التدهور يخيّم على واقع العلاقات الاقتصادية الأوروبية ـ البريطانية
آخر تحديث GMT 12:32:42
الخميس 8 أيار ـ مايو 2025
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

التدهور يخيّم على واقع العلاقات الاقتصادية الأوروبية ـ البريطانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التدهور يخيّم على واقع العلاقات الاقتصادية الأوروبية ـ البريطانية

معهد «فيسكال ستديز»
القاهره- سهام ابوزينه

لا أحد يعرف بتاريخ اليوم ما مصير العلاقات الاقتصادية الأوروبية البريطانية، ولا كيف ستتطور الأمور في حال عدم الوصول إلى اتفاق، مع نهاية الشهر الحالي. لكن المعروف بالنسبة للمتابعين لهذه العلاقات، منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) 2016، أنها تدهورت سنة بعد أخرى منذ ذلك التاريخ. والمعلوم أيضاً أن التداعيات تضغط على الاقتصاد البريطاني أكثر فأكثر.

ونشر معهد «فيسكال ستديز» الثلاثاء الماضي، تحليلاً لموازنة الحكومة الجديدة بالتعاون مع «سيتي بنك»، وتبين فيه أن المملكة المتحدة حققت منذ 2016 ناتجاً ناقصاً بواقع 60 مليار إسترليني، مقارنة مع سيناريو لو كان فشل ذلك الاستفتاء في الحصول على أغلبية مؤيدة لـ«بريكست».

ويؤكد التحليل أن الضغوط ستزداد على الاستثمارات والنمو. وسيقفز عجز الموازنة بواقع 50 مليار جنيه إسترليني ليبلغ 100 مليار، إذا حصل «بريكست» من دون اتفاق، ونفذ رئيس الوزراء وعده بخفض الضرائب بشكل كبير، لاستيعاب وتعويض ما سيخسره الاقتصاد.
إلى ذلك، نشر الأربعاء الماضي مؤشر خاص بتداعيات «بريكست» على صعيد التبادل بين بريطانيا والدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منذ الاستفتاء في 2016، وأكد المؤشر المسمى «أكوراسي» أن العلاقات تدهورت أو ساءت بنسبة 12 في المائة في 3 سنوات.
 ولأغراض القياس، اختار المؤشر 4 أبعاد هي الأكثر تعلقاً بحرية التبادل الأساسية في السوق المشتركة: انتقال السلع، والخدمات، والأشخاص، والرساميل، وذلك بنسبة 25 في المائة لكل واحد من الأبعاد المذكورة. واستند المؤشر إلى بيانات من البنك المركزي الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وسنة الأساس، بقياس 100، بدأت في 2016. وتبين أن أولى الضحايا هي الاستثمارات، وتدفق المهاجرين، علماً بأن ذلك التدفق كان الأكثر تأثراً على الإطلاق، وبتراجع نسبته 25 في المائة، مقابل هبوط نسبته 12 في المائة في جانب الاستثمارات.

 والأكثر هبوطاً هي الاستثمارات المباشرة الآتية من دول الاتحاد الأوروبي، والسبب يكمن في صعوبة أو شبه استحالة تقدير الأرباح، في حال حصول «بريكست» من دون اتفاق، يرسم أفق العلاقات، لا سيما التجارية منها.

ويذكر أن بريطانيا حصلت بين 2005 و2015 على نسبة 5.6 في المائة من إجمالي التدفقات الاستثمارية الدولية المباشرة، مقابل 1.9 في المائة فقط لفرنسا على سبيل المثال لا الحصر.

وعلى هذا الصعيد، أكد تقرير إحصائي صادر عن معهد «آي بي إم» للأعمال، حصول تراجع نسبته 17 في المائة على صعيد المشروعات الاستثمارية في بريطانيا في 2018، ونسبة الهبوط في فرص العمل الضائعة، بسبب تراجع المشروعات، نحو 29 في المائة، وتركز التأثير السلبي في قطاعات الإنتاج والبحث والتطوير.

ورغم أنه لم تتغير حتى الآن أي قاعدة من قواعد حرية الانتقال، فإن تدفق الأوروبيين إلى بريطانيا تراجع 30 في المائة، بين الفصل الثاني 2018 والفصل الأول 2019، وزاد عدد الأوروبيين المغادرين لبريطانيا بنسبة 48 في المائة في آخر 12 شهراً. وكما في نهاية مارس (آذار) الماضي، لم يكن يشكل الأوروبيون إلا 33 في المائة من إجمالي داخلي أراضي المملكة المتحدة، مقارنة مع 48 في المائة في 2015، مقابل شبه استقرار في إحصاءات القادمين الآسيويين. وعلى صعيد متصل، تنقص حالياً اليد العاملة في قطاعات مثل الصناعة والفنادق والمطاعم.

في المقابل، لم يتأثر كثيراً تبادل السلع والخدمات؛ لأن الرسوم الجمركية على حالها حتى الآن، والأمر يتعلق غالباً بسلع وخدمات للمدى القصير، ما يفسر عدم صعود أسعارها. ولم يهبط مؤشر السلع إلا 3 في المائة بين يونيو 2016 ومايو (أيار) 2019. أما مؤشر الخدمات فهبط 5 في المائة في الفترة عينها. ولم تتأثر الصادرات البريطانية؛ لأنها استفادت من هبوط الجنيه الإسترليني بين 2016 و2019.

وتباطأ الاقتصاد البريطاني بنسبة راوحت بين 2.5 و3 في المائة، وفقاً لمعهد «فيسكال ستديز» في دراسة أكدت أيضاً أن الدين العام سيتضاعف وستتراجع استثمارات الشركات في المملكة المتحدة أكثر، بعدما هبطت بنسبة 20 في المائة منذ الاستفتاء في 2016.
وفي بورصة لندن، يشعر المستثمرون بوطأة الأيام القليلة الفاصلة باتجاه الموعد المحدد للخروج من الاتحاد الأوروبي، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وفقد مؤشر «فوتسي» الأسبوع الماضي 3.6 في المائة، بفعل مخاوف الخروج من دون اتفاق، والتباطؤ الاقتصادي الذي تؤكده توقعات صندوق النقد الدولي. وانسحبت خلال الأشهر الماضية أموال من الصناديق المستثمرة في البورصة اللندنية، تراوحت قيمتها بين 2.2 مليار جنيه في الفصل الثاني، و3.5 مليار في الفصل الثالث، وفقاً لأرقام نشرتها «فايننشيال تايمز».

أما الأموال التي انسحبت من الصناديق العقارية، فبلغت 250 مليون جنيه في الفصل الثاني، و667 مليوناً في الفصل الثالث. وعلى صعيد علاقة مؤشر البورصة مع سعر صرف الجنيه، كان المؤشر يصعد تاريخياً إذا هبط سعر الجنيه، متفائلاً بنتائج أفضل للشركات؛ لا سيما تلك المعتمدة في أعمالها على الصادرات. لكن الذي حصل هو أنه رغم هبوط الجنيه مقابل الدولار بنسبة 1.4 في المائة منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي لم ينعكس ذلك إيجاباً على المؤشر؛ بل حصل خلاف ذلك.

وعلى صعيد النمو الاقتصادي العام، كان المعدل سلبياً بنسبة 0.2 في المائة في الربع الثاني من 2019 على أساس فصلي، وذلك بعد صعود 0.6 في المائة في الربع الأول. والصعود ثم الهبوط في فصلين متتاليين سببه التقلب الذي رافق السيناريوهات المختلفة والمتناقضة أحياناً التي تقابلت منذ بداية العام بين خروج باتفاق أو من دونه. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن الآفاق الاقتصادية البريطانية شبه قاتمة. ومن مؤشرات ذلك، بالنسبة للصندوق، مؤشر المبيعات الذي يتراجع بشكل حثيث، ويتراجع معه بشكل ملحوظ مؤشر التوظيف؛ خصوصاً منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقد يهمك أيضًا

روسيا تقترح إنشاء منظمة للحبوب على غرار أوبك

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدهور يخيّم على واقع العلاقات الاقتصادية الأوروبية ـ البريطانية التدهور يخيّم على واقع العلاقات الاقتصادية الأوروبية ـ البريطانية



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة

GMT 22:16 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سعد لكرو يتعرض لإصابة جديدة خلال تدريباته مع "النصر"

GMT 00:35 2017 الإثنين ,14 آب / أغسطس

متوسط أسعار الذهب في الجزائر الأحد

GMT 06:38 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الأوقاف يوجه مذكرة بوقف نزيف تغيبات الأئمة عن المساجد

GMT 19:11 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة تبوك تنظم رحلة للطلاب بالتعاون مع برنامج عيش السعودية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib