عين صالح – المغرب اليوم
دق خبراء ناقوس الخطر بخصوص الخطوة التي أقبلت عليها الحكومة مؤخرًا، بعد إنطلاقها في استغلال الغاز الصخري، وما تبعها من إحتجاجات عارمة في مدينة عين صالح، وبعض المدن الصحراوية، جراء المخاطر التي تهدد الأشخاص والبيئة والإقتصاد على حد سواء، واصفين قرار الحكومة الأخير بالعملية الانتحارية.
وأبدى الخبير والمستشار الدولي ورئيس مكتب الدراسات والمساعدات التقنية والاستشارات، مبارك مالك سراي، في تصريح لجريدة "الشروق الجزائرية"، تضامنًا واسعًا مع سكان عين صالح، المحتجين ضد قرار استغلال الغاز الصخري، معتبرًا ما أقبلت عليه الحكومة بمثابة عملية انتحارية تهدد أمن البلاد سياسيًا واقتصاديًا، منتقدًا اللجوء إلى هذا الخيار في هذا الوقت بالذات، رغم عدم وجود أي أولوية للتنقيب عن الغاز الصخري، ما دامت الجزائر تزخر بطاقات أخرى حيوية.
ورجح سراي تسرع الحكومة في إتخاذ قرار إنتاج الغاز الصخري إلى استسلامها لضغوطات سياسية من بعض الدول، التي تسعى لجر الجزائر إلى مستنقع الفوضى، موازاة مع التطورات الأمنية لدول الجوار، على غرار مالي وليبيا، ومحاولة خلق حالة من اللااستقرار في جنوب الجزائر.
وأضاف ان الجزائر ليست جاهزة لاستغلال الغاز الصخري لعدة اعتبارات، منها إنعدام كفاءات متخصصة في المجال، ناهيك عن إنعدام أحدث التقنيات التي تسمح في التحكم في هذه الطاقات، إلى جانب غياب قاعدة صناعية تسمح باستغلاله، وفك الخناق على الغاز العادي، مشيرًا أن كل الدراسات أكدت على المخاطر الإقتصادية والبيئية التي يخلفها استغلال الغاز الصخري، كونه يهدد بتلويث الثروة المائية، بسبب صعوبة التحكم في الغاز المتسرب، بسبب نقص التقنيات اللازمة، لا سيما وأن أكثر من 250 نوع من المواد الكيمائية تستخدم لتفجير الصخور واستخراجه، الأمر الذي سوف يؤدي حتمًا لوقوع أمراض وأوبئة تهدد حياة المواطن, مستدلًا على ذلك بالقول إن :الولايات المتحدة، رغم حيازتها التكنولوجيا اللازمة، وتقدمها العلمي، توقفت عن استغلاله، بعدما أدركت خطره على البيئة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر