جامعي يؤكد أن الاعتراف بالأمازيغية يسحب البساط من  الحزب
آخر تحديث GMT 23:56:55
المغرب اليوم -

أوضح أنه من الصعب الحديث عن فشل شيء لا يوجد بعد

جامعي يؤكد أن الاعتراف بالأمازيغية يسحب البساط من " الحزب"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جامعي يؤكد أن الاعتراف بالأمازيغية يسحب البساط من

الحسين بويعقوبي، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة ابن زهر
الرباط - المغرب اليوم

قال الحسين بويعقوبي، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة ابن زهر، إن كل محاولات تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية لم تصل بعد إلى المستوى الذي وصلت إليه تجربة الحزب الديمقراطي الأمازيغي، من عقد جمع عام تأسيسي ومحاكمة وحل؛ ذلك أن الرغبة في تأسيس حزب بعد ذلك بقيت حبيسة بعض الاجتماعات والنقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وزاد الجامعي المغربي أن عدة أوراق وأفكار طُرحت منذ 1996، لكن المشروع الوحيد الذي قطع خطوات مهمة على طريق التأسيس كان "الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي" بزعامة أحمد الدغرني سنة 2005، لكن حكم القضاء بحله لتعارض تسميته مع قانون تأسيس الأحزاب الذي يمنع تأسيس حزب على أساس عرقي أو لغوي.

وأضاف صاحب كتاب "المسألة الأمازيغية في المغرب والجزائر" أنه كان من الممكن إزالة كلمة "الأمازيغي" من اسم الحزب تجنبا للصدام بالنص القانوني، مادام لا يوجد في الساحة السياسية المغربية "الحزب العربي"، وهذا ما فطنت إليه محاولات أخرى من خلال اقتراح أسماء من قبيل "الحزب الفيدرالي المغربي" لحسن ادبلقاسم، أو "حزب تامونت"، ويضم بعض أعضاء الحزب المنحل، أو "تاماكيت دوسنفلول" أو "التغيير الديمقراطي" وأسماء أخرى.

وعما إذا كان ممكنا أن نستنتج أن جميع تجارب تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية باءت بالفشل إلى حد الآن، أجاب بويعقوبي بأنه من الصعب الحديث عن فشل شيء لا يوجد بعد، لكن من المنتظر أن يتجدد هذا النقاش بقرب انتخابات 2021.

 

جدوى حزب أمازيغي

 

وجوابا عن سؤال ضرورة تأسيس حزب أمازيغي في المغرب، وعما إذا كان من الممكن الاشتغال فقط من داخل الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية، قال الباحث في الأنثروبولوجيا بجامعة ابن زهر إن النقاش حول ضرورة تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية بدأ داخل الأوساط الجمعوية الأمازيغية منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي، خاصة أن ضمن قياديي الحركة الأمازيغية منتمون إلى أحزاب سياسية أو متعاطفون معا، وكانوا يسعون إلى إقناع المناضلين بضرورة الالتحاق بالأحزاب وتغيير موقفها من الداخل والتأثير في القرار السياسي، مردفا بأن في مقابل هذا الطرح كان هناك التوجه الرافض لأي عمل داخل المؤسسات.

وزاد: "هنا يظهر الفكر اليساري المهيمن في زمن ما، قبل أن تتغير الظروف ابتداء من حكومة التناوب، التي جعلت الاتحاد الاشتراكي المعارض يأخذ رئاسة الحكومة. وبالنسبة للحركة الأمازيغية كان تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وانضمام عدد مهم من قيادييها إلى مجلس إدارته إعلانا عن بداية قبول العمل من داخل المؤسسات".

وأضاف بويعقوبي، الذي يرأس الجامعة الصيفية، أن معارضة جديدة ظهرت، مكونة من جمعيات سمت نفسها "مستقلة"، لتمييزها عن "غير المستقلة"، أي المتعاونة مع المعهد؛ كما انضم عدد من المناضلين الشباب إلى طاقم القناة الأمازيغية منذ 2010، وبدأت تتغير البنية الديمغرافية للجمعيات التاريخية العاملة في مجال الثقافة الأمازيغية، وظهرت جمعيات جديدة بفضل الدعم المقدم من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومؤسسات وطنية أخرى، كالمجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة العدل ووزارة الثقافة.

 

واستطرد المتحدث ذاته: "تغيرت التركيبة البشرية للمهتمين بالأمازيغية من خلال شيخوخة الجيل الأول بقناعاته المرتبطة بسياق معين، كما توسعت بانضمام جيل جديد يعيش سياقه وإكراهاته؛ ولذلك ظهرت أهداف وإستراتيجيات فردية وجماعية جديدة ستؤثر لا محالة في علاقة الفاعلين في مجال الأمازيغية بالعمل السياسي".

وتابع: "منذ 2011، أي بعد الاعتراف الدستوري بالأمازيغية لغة رسمية، وانفتاح كل الأحزاب عليها بشكل أو بآخر، انضم مجموعة من مناضلي الجمعيات الأمازيغية إلى الأحزاب الموجودة، وبعضهم تمكن من تولي مناصب المسؤولية في بعض المجالس المنتخبة، وبذلك فقدت فكرة الأمازيغية بريقها لتكون محركا سياسيا لتأسيس حزب أمازيغي".

وأضاف الجامعي نفسه في السياق ذاته: "العديد من الأحزاب تسعى إلى كسب ود جزء من الفاعلين الجمعويين في مجال الأمازيغية، وفي المقابل هناك من يتردد في قبول الانخراط، ومن يرفضه جملة وتفصيلا. لكن الأكيد أن التحولات الأخيرة التي عرفها ملف الأمازيغية بالمغرب وانتقاله من "زمن الإقصاء" إلى "زمن الاعتراف" سحب جزءًا من البساط من أيدي دعاة تأسيس "حزب أمازيغي" أو "حزب بمرجعية أمازيغية"".

وخلص بويعقوبي إلى أن هذه المرجعية الأمازيغية تحتاج بدورها إلى إنتاج فكري كبير وتراكم معرفي يسمح بتحديد هويتها، دون أن ننسى أن النخب الفكرية والسياسية والاقتصادية "الأمازيغية" مرتبطة بالأحزاب الموجودة سلفا وبالنظام السياسي العام، وأقصى ما يمكن أن تقوم به، في حالة اقتناعها، هو السعي إلى تحقيق بعض المكتسبات للأمازيغية من داخل المؤسسات الموجودة.

واستطرد بأن المقصود بـ"الحزب الأمازيغي" في الخطاب المتداول في الساحة السياسية المغربية اليوم هو مشروع الحزب الذي حمله نشطاء معروفون داخل التنظيمات الجمعوية المهتمة بالثقافة الأمازيغية منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي، وكانت لهم انتماءَات سياسية سابقة، انفصلوا عنها، فأصبح لهم طموح إلى تأسيس حزب سياسي يحمل هم الدفاع عن الأمازيغية، بعدما تبينت لهم محدودية العمل الثقافي.

قد يهمك أيضًا : 

بنشعبون يقدم توضيحات جديدة بخصوص المادة 9 المثيرة للجدل

"مالية 2020" يخصّص تحفيزات ضريبية لصالح قطاع الشباب والرياضة في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعي يؤكد أن الاعتراف بالأمازيغية يسحب البساط من  الحزب جامعي يؤكد أن الاعتراف بالأمازيغية يسحب البساط من  الحزب



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 02:30 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاختيار تصميم مثالي ومميز للأريكة في غرف المعيشة

GMT 22:25 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

دليلك ليستقبل طفلك الدراسة بحب ومن دون مشاكل

GMT 11:24 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

أريكة متعدّدة الإستخدامات

GMT 09:17 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

النهج الديمقراطي يوضح موقفه من النموذج التنموي

GMT 05:36 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

افتتاح مطعم " Clinton St. Baking" العالمي في دبي

GMT 18:48 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

ميسور يتعاقد مع المدرب المغربي عبد القادر يومير

GMT 01:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عائشة البصري تكشف معاناة النساء من خلال "الحياة من دوني"

GMT 20:37 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

إصابة شرطي إثر إطلاق نار كثيف في الدار البيضاء

GMT 03:55 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

Altinbas تقدم أرقى التشكيلات للساعات والمجوهرات وخواتم الزفاف

GMT 20:59 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي للملاكمة يكشف عن موعد جمعيته العمومية

GMT 04:14 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمبو يفوز بلقب بطولة فريق لبنان لإناث الجمباز

GMT 23:31 2014 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الفيلم المغربي "فرونتيراس" في العاصمة الهولندية

GMT 15:10 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية هند بومشمر تقدم اعتذارها للشعب المغربي

GMT 15:08 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تتألق بأربع فساتين بيضاء وتخطف الأنظار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib