ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في المغرب يزيد من معاناة المواطنين
آخر تحديث GMT 06:58:33
المغرب اليوم -

ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في المغرب يزيد من معاناة المواطنين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في المغرب يزيد من معاناة المواطنين

ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية
الدار البيضاء - المغرب اليوم

تستمر معاناة المواطنين من غلاء العديد من المواد الاستهلاكية الأساسية على رأسها الخضر والفواكه وبعض اللحوم، فضلًا عن ارتفاع أثمان الزيوت وخاصة زيت الزيتون التي يكثر عليها الإقبال في فصل الشتاء، وانضافت إليها مادة الزبدة التي تعرف الأسواق خصاصًا فيها منذ فترة، وجاء الإعلان عن رفع الرسوم الضريبية لاستيرادها ليرفع التوقعات بزيادة أثمانها. 

وارتفعت أصوات المواطنين خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن ألهبت جيوبهم أسعار القفة اليومية أو الأسبوعية التي يضطرون، من أجل ملئها، إلى ارتياد أسواق ارتفعت درجة حرارتها بشكل غير مسبوق. فقد بلغ ثمن الطماطم، في أغلب المدن المغربية ومن بينها مدينة الدار البيضاء على سبيل المثال، أزيد من 10 دراهم للكيلوغرام الواحد، فيما تتراوح أثمان باقي الخضر ومن بينها البطاطس والجلبان والفاصوليا والجزر بين 5 دراهم و16 درهمًا للكيلو.

 ولا يختلف الأمر بين الخضر الموسمية والخضر التي تعود المستهلك على اقتنائها طوال العام، والأمر سيان كذلك بالنسبة إلى الفواكه بحيث أن ثمن التفاح الذي يفترض أن ينزل إلى مستويات مناسبة في هذه الفترة صار يتأرجح بين 10 و12 درهمًا، ويستقر ثمن الموز المحلي في 13 إلى 14 درهمًا، دون الحديث عن بعض الفواكه الموسمية التي يصل ثمنها إلى 20 و30 درهمًا باستثناء الكليمانتين الذي يتراوح ثمنه بين 4 و6 دراهم.

ويرافق هذا الارتفاع عدم استقرار في أثمان اللحوم، وخاصة البيضاء منها، والتي تعرف تفاوتًا حسب الأيام والمناطق، وثمنها لا يقل عن 15 درهمًا للكيلوغرام للدجاج و55 درهمًا للديك الرومي "بيبي". فيما لا يقل ثمن الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء عن 65 درهمًا.

ويرجع المسؤولون والمهنيون ارتفاع أثمان الخضار والفواكه واللحوم البيضاء إلى الظرفية الجوية الحالية المتمثلة في ندرة التساقطات المطرية، والانخفاض الشديد لدرجات الحرارة، مما جعل بعض المنتجات الفلاحية تعرف تأخرًا في الإنتاج وانخفاضًا في الكميات المتوفرة وبالتالي انخفاض العرض مقابل الطلب. وكذلك الشأن بالنسبة للحوم البيضاء التي تعاني من صعوبة التكيف مع برودة الطقس، ما يرفع من تكاليف الإنتاج داخل الضيعات الفلاحية "التدفئة والأعلاف".

كما يرجع بعض المتتبعين مسألة ارتفاع الأسعار كذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل وأسعار المحروقات في الفترة الحالية، لكن بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، يثير عددًا من الأسباب الأخرى التي لا ترتبط بظروف الجو والطقس بقدر ما ترجع إلى التعقيدات والمشاكل التنظيمية التي تعرفها الأسواق المغربية.

وأوضح الخراطي في اتصال هاتفي، الأحد، أن الأسواق المغربية تشهد فوضى عارمة عنوانها عدم توحيد واحترام الأثمان أو حتى إشهارها، وكثرة الوسطاء والوكلاء، وذلك في غياب المراقبة الصارمة وإجراءات تنظيمية فعلية تحد من جشع التجار والوسطاء. كل ذلك يجعل المواطنين والفلاحين والمنتجين جميعهم تحت رحمة المضاربات التي ترفع أثمان المواد الاستهلاكية إلى أضعاف أضعافها خلال رحلة انتقالها من مصدر الإنتاج في الضيعة إلى الأسواق والمتاجر المحلية داخل المدن.

وأضأف رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلكين أن الجهات المعنية مطالبة أيضًا بإيجاد أرضية لتحديد الأثمنة على صعيد كل جهة جهة عوض ترك المجال مفتوحًا لتحديدها على مستوى المدن الكبرى وخاصة محور الدار البيضاء – الرباط، وذلك احترامًا للقدرة الشرائية للمواطنين التي تختلف اختلافًا كبيرًا بحسب المناطق.


واعتبر الخراطي أن الحكومة مطالبة بتفعيل حقيقي لأدوار الأجهزة المكلفة بمراقبة الأسواق وجودة المواد الاستهلاكية، سواء على المستوى المركزي أو المحلي، لأن المستهلك أضحى يعيش معاناة كبيرة جراء تراجع قدرته الشرائية باستمرار أمام الارتفاع المهول في المواد الاستهلاكية الأساسية، علمًا أن قانون المالية الأخير جاء ليزيد الطين بلة كما يقول، من خلال الإجراءات الضريبية الجديدة التي يتوقع أن ترفع سقف توقعات الزيادات في الأثمان. وهو ما يتنافى، كما يقول المتحدث، مع مطلب تعزيز جهود التنمية التي تنبني على تثمين الرأسمال البشري وتحسين أوضاع المواطنين كركيزة للاستقرار والرفاه المجتمعيين.


وأردف الخراطي، أن المواطن المغربي بدوره مطالب بتفعيل ثقافة التضامن والوعي الاستهلاكيين، مشيًرا إلى أن بعض دعوات المقاطعة التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي عند ارتفاع أثمنة بعض المواد، لا تجد صداها لدى المستهلكين.

وفي الاتجاه ذاته، ذهب محمد المغفري، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، والذي أكد بدوره على أن معاناة المواطن جراء لهيب ثمن القفة اليومية يقابله عدم تفعيل حقيقي لقوانين حماية المستهلكين وحقوقهم، مشيرًا كذلك إلى تهميش دور المجتمع المدني الذي يكتفي، مضطرًا، بالوقوف في موقع الملاحظ، في ظل عدم إشراكه من قبل السلطات المعنية، محليًا ومركزيًا، في مراقبة الأسواق والجودة وفي حماية المستهلكين من شجع السماسرة والوسطاء. 
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في المغرب يزيد من معاناة المواطنين ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في المغرب يزيد من معاناة المواطنين



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع

GMT 18:42 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسما شريف منير ووالدها في برومو " أنا وبنتي"

GMT 17:19 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عشر ماحيات للذنوب.. بإذن الله

GMT 09:05 2016 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib