غياب الماء والكهرباء يفاقم عزلة تافرنت في نواحي بني ملال في المغرب
آخر تحديث GMT 15:50:25
المغرب اليوم -

غياب الماء والكهرباء يفاقم عزلة "تافرنت" في نواحي بني ملال في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غياب الماء والكهرباء يفاقم عزلة

ماء الشرب
الرباط -المغرب اليوم

يشتكي مواطنون بدوار تافرنت بجماعة تاكزيرت، الواقعة بإقليم بني ملال، من مختلف تجليات الإقصاء والتهميش جراء غياب شبكة الكهرباء والماء الشروب والإنترنيت ومرافق الصحة، إضافة إلى المسالك المعبدة التي من شأنها فك العزلة عن المنطقة.

هسبريس زارت المنطقة، واستمعت إلى معاناة المواطنين جراء غياب المرافق المذكورة، إضافة إلى الوضعية المتردية لطريق بها أحجار حادة، وبالكاد تمرّ منها الدواب، وكانت من قبل موضوع مطلب ملحاح للساكنة، لكن ما إن تحققت حتى وُصفت بأنها حلم مفجوع تبخر في لحظة الولادة بسبب حالتها المتردية.

يروي عبد الهادي الزاهي، أحد القاطنين بدوار تافرنت، قائلا: "لا شيء تحقق بالشكل الذي ينبغي. الطريق جاءت بعد انتظار دام سنوات ولم تف بالغرض، والثقب المائي الذي أُنجز في عهد المرحوم الحسن الثاني، وكلف الدولة أموالا باهظة بعدما تم مدّ قنواته تحت الأرض وإحداث سقاية بالقرب من الدوار، لم يروِ ظمأ الساكنة، حيث لم يعمل إطلاقا لأسباب نجهلها".

وأضاف "ما ينغص حياتنا ويؤلمنا أكثر هو دوام الحال على هذا النحو، فالمجلس الجماعي على علم بحياتنا، وعلى دراية بأن أطفال عائلات تافرنت غير المحظوظين لا يدرسون، وأن نساء الأسر الهشة لا يلدن بالمصحات أو المستشفيات، وأننا في الألفية الثالثة نأكل ونشرب على ضوء الشموع، ونقطع حوالي 6 كيلومترات لجلب الماء الشروب على دوابّنا المنهوكة بالمسالك الوعرة".

فيما يقول أمريدا موحا، وهو رجل ستيني يتحدر من المنطقة ذاتها: "اليوم نخاف أن تطول الوعود، في ظل هذه الوضعية الصعبة، حيث صار همّ الناس منحصرا في توفير الماء للعباد والمواشي، ضمانا للاستقرار في هذه المنطقة الزاخرة بمؤهلاتها الطبيعية والسياحية والفلاحية".

ويضيف موحا أن "أول ما يواجهه زائر دوار تافرنت هو غياب شبكات الاتصال، فمن أجل إجراء مكالمة هاتفية يقطع القاطنون بالدوار حوالي أربعة كيلومترات لالتقاط الشبكة، مما يتسبب لهم في معاناة يومية".

من جانبه، دعا عبد الله خلاف، القاطن بالمنطقة، السلطات المُعينة والمنتخبة إلى الإسراع بفك العزلة عن الساكنة من خلال ربط الكوانين المتبقية بدوار تافرنت بالماء الشروب والكهرباء، مشيرا إلى أن عددا من الأسر هاجرت من المنطقة واستقرت بحواشي المراكز، حيث تتوفر شروط الحياة وفرص التدريس والتطبيب.

كما طالب أولعيد ليوبي، من دوار رتماتة، بتفعيل البرامج الإنمائية، التي يتحدث عنها بعض المسؤولين، خاصة ما يتعلق بصفقة الماء الشروب والكهرباء، والقيام بالمُتعين فيما يخص بعض المشاريع التي توفقت دونما سبب، مبرزا أن المنطقة تتوفر على فرشة مائية مهمة، وأن آخر ثقب مائي تم حفره في المنطقة المتضررة لا يحتاج سوى إلى التجهيزات الخاصة بعمليات الضخ والربط.

وأثار ليوبي انتباه السلطات إلى الوضعية المتردية للطريق الرابطة بين دوار تافرنت ورتماتة، حيث أوضح أنه بسبب رداءة هذه الطريق يتمّ نقل حاجيات السكان الضرورية من العلف ومواد البناء والمواد الغذائية بأثمنة خيالية، مشيرا إلى أن أرباب وسائل النقل يرفضون أحيانا نقلهم لوعورة الطريق في بعض النقاط، بغض النظر عن رداءتها.

ودعا المتحدث ذاته الجهات المعنية إلى التدخل فورا لتحسين وضعية القاطنين في تافرنت، الذين، حسبه، لا يتوفرون على أبسط الحاجيات المعيشية من ماء وكهرباء وشبكة الإنترنت، مبرزا أن أغلب شباب المنطقة لم يكملوا دراساتهم جراء الوضعية المزرية التي يعيشونها.

وفي تعليقه على الموضوع، أوضح مستشار بالمجلس الجماعي لتاكزيرت أن مشروع ربط دوار تافرنت بالكهرباء والماء الشروب صار قاب قوسين من التحقق. وأضاف أن صفقة المشروع تمّت، وأن المقاولة النائلة له تستعد لبدء الأشغال، مشيرا إلى أنه سيتم إحداث سقايات بالدوار وربط المنازل بشبكة الكهرباء.

وبعدما أشاد بالجهود المبذولة من طرف المجلس الإقليمي والسلطات الولائية في التنمية المحلية بالمنطقة، أضاف المستشار ذاته أن الثقب المائي، الذي تم إحداثه بدوار تافرنت سيتم تشغيله مباشرة بعد ربطه بشبكة الكهرباء والتجهيزات الضرورية، مما سيرفع المعاناة عن غير المستفيدين من هذه المادة الحيوية.

وكشف مصدر مسؤول للجريدة أن المنطقة نالت حظها من التنمية، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث استفادت من مشاريع تنموية مهمة، سواء في إطار شراكة مع المجلس الإقليمي أو المجلس الجهوي أو من برامج التنمية البشرية، مشيرا إلى أنه تم حفر عدة ثقوب وصهاريج مائية في هذا الإطار، كما تم فتح عدة مسالك وطرق، مما ساهم في تحسين وضعية السكان.

جدير بالإشارة أن الجريدة حاولت ربط الاتصال أكثر من مرة برئيس جماعة تاكزيرت لأخذ رأيه في الموضوع، سواء عبر الهاتف أو من خلال تطبيق "الواتساب"، إلا أن هاتفه ظل يرن دون إجابة

قد يهمك ايضا

الأمم المتحدة تعلِّق على "علاج كورونا بشرب الماء أو المشروبات الساخنة"

خبيرة تغذية تكشف أن شرب الماء مع الليمون على الريق ينظِّف الجسم من السموم

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب الماء والكهرباء يفاقم عزلة تافرنت في نواحي بني ملال في المغرب غياب الماء والكهرباء يفاقم عزلة تافرنت في نواحي بني ملال في المغرب



GMT 12:40 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين في المغرب

GMT 00:32 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة تزيد عن 5 درجات يضرب وسط اليونان

GMT 22:57 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية قوية في عدد المدن المغربية

GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib