المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية
آخر تحديث GMT 23:35:29
المغرب اليوم -

المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية

الرباط - المغرب اليوم

يتحدث الروائي المغربي عبد المجيد سباطة عن العلاقة المعقدة، كما يسميها، بين الحياة والرواية، مشيراً إلى أن مهمة الروائي تتلخص في طرح الأسئلة، حول الماضي والحاضر، وأحياناً المستقبل، مشيراً إلى سعادته بصدور أي عمل مغربي جديد، سواء كان مؤلفه شاباً أو من جيل الرواد، باعتباره «حجراً يلقى في بركة المشهد الثقافي المغربي». من دون أن يخفي أن «هناك من اعتقد، وما زال يعتقد، أنه قادر على محاربة» جيل الشباب، وذلك «باستخدام الأدوات نفسها التي كانت فعالة في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي». 

ويروي في حواره لـ"الشرق الأوسط" أن الرهان على جدوى الكتابة وقدرتها على التغيير، رغم إصرار كل الظروف على إثبات العكس، والمطالعة المستمرة والانفتاح على التجارب السردية المتنوعة من مختلف أنحاء العالم، والعمل الدؤوب من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتصحيح أخطائها وتجاوز نقاط ضعفها، ثم الإيمان بأن القادم سيكون دائماً أفضل، ما دمنا قادرين على الكتابة.

وحول علاقة الكاتب بالجوائز يقول إنه كما هو معلوم، فإن معدلات القراءة في المغرب والمنطقة بشكل عام ما زالت بعيدة كل البعد عن المأمول، وإن كان الزخم الحالي يبشر بمستقبل أفضل. تقريباً لا وجود لأي كاتب مغربي أو عربي يعيش من إيرادات كتبه، وبالتالي، جاءت الجوائز الأدبية لسد هذه الفجوة، خصوصاً مع التغطية الإعلامية التي تواكبها، بما يسهم في التعريف بعدد من الأعمال وتقريبها من القارئ وسط طوفان النشر الحالي، كما أن الجوائز تخلق جواً من المنافسة - يفترض بها أن تكون شريفة طبعاً - بين الكتاب، المتحفزين لتطوير أساليبهم والدفع بخيالهم الإبداعي نحو عوالم جديدة، ولكن هذا لا يعني السقوط في فخ «الكتابة للجوائز». يكتب المبدع ويسعى للوصول إلى عقل القارئ ووجدانه، ثم يأتي الاعتراف والتتويج بالجوائز بعد ذلك، عاجلاً أم آجلاً. روعة الإبداع، وربما مشكلته، تكمن في نسبيته، وبالتالي فإن جدل التمييز سيبقى حاضراً دوماً، وهو في نظري نقاش صحي يبث الحياة في المشهد الثقافي المغربي والعربي ويسهم في الحفاظ على نشاطه بشكل دائم.

وتحدث عن علاقته بالرواية مؤكدا أنه لطالما كانت علاقته بالرواية قوية منذ سنوات طفولتي،قائلاً " كانت الرواية وسيلتي الوحيدة للهروب من قسوة الواقع وربما تفاهته، قرأت القصة القصيرة والشعر والمسرح بطبيعة الحال، لكنني وجدتني مشدوداً أكثر للرواية، باعتبارها – من وجهة نظر شخصية - الفضاء القادر على استيعاب كل ما يستهويني: تعدد الشخصيات والفضاءات والأزمنة وتفرع الأحداث وتعقيد الحبكة (أو حتى بساطتها في بعض الأحيان)، وهو ما لن توفره لي أجناس أدبية أخرى.

وأضاف أنه صحيح، الكتابة والهندسة يرتبطان بالبناء، وهو ما أشرت إليه في الصفحات الأولى من رواية «الملف 42»، عندما اعتبرت أن اختلال جزئية واحدة في البناء الروائي قد يؤدي لانهياره بالكامل. إذا انطلقنا من هذا التعريف، فسأقول إن مهمة المهندس تتوقف عند تشييد البناء - لنعتبره عمارة مثلاً - وتقوية أساساته والتأكد من متانتها، أما الروائي فمطالب ببث الحياة في هذه العمارة، بخلق الشخصيات والأحداث وتأثيث الفضاء بعلاقات وصراعات وخيانات، في إطار حبكة جامعة ومتوازنة، ما يجعل مهمته أصعب من مهمة المهندس بمراحل.

وأضاف أنه معقدة هي تلك العلاقة بين الحياة والرواية. افتتحت رواية «الملف 42» باقتباس للكاتب اللبناني ربيع جابر: «الحياة فقط تقلد الروايات»، كما ورد في رواية «ساعة الصفر» أن «الحياة مجموعة أسئلة نقضي أعمارنا باحثين عن إجاباتها». مهمة الروائي طرح الأسئلة، حول الماضي والحاضر، وأحياناً المستقبل، اليوم «سؤال الهوية» و«سؤال الكرامة»، وغداً ربما «سؤال الذاكرة» أو أسئلة أخرى، من يدري؟، وعلى القراء البحث عن إجابات، قد تختلف بين قارئ وآخر. هنا تتجلى نسبية الأدب وانفتاحه على كل الاحتمالات.

وحول تأثره ببعض الروائيين قال "من البديهي اعتبار القراءة حجر زاوية أي مشروعاً روائياً، لا يمكن لمن لا يقرأ أن يكتب، أو على الأقل أن يواصل الكتابة بالزخم ذاته. أتعامل مع قراءة كل كتاب جديد كتجربة مختلفة تؤثر في بطريقة ما. ربما أظهرت رواية «الملف 42» ميلي للتجارب السردية التجريبية والحداثية، وما كتبه كالفينو وبيريك وأوستر وكورثاسار ودون ديليلو وغيرهم، ولكن هذا لا يعني تجاهل الأدب الكلاسيكي، الذي أعتبره قاعدة للانطلاق، من دوستويفسكي ودوماً إلى همنغواي وزفايغ، مروراً بكافكا ووايلد وكونان دويل، وينطبق هذا أيضاً على اهتمامي الأدبي العربي، من أشعار المتنبي ومقامات الحريري، إلى روايات محفوظ ومنيف ومينه وجابر وزفزاف، والقائمة طويلة بطبيعة الحال!

وعن علاقته بالروائي محمد زفزاف أوضح أن زفزاف من بين الكتاب المغاربة القلائل الذين يستحقون لقب الكاتب الكبير، وعن جدارة. آمن زفزاف بجدوى الكتابة رغم تكالب الظروف وإصرار البعض على محاربة تجربته ودفعه للانزواء بعيداً عن المشهد الثقافي المغربي والعربي، لكنه قاوم حتى النهاية، وما زالت أعماله تقرأ حتى الآن، بعد مرور سنوات طويلة على وفاته. انحاز زفزاف للهامش فعلياً، ما دام منتمياً له، عكس من اعتبروا الكتابة عن الهامش موضة لا بد من ركوب موجتها في وقت معين. أعتز بقراءتي للأعمال القصصية والروائية الكاملة لزفزاف، وأعتبر استحضاره في رواية «الملف 42» عرفاناً رمزياً بسيطاً ببصمته في الأدب المغربي.

وبالنسبة لتفوق الجيل الحالي في الكتابة أشار إلى أن الحديث عن تفوق جيل على آخر يوحي بوجود صراع معين، وهو ما أرفضه شخصياً، العلاقة بين الأجيال علاقة تكامل لا تنافر، يستفيد الشباب من الرواد، ويؤمن الرواد بحق الشباب في التعبير عن أنفسهم بالطريقة والشكل الذي يرونه مناسباً، ففي الإبداع لا سلطة لأحد على أحد. أنا أقرأ وأسعى باستمرار لتطوير أسلوبي وكتابة وترجمة أعمال أفضل من سابقتها، وأسعد بصدور أي عمل مغربي جديد، سواء كان مؤلفه شاباً أو من جيل الرواد، باعتباره حجراً يلقى في بركة المشهد الثقافي المغربي. هناك من اعتقد، وما زال يعتقد، أنه قادر على محاربة جيلنا باستخدام الأدوات نفسها التي كانت فعالة في السبعينات والثمانينات. هذا رهان خاطئ طبعاً، وقد أثبتت الأيام ذلك.

وعن تجربة الترجمة للروايات أضاف إن تجربة الترجمة كانت وستبقى مفيدة جداً بالنسبة لي، فقد مكنتني من الانفتاح على الآداب العالمية، وساعدتني على تجويد لغة الكتابة، واعتماد ما يمكن تسميتها بالصرامة المنهجية في التعامل مع كل مشروع روائي جديد. خضت، ولأول مرة، تجربة التعامل مع مترجم بارز ومحترف، هو البريطاني جوناثان رايت، عندما اشتغل على ترجمة فصل من رواية «الملف 42» إلى الإنجليزية، في إطار ترجمة فصول من الروايات المرشحة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، حيث طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بفهم أدق تفاصيل الرواية، سعياً منه لصياغة ترجمة أمينة، فكنت مرتاحاً ومطمئناً لعمله، وبالفعل كانت ترجمته للفصل الذي صدر فيما بعد ممتازة للغاية. لا أنتظر من مترجم إحدى رواياتي مستقبلاً سوى أن يعامل النص مثلما أعامل أنا أي نص أترجمه، تحري أقصى درجات الأمانة، وإن كانت الأمانة المطلقة في الترجمة أمراً بعيد المنال، نظرياً على الأقل، وصرامة البحث والتنقيب والتدقيق في التعامل مع أدق التفاصيل، خصوصاً تلك التي قد تكون إلى حد ما بعيدة عن ثقافة المترجم.

قد يهمك ايضاً :

الباحث المغربي متفكر يترجم لـ"أعلام تافيلالت"

"أهياض" رقصة سوسية عريقة من التاريخ الحربي والطقوس الفلاحية المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib