قصبة بولعوان المغربية معمار يعود إلى الماضي
آخر تحديث GMT 13:33:25
المغرب اليوم -

إرث تاريخي منسي بحاجة لنفض غباره

قصبة بولعوان المغربية معمار يعود إلى الماضي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصبة بولعوان المغربية معمار يعود إلى الماضي

قصبة بولعوان على تل في الضفة اليسرى لواد أم الربيع
الدار البيضاء ـ سمية ألوكاي

توجد قصبة بولعوان على تل في الضفة اليسرى، لواد أم الربيع على بعد 125 كيلومتر، من مدينة الدار البيضاء و55 كيلومتر غرب مدينة سطات و75 كيلومتر من مدينة الجديدة أو مدينة مازاغان كما أطلق على تسميتها المستعمر البرتغالي، بنيت في عهد السلطان المغربي مولاي إسماعيل عام 1710، ومن أجل الاهتداء إلى مكان وجودها يلزم التحلي بالصبر وعدم الشكوى والتذمر لأن المؤشرات التي تدل الزائر على الطريق تكاد تكون شبه منعدمة وإن كانت تظهر للعيان فإنها تبرز من بعيد، الشيء الذي يوقظ رغبة دفينة في فك طلاسم هذه المغامرة ويشجع على مواصلة المسير لاكتشاف المجهول.
في هذا المكان المثقل برموز التاريخ تسر العين وتبتسم أهدابها لرؤية غابة من الأوكاليبتوس قبل الوصول إلى القصبة، فالماء والخضرة والتاريخ اجتمعوا في وجهة واحدة، لدعوة الزائر إلى التمتع بكل لحظة وأخذ نفس عميق، الشعور بهدوء المكان ورهبته يدعو إلى تجريد الخيال من قيوده وأصفاده لمنحه فرصة السفر إلى هذه الفترة التاريخية من أجل العيش مع ذكرى هذا المكان، كما كان في سابق عهده فبعض من أطلال قصبة بولعوان تستحق الزيارة والوقوف عندها بتمعن وروية لأنها تعكس حقبة تاريخية مهمة.
بين جدران القصبة تقف الذكرى ليثير الفضول رغبة في التعرف على هذه الفترة الزمنية التي تحمل بين يديها نسمات من معمار مغربي عتيق يوحي إلى عمق التاريخ وأصالته.
بعد الوصول إلى القصبة تتنفس الصعداء وتجد في الاستقبال رجلا مسنا بزيه التقليدي ينحني انحناءة إجلال وتقدير فرحا بقدوم زوار إلى هذه البقعة التي تشهد عليها جدرانها ومآثرها التاريخية، تقف الجدران شامخة في أنفة وعزة وبالتوغل شيئا فشيئا يمكن التنزه في القصبة وسبر أغوارها بشكل تدريجي للتعرف على ما تخفيه بين ثناياها وطياتها.
قد يصادف المرء وهو يتنزه بهذه المعلمة التاريخية والثقافية رعاة رفقة أغنامهم ويجد ممرات ومسارات ضيقة غير أن انفراجا يظهر في أفقها من خلال مصادفة مساحات واسعة تسر الناظر، داخل القصبة ومن فوق تسيطر رؤية عالية مهيمنة على المكان المحيط بها وترى بقية الأماكن صغيرة ما يعطي رؤية شاملة من عل، تمنح الزائر إمكانية النظر إلى مدينة الجديدة الساحلية في شموليتها وعمق حضارتها،
ومن الممكن عدم وجود الفرصة لرؤية مثل هذا المعمار التاريخي لأن هذا النوع من الهندسة المعمارية قليل بل نادر، بخاصة وأن القصبات متمركزة بكثرة في الجنوب المغربي.
وتحضن قصبة بولعوان بقوة واد أم الربيع الذي ينحني في خيلاء مع منعرجاته وتخفي في حشمة مناظر طبيعية رائعة، يزيدها روعة مصب النهر ومنعرجاته التي تتمايل بين منحدرات غير متجانسة رسم الزمن آثاره عليها، تتسلل شمس دافئة في خفية وترتمي في حضن القصبة معلنة خضوعها وانصياعها لكنز مهمل منسي يستحق رد الاعتبار إليه.
إرث تاريخي وثقافي رغم أنه مصنف عالميا يحتاج إلى أياد أمينة تربت على كتفيه وأعين ترمقه بنظرات غزل تشعره بجماله وجاذبيته رغم مرور السنين.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصبة بولعوان المغربية معمار يعود إلى الماضي قصبة بولعوان المغربية معمار يعود إلى الماضي



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib