10 مدن أوروبية تأسر عشّاق الفن والثقافة بروعتها الخالدة
آخر تحديث GMT 03:08:15
المغرب اليوم -

10 مدن أوروبية تأسر عشّاق الفن والثقافة بروعتها الخالدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - 10 مدن أوروبية تأسر عشّاق الفن والثقافة بروعتها الخالدة

السياحة في باريس
باريس - المغرب اليوم

إذا كنتِ من عاشقات الفن والثقافة، وتؤمنين بأن الجمال الحقيقي يُكتشف في التفاصيل الدقيقة للوحة فنية، أو في ظل معمار يروي حكاية قرون مضت، فهناك مدن أوروبية تمنحك هذا الشعور النادر؛ حيث يتقاطع الإبداع مع التاريخ، وتتحول الشوارع والمتاحف إلى مشاهد حيّة من عبقرية الإنسان. في هذه المدن، لا يقتصر الفن على المتاحف والمعارض، بل يسكن الزوايا القديمة، ويتنفس من جدران القصور، ويتسلل إلى المقاهي، وحتى إلى صمت الحدائق. هي أماكن لا تقدم لكِ فقط صوراً مذهلة للانستغرام، بل تجربة حسية وروحية تأخذكِ بعيداً، لتعيشي الفن كأنكِ جزء من لوحته. هذه المدن لا تُنسى، ليس فقط لما تحتويه من كنوز، بل لما تثيره فيكِ من شغفٍ دائم لاكتشاف المزيد.

في لاهاي، متحف موريتشهاوس هو بوابتكِ إلى عصر ذهبي للفن الهولندي، حيث تحتضن جدرانه روائع مثل "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" لفيرمير و"طائر الحسون" لفابريتيوس، إلى جانب بورتريه رمبرانت الذاتي. المبنى نفسه، وهو قصر يعود للقرن السابع عشر، يشكّل جزءاً من التجربة. وإذا رغبتِ بالمزيد، فمتحف كونستهاوس يقدّم لوحات لأساتذة الفن الحديث مثل ديغا، مونيه، فان جوخ وموندريان، بينما متحف بريديوس يضيف المزيد من الأعمال الفريدة لعصر النهضة الهولندي. لاهاي هي المدينة المثالية لقضاء عطلة نهاية أسبوع مفعمة بالفن الكلاسيكي والمعاصر.

أما فيينا، المدينة التي يتنفس فيها التاريخ من كل حجر، فهي ملاذ للرومانسيات والفن الكلاسيكي. هناك، يقف قصر بلفيدير شامخًا، محتضنًا واحدة من أكثر اللوحات رومانسية في العالم: "القبلة" لكليمت. وفي متحف تاريخ الفن، ستجدين أعمالاً خالدة من فيرماير، روبنز، تيتيان وفيلاثكيث، بالإضافة إلى مجموعة بروغل الرائعة التي تضم ثلاثاً من لوحاته الخمس التي تصوّر فصول السنة، في تجربة بصرية نادرة وغنية.

أنتويرب، المدينة البلجيكية التي ربما لم تُمنح ما تستحقه من اهتمام، تحمل بين أزقتها أعظم الكنوز الفنية. متحف KMSKA يضم مجموعة هائلة من فنون العصر الذهبي الفلمنكي، لكن بيت روبنز هو الجوهرة الحقيقية. هناك، تشعرين وكأنكِ ضيفة في قصر فنان استثنائي حوّل منزله إلى تحفة معمارية وفنية، بعد عودته من روما في 1610، حيث يتلاقى الطراز النهضوي مع روح الفن البلجيكي.

باريس، عاصمة النور، ليست بحاجة لتعريف، لكن جمالها الفني يتعدّى اللوفر والأورسيه. نعم، زنابق مونيه في أورانجري ومتحف بيكاسو في الماريه ساحران، لكن باريس الحقيقية تظهر في متاحفها الأقل شهرة مثل القصر الصغير بفنونه من عصر بيل إبوك، أو متحف الفن الحديث بأعمال ماتيس، بالإضافة إلى متحف مارموتان مونيه، ومتحف جاكيمار أندريه الرائع، الذي كان يوماً ملكاً لمصر ويقع في قصر خاص مذهل. باريس تتيح لكِ الغوص في أعماق الفن كما لم تفعلي من قبل، بعيداً عن الزحام، بقلب مفتوح لكل ما هو جميل.

في نيس، الفن يلتقي بالشمس والبحر. هذه المدينة الواقعة على الكوت دازور كانت وجهة الفنانين من مطلع القرن العشرين وحتى الستينيات، واليوم تعكس تلك المرحلة بمتاحفها المتنوعة. من متحف شاغال إلى متحف ماتيس، والفن المعاصر في متحف MAMAC، أما في أنتيب، فمتحف بيكاسو يضم أعماله من فترة إقامته عام 1946، بينما يعرض متحف فالوريس أجمل قطع السيراميك التي أبدعها بيكاسو. إذا كنتِ تبحثين عن رحلة تجمع الفن والطبيعة، فهنا ستجدين المعنى الحقيقي للتوازن.

مدريد هي عاصمة الفن في جنوب أوروبا بلا منازع، تضم متحف برادو الذي يختصر قرونًا من الإبداع في صالاته، مع أعمال فيلاسكيز، غويا، تيتيان وروبنز. معرض المجموعات الملكية الجديد يضيف بعداً معاصراً لهذه المدينة، في حين يُعتبر متحف تايسن بورنميسزا درساً حيّاً في تطور الفن الغربي. أما متحف رينا صوفيا، فاحتضن واحدة من أهم لوحات القرن العشرين: غيرنيكا لبيكاسو، ولا تقل المتاحف الصغيرة مثل بيلاس أرتيس شأناً، حيث تعرض تحفاً نادرة بعيداً عن الضجيج.

فينيسيا، حيث الفن ينعكس على مياه القنوات، ليست فقط لوحات فنية بل عالم سحري بأكمله. متاحف مثل غوغنهايم للفن الحديث، ومتحف الأكاديمية، تحتوي على كنوز لا تقدّر بثمن، في حين يظل متحف كورير جوهرة غير مكتشفة، يقدم تجربة هادئة وغنية وسط ساحة سان ماركو الشهيرة. في فينيسيا، يتحول الفن إلى أسلوب حياة تتخلله الرومانسية وتاريخ البحّارة والتجار والفنانين.

روما، مدينة الألف وجه، تقدم لكِ الفن بأبعاده الروحية والتاريخية معاً. من متحف فيلا بورغيزي، الذي يفرض نظام تذاكر محدد لضمان متعة المشاهدة، إلى متاحف أكثر هدوءًا مثل قصر برباريني وغاليريا دوريا بامفيلي، حيث ستجدين أعمال كارافاجيو، رافائيل وفيلاثكيث بعيداً عن ضجيج السياح. الفن في روما لا يعرض فقط بل يُعاش، ويتسلل إلى روحكِ ببطء ودهشة.

فلورنسا، مدينة النهضة، وجهة لا يمكن تجاوزها لعشاق الفن. معرض أوفيزي يحتوي على أشهر أعمال بوتيتشيلي مثل "فينوس"، ومتحف الأكاديمية يحتضن تمثال "ديفيد" لمايكل أنجلو، وكلاهما يتطلب الحجز المسبق. لكن الجواهر الحقيقية تكمن في الأماكن الأقل ازدحاماً مثل قصر بيتي، حيث تُعرض أعمال رافائيل وتيتيان وأرتيميزيا جنتيليسكي في أجواء هادئة تتيح لكِ التفاعل الحقيقي مع الفن.

وأخيراً، أمستردام، التي تضع بين يديكِ فرصة ذهبية لمشاهدة أعمال رمبرانت وفيرمير في متحف ريجكس، أبرزها "الحارس الليلي" و"بائعة الحليب"، بينما يمنحك متحف فان جوخ تجربة فريدة مع مجموعة كاملة من أعماله. لا تنسي الحجز المسبق، فالإقبال كبير، تمامًا كما هو الحال في متحف ستيديليك الذي يقدّم واحدة من أقوى مجموعات الفن الحديث والمعاصر في أوروبا. في أمستردام، يسير الفن والحداثة جنبًا إلى جنب، وتخرجين من كل متحف بشغف أكبر مما دخلتِ به.

في النهاية، ليست هذه المدن مجرد وجهات سياحية، بل محطات روحية وفكرية، تتيح لكِ فهم الفن من خلال العيش فيه، والمشي بين جدرانه، والتنفس من روحه. أوروبا لا تقدّم لكِ التاريخ فقط، بل تجعله ينبض أمامكِ، بكل ألوانه وأبعاده.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

أفضل فنادق فلورنسا الرومانسية لقضاء شهر العسل

 

البندقية وفلورنسا تعلنان خطة لإحياء الحركة السياحية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

10 مدن أوروبية تأسر عشّاق الفن والثقافة بروعتها الخالدة 10 مدن أوروبية تأسر عشّاق الفن والثقافة بروعتها الخالدة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له

GMT 12:50 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

22لاعبًا في لائحة فارس النخيل استعدادًا إلى مواجهة الوداد

GMT 07:54 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

ملك إسبانيا يخفض راتبه بنسبة 7.1%

GMT 04:51 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

GMT 15:08 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هيمنة المتشددين على المجتمع الطلابي في جامعة وستمنستر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib