درس لمسؤولي الجزائر

درس لمسؤولي الجزائر

المغرب اليوم -

درس لمسؤولي الجزائر

بقلم - محمد الروحلي

لم تمر منافسات بطولة كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي جرت بمصر، دون أن تترك مجموعة من الرسائل والدروس الهامة والمثيرة، رسائل ودروس لا تتعلق بالمخلفات التقنية والقراءات الفنية وقيمة التنظيم وجودة المنافسة. ولعل أهم درس هو التحام الجمهورين المغربي والجزائري وراء هدف واحد ألا وهو تشجيع منتخبيهما معا، ليتواصل هذا المعطى الإيجابي إلى نهاية المنافسات حيث كان تتويج أصدقاء النجم رياض محرز بلقبهم القاري الثاني.

فالطريقة المتفوقة التي واصل بها المنتخب الجزائري طريقه في البطولة، وصولا إلى المشهد الختامي، كان فرصة عظيمة أكدت فيها الجماهير المغربية والجزائرية موقفا تاريخيا أبهر المتتبعين وبلغ الأمر مداه بعد التتويج في المباراة النهائية على حساب السنغال.

لم ينحصر الموقف في التشجيع والمساندة ومشاعر الفرحة والسعادة فقط، بل تعداه إلى المطالبة بفتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب منذ سنة 1994 بقرار أحادي من طرف السلطات الجزائرية، ردا على فرض المغرب التأشيرة على أعقاب التفجيرات الإرهابية التي حدثت بمدينة مراكش، واتهام المخابرات الجزائرية بالوقوف وراءها.

مرت كل هذه السنين، ولم تبارح الأمور مكانها، ليصبح هذا الإغلاق وصمة عار في جبين حكام الجزائر، بعد رفض وعناد غير مسبوق في التاريخ، رغم كل المآسي التي تسجل يوميا من جراء افتراق العائلات وتشتيت أسر بكاملها، وانعكاس قرار إغلاق الحدود على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية على المنطقة بكاملها.

التحام الجمهورين المغربي والجزائري وراء منتخبي بلادهما أعطى درسا بليغا نتمنى أن يتم استيعابه من طرف المسؤولين الذين لا زالوا خارج التاريخ، والمشهد المؤلم الذي رسمه شاب جزائري وهو يخترق الحدود فرحا بتتويج منتخبه ومتأثرا بالدعم والمساندة التي عبر عنها الجمهور المغربي على الحدود وبجل المدن المغربية، يؤكد على أننا شعب واحد بمصير واحد.

وجاءت رسالة التهنئة الملكية السامية بمناسبة تتويج المنتخب الجزائري والمضامين العميقة التي عبرت عنها لتسجل موقفا تاريخيا جديدا يذهب في اتجاه التأكيد على هذه الخصوصيات، وبالتالي لا يمكن استمرار هذا الوضع بكل ما يحمله من مظاهر التخلف والحزن وغياب الإنسانية.

الرسالة الملكية السامية، والتي جاءت صراحة في وقتها وفي عز احتفالات الجمهورين الجزائري والمغربي، أكدت على “مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا التتويج المستحق، خاصة وأن الأمر يتعلق بفوز بلد مغاربي جار وشقيق؛ وكأن هذا التتويج هو بمثابة فوز للمغرب أيضا”، وهذه قمة في النبل والرقي بالعمل السياسي وجعله في خدمة القضايا الإنسانية ومصلحة بلدين شقيقين ومستقبل الأجيال.

“خاوة خاوة .. ماشي عداوة” شعار كان لازمة بمناسبة كأس إفريقيا بمصر، كما يرفع منذ عدة شهور كشعار أساسي إلى جانب المطالب الحراك الشعبي الذي تعرفه جل المدن الجزائرية، وسيبقى كذلك إلى حين استجابة السلطات الجزائرية، لمطالب الشعوب الرافضة لجعل العداء خبزا يوميا لتغذية أوهام عفا عنها الزمن وأصبحت ضد مجرى التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس لمسؤولي الجزائر درس لمسؤولي الجزائر



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 01:36 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 03:52 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامي ريكاردو كرم يُطلق مبادرة لدعم أطفال لبنان

GMT 15:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

كاف ترفض مقترح الوداد بدوري أبطال أفريقيا

GMT 07:05 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم مطعم لبناني بسبب لافتة خادشة للحياء

GMT 11:31 2015 الجمعة ,27 شباط / فبراير

المُـثـقـفـون والاصـلاح الـديـنـي

GMT 00:31 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التحقيق في شيكات أموات تتجول بالأسواق المغربية

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

راضي يؤكد أن رؤية السيسي في مكافحة الإرهاب تحظى بتقدير الغرب

GMT 18:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كوكب عطارد يمر أمام الشمس في ظاهرة فلكية نادرة

GMT 03:06 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

إليزابيث هيرلي تظهر بإطلالة جذَّابة

GMT 19:21 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

موعد طرح فيلم شاروخان الجديد "زيرو" في دور العرض المصرية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib