مومياء الفرعون المصري أمنحتب الأول تكشف أسرارها
آخر تحديث GMT 02:43:42
المغرب اليوم -

مومياء الفرعون المصري أمنحتب الأول تكشف أسرارها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مومياء الفرعون المصري أمنحتب الأول تكشف أسرارها

مومياء
القاهرة - المغرب اليوم

بعد سنوات من الغموض الذي لّف مومياء الملك المصري العظيم أمنحتب الأول، بدأت تتكشف تفاصيل جديدة عن حياته، بعدما أماطت دراسة جديدة اللثام عن أسرار المومياء الملكية، ونُشرت نتائجها، الثلاثاء، بدورية "فرونتيرز إن ميديسن".ولنحو 30 قرن، ظلت مومياء الملك المصري أمنحتب الأول على هيئتها الساحرة؛ ملفوفة بالكتان ومغطاة من الرأس إلى القدمين بأكاليل من الأزهار ذات الألوان: الأحمر والأصفر والأزرق، بينما كان الرأس مغطى بقناع مصنوع من الخشب المطلي والكرتوناج.على هذه الحال، انتقلت مومياء أمنحتب الأول عبر عدد من المحطات منذ اكتشافها عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي في الأقصر؛ حيث حُفظت أولًا في متحف بولاق، ثم انتقلت إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة، وفي عام 1902 نُقلت مع المومياوات الملكية إلى المتحف المصري بالتحرير في القاهرة.

خضعت المومياء لعدد من الدراسات منذ اكتشافها، ولجمال هيئتها كانت من بين عدد قليل من المومياوات التي لم يفك علماء العصر الحديث لفائفها أبدًا، ومن بين الأبحاث التي أجريت عليها؛ تصويرها بالأشعة السينية عام 1932، من قِبل دوجلاس ديري، الأستاذ بكلية طب قصر العيني في القاهرة آنذاك، والذي قدّر عمر أمنحتب الأول عند الوفاة بين 40 و50 عامًا.في عام 1967، قامت بعثة جامعة ميتشيغان بتصوير مومياء أمنحتب الأول بالأشعة السينية، وقدّرت الأشعة السينية العمر عند بحوالي 25 عامًا، استنادًا للحالة الجيدة للأسنان.جميع هذه التقديرات حول عمر أمنحتب الأول لم تكن مرضية، إذ لم تكشف الأشعة السينية "ثنائية الأبعاد" أسرار المومياء بشكل دقيق، حتى قرر مؤخرًا العالمان المصريان، زاهي حواس، عالم المصريات، ووزير الآثار الأسبق، رفقة الطبيبة سحر سليم، أستاذ الأشعة التشخيصية بجامعة القاهرة فحص المومياء باستخدام الأشعة المقطعية.

وعُثر على مومياء الفرعون أمنحتب الأول، الذي حكم في الفترة بين عامي 1525 إلى 1504 قبل الميلاد، في معبد الدير البحري بمدينة الأقصر بصعيد مصر قبل 140 عاما.لكن علماء الآثار امتنعوا عن فتحه حفاظا على روعة القناع والضمادات.وكشفت عمليات مسح الأشعة المقطعية عن معلومات لم تكن معروفة من قبل عن الفرعون وعن طريقة دفنه.وقالت الدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرت في دورية فرونتيرز الطبية، إن المسح أظهر أن عُمر أمنحتب الأول كان حوالي 35 عاما عندما توفي.

الدكتوره سحر سليم قالت إن عمليات مسح الجسم والتصوير المقطعي لم تظهر أي جروح أو تشوه بسبب المرض.وقالت سليم: "كان طول الفرعون حوالي 169 سم، مختونا وأسنانه في حالة جيدة. وبداخل الغلاف كان يرتدي 30 تميمة وحزاما ذهبيا فريدا مطرزا بخرزات ذهبية".وأضافت "يبدو أن أمنحتب الأول كان يشبه والده جسديا، بذقن ضيقة وأنف صغير ضيق وشعر مجعد وأسنان علوية بارزة قليلا".ومع ذلك، قالت الدكتورة سليم إنهم لم يلاحظوا أي جروح أو تشوهات ناتجة عن مرض قد يدل على سبب وفاة الملك الفرعوني.

وتمكن الباحثون من الحصول على رؤى حول تحنيط ودفن أمنحتب، الذي كان ثاني ملوك الأسرة الثامنة عشرة، بما في ذلك أنه كان أول فرعون يطوي ساعديه على صدره وأنه، بشكل غير عادي، لم تتم إزالة مخه من رأسه.وخلصوا أيضا إلى أن مومياء الفرعون "رُممت بكل ود" من قبل كهنة الأسرة الحادية والعشرين، التي حكمت بعد أربعة قرون من وفاته.

أُعيد دفن مومياء الفرعون أمنحتب الأول مرتين من قبل كهنة الأسرة الحاكمة الحادية والعشرينوأظهرت عمليات المسح أن المومياء عانت من إصابات متعددة بعد الوفاة والتي من المحتمل أن تكون قد سببها لصوص القبور.كما أظهروا أن الكهنة ثبتوا الرأس والرقبة المنفصلين بالجسم بشريط من الكتان المعالج بالراتنج، وغطوا عيبا في جدار البطن بشريط ووضعوا تميمتين تحتها، ولفوا الذراع اليسرى المنفصلة وأوصلوها بالجسم.وقالت سليم إن المجوهرات والتمائم التي شوهدت في عمليات المسح دحضت النظريات القائلة بأن القساوسة ربما أزالوها لكي يستخدمها الملوك اللاحقين.

 وعلق زاهي حواس، على نتائج الدراسة التي توصل لها بمشاركة سليم، فيقول إنّ من بين النقاط المهمة التي كشفت عنها الدراسة إلى أن هذه المومياء هي الأولى التي تم تحنيطها بالطريقة الأوزيرية (الأزرع المتقاطعة)، واستمر هذا الوضع مع كل ملوك الأسرة الحديثة.ويضيف حواس، أنّ الدراسة ترد اعتبار كهنة الأسرة 21 و22، بعدما اتهمهم كثير من علماء الآثار بسرقة مجوهرات المومياوات، بعد نقلها للدير البحري، ووجود مجوهرات في مومياء أمنحتب الأول يدحض هذه النظرية، ويؤكد أن الكهنة نقلوا المومياوات بغرض الحفاظ عليها.

ويوضح عالم المصريات أنه درس رفقة دكتور سحر سليم 40 مومياء ضمن مشروع المومياوات الملكية التابع لوزارة السياحة والآثار والذي تم إطلاقه عام 2005، واستطاعوا من خلاله جمع الكثير من المعلومات عن هذه المومياوات، لكنه يشير في الوقت إلى أن دراسة مومياء أمنحتب الأول تعد من أهم الأبحاث التي أُجريت في هذا الصدد.وقد أُعيد دفن مومياء أمنحتب الأول من قبل الكهنة في مخبأ بمعبد الدير البحري الملكي، وهو مجمع من المقابر والمعابد الفرعونية بالقرب من مدينة الأقصر، للحفاظ على سلامتهم.

قد يهمك أيضَا :

اكتشاف أول دليل على "تصلّب الشرايين المحيطي" في مومياء مصرية

اكتشاف مومياء أسد بجسد سليم كليًّا يبلغ عُمرها نحو 28 ألف عام

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مومياء الفرعون المصري أمنحتب الأول تكشف أسرارها مومياء الفرعون المصري أمنحتب الأول تكشف أسرارها



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسب

GMT 13:36 2018 الأحد ,13 أيار / مايو

الإمام الشافعي وفراسته

GMT 12:21 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

رواية أكثر قتامة الأكثير مبيعًا في "نيويورك تايمز"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib