حارث يبرئ إحطارين

حارث يبرئ إحطارين

المغرب اليوم -

حارث يبرئ إحطارين

منعم بلمقدم
بقلم: منعم بلمقدم

في قصة إستبعاد وحيد زمانه للموهوب أمين حارث من تشكيلة الفريق الوطني، ما يفرض على  رئيس لجنة المنتخبات أن ينهض من سباته العميق وأن يقوم بتفعيل دوره كما ينبغي، لأن وحيد سيرحل كما رحل من قبله رونار وبعدها لن ينفع الندم، بسبب ترك الحابل على الغارب لكل هؤلاء المدربين ليعبثوا بمسقبل العرين.

لن أقيم مندبة على إستبعاد حارث من مواجهة موريطانيا، لأنها ليست مصيرية ولا هي حاسمة بل المندبة والقيامة تستحق قداسا لأنه باستبعاد حارث، سينفر عدد من الموهوبين المغاربة الذين نشأوا في أرض المهجر حمل ألوان الأسود في المستقبلين المتوسط و البعيد.

وبقراءة سوريالية عميقة، فإن استبعاد وحيد لأمين حارث فيما يشبه جزاء سنمار للاعب خلوق هو وأسرته تحملا الكثير من الضغوطات داخل فرنسا ليختارا اللعب للفريق الوطني على حساب إغراءات فرنسا، وبتدخل من نويل لوغريت رئيس جامعة فرنسا وديديي ديشام شخصيا، قلت باستبعاد حارث سيشعر محمد إحطارين في هولندا براحة ضمير.

في نفس اليوم الذي كان وحيد يعلن قائمة الأسود وهي تخلو من حارث كان إحطارين يعلن ولاءه للمنتخب الهولندي، وهنا إنتفض المنتفضون باسم الوطن والوطنية والولاء لهما، ليعلنوا الحرب على إحطارين كأنه خان أمانة الإنتماء أو تنكر لواجب أو مارس جحودا في حق قميص أو منتخب تبناه وكل هذا ليس صحيحا.

ولماذا أقارن حارث بإحطارين؟ لأنها باختصار وجهان لنفس العملة وكلاهما منتوج لا فضل فيه لا لجامعة الكرة عندنا ولا لمدربينا ولا لإدارتنا التقنية ولا لرئيس فريق من الفرق، في بزوغ نجميهما في سماء القارة العجوز. فبأي حق نخون إحطارين وهو يختار هولندا التي سهرت على تنشئته وتكوينه ليشتد عوده وينضج ويصبح اليوم واحدا من لاعبيها؟

وحين ينظر إحطارين وهو في سن 17 سنة لمقاربة تعامل وحيد مع حارث بأن تجاهله، فهنا سيخلص لحقيقة أنه اختار الإختيار الصحيح كيف لا وهو يتابع كم الإحباط المسيطر على حارث، الذي أدار ظهره لفرنسا واختار المغرب، واليوم الفرنسيون يشمتون في أمين ويقدمون له صورة الكندوزي الذي كان اختياره معكوسا بأن فضل فرنسا على المغرب ويعامل المعاملة التي تليق به داخل منتخب الديكة.

بل أن الفرنسيين شمتوا في حارث يوم تجاهله رونار بعد اختياره أفضل لاعب في مباراة المغرب وإيران في مونديال روسيا، واستفزوه بصور صديقه مبابي الذي كان معه داخل منتخب فرنسا لأقل من 17 سنة فتوج مبابي بكأس العالم مع منتخب ديشام وتفنن رونار في تعذيب حارث، باستباعده من مبارتي البرتغال وإسبانيا وبعدها طرده من معسمر المعمورة وإقصائه من المشاركة في الكان الذي إحتضنته مصر.

فليس بهذه الكيفية، نحفز مواهبنا في الخارج لتحمل قميص الفريق الوطني، وليس بهذه الكيفية نزرع الأمل في أشباه إحطارين ليديروا ظهرهم كما فعل زياش والإدريسي لمنتخبات المنشأ.

فبالأمس مورست غارات عنيفة وقصف مدوي في حق زياش لإهداره ركلة جزاء أمام بنين في مصر، فبكى اللاعب دما بدل الدموع واستغلت هولندا مقاربة التنكر والجحود الإعلامي والجماهيري هته في حق زياش، لتلعب بها على وتر تحفيز احطارين ليختار منتخب الطواحين.

لذلك أعود لصلب الموضوع وهو أن وحيد سيرحل، وقبله رحل مدربون خلفوا وراءهم دمارا شديدا داخل العرين لأن الإدارة التقنية و لجنة المنتخبات التي يفترض أن تمارس حق الرقابة والتوجيه غائبة ومبنية للمجهول.

غير مقبول أن يتسبب وحيد في معاناة نفسية لا حصر لها للاعب بموهبة وسن حارث، ويشعره بالندم كونه اختار المغرب على حساب فرنسا وهذه حقيقة ماثلة ومن يدعي العكس فليتصل بأمين ويسأله.

 غير معقول أن يمارس وحيد فشوشا غريبا مع فحر ودرار وبلهندة ويحيي الأموات مع تاعرابت والعربي ويعدم شعلة الأمل المتمثلة في حارث والذي يفترض تمتيعه بمعاملة إستثنائية هو والإدريسي وزياش وكل الذين تركوا إغراءات اللعب لمنتخبات هولندا وفرنسا لينضمون لعرين أسود  يتم انتقاؤها واختيارها للأسف بشكل غريب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حارث يبرئ إحطارين حارث يبرئ إحطارين



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 01:36 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 03:52 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامي ريكاردو كرم يُطلق مبادرة لدعم أطفال لبنان

GMT 15:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

كاف ترفض مقترح الوداد بدوري أبطال أفريقيا

GMT 07:05 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم مطعم لبناني بسبب لافتة خادشة للحياء

GMT 11:31 2015 الجمعة ,27 شباط / فبراير

المُـثـقـفـون والاصـلاح الـديـنـي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib