلسة من اللقاءات مع السلطات الولائية وممثلي القطاعات المعنية والمصالح الأمنية من أجل الاستعداد الجيد لموسم الاصطياف. كما تم الرفع من وتيرة الأشغال بعدد من الشوارع الرئيسية من أجل استكمالها أيام قليلة قبل انطلاق الموسم، فضلا عن ذلك تم فتح الممرات تحت أرضية من أجل تجنب أي احتقان في حركية السير والجولان، علاوة على فتح المخيم الدولي لأكادير كمربد بالمجان وتهيئة مجموعة من ساحات المدينة وتخصيصها لنفس الغرض”.

مدينة أكادير استعادت مكانتها السياحية وتحولت إلى أوراش كبرى في إطار مخطط التهيئة الحضرية الموقع بين أنظار الملك، مما أفرز مشاريع في مختلف المجالات.

وأورد المسؤول المنتخب أنه “تتويجا للدينامية التي تعرفها مدينة أكادير فقد رأت العديد من البنيات التحتية السياحية والترفيهية النور خلال الآونة الأخيرة، وهناك مشاريع أخرى من الحجم العالمي في طور الإنشاء، ونحن متفائلون بمستقبل المدينة الذي سيكون زاهرا بحول الله من خلال الاستثمارات التي بدأت تستقطبها. وتمكن الإشارة هنا إلى مشروع تليفيريك الذي يعتبر مشروعا غير مسبوق على المستوى الإفريقي، وأشغال تهيئة قصبة أكادير أوفلا التي شارفت على الانتهاء والتي سترفع من قوة الجذب السياحي للمدينة، وكذا محيط الميناء وأشغال تهيئة المنطقة السياحية، دون أن ننسى الفضاءات الخضراء وعددا من الحدائق التي تم افتتاحها. كما أن البنيات الثقافية التي يجري العمل بها كالمسرح الكبير والمتحف وغيرها ستكون إضافات نوعية في الدفتر الترويجي للمدينة كوجهة سياحية وثقافية”.

“يمكن الجزم اليوم بأن قطار التنمية بمدينة أكادير قد وضع على سكته الصحيحة، من خلال تجند جميع الأطراف بما فيها السلطات الولائية والجماعة وكذا الجهة من خلال شركات التنمية المحلية من أجل تنزيل مخطط التهيئة الحضرية الذي تم توقيعه أمام أنظار جلالة الملك، والذي قاربت إشغال إنجاز مشاريعه 85 في المائة، وانتهاء تنفيذه سيشكل تحولا على مستوى البنيات التحتية وسيكون له ما بعده من خلال انعكاساته الايجابية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وستنعكس على الحركية السياحية للمدينة مع تمكينها من استعادة الجاذبية التي كانت تتمتع بها”، أورد بودرقة.

وختم تصريحه لهسبريس بقوله: “إن قدر هذه المدينة هو أن تكون دائما في الريادة، ونحن نستلهم هذا الطموح من الخطاب الملكي الذي أكد بشكل رسمي أن مدينة أكادير وجهة سوس تقع وسط المغرب، وهذه العناية الملكية تجعلنا كساكنة ومدبرين للشأن المحلي نفتخر بالدعم الملكي للمدينة.

ولا يمكن وصف هذا الأمر إلا أنه انبعاث جديد لمدينة أكادير ونهضة متجددة لهذه المدينة التي لها تاريخ في النهوض والانبعاث منذ الكارثة التي شهدتها سنة 1960 جراء الزلزال الذي دمرها والتي نهضت من تحت أنقاضه وأصبحت مع مرور الوقت وجهة سياحية بلغ صيتها ربوع العالم”.

قد يهمك أيضا

الفنادق تستعين بعروض عيد الأضحى المبارك لاستقطاب السياح المغاربة

 

المكتب الوطني المغربي للسياحة يعلن عن تصوره الجديد لجذب السياح المغاربة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإقبال السياحي يدفع مدينة أكادير إلى الانبعاث من رماد الركود الاقتصادي الإقبال السياحي يدفع مدينة أكادير إلى الانبعاث من رماد الركود الاقتصادي



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:05 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

المغربية سميرة سعيد تُروج لأحدث أغانيها «كداب»
المغرب اليوم - المغربية سميرة سعيد تُروج لأحدث أغانيها «كداب»

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع

GMT 18:42 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسما شريف منير ووالدها في برومو " أنا وبنتي"

GMT 17:19 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عشر ماحيات للذنوب.. بإذن الله

GMT 09:05 2016 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib