لماذا اختنقت الإستراتيجية

لماذا اختنقت الإستراتيجية؟

المغرب اليوم -

لماذا اختنقت الإستراتيجية

بقلم - بدر الدين الإدريسي

لماذا تصدمنا كل الحقائق التي نطق بها السيد رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة، عند حلوله ضيفا على حلقة يوم الأحد الأخير من برنامح «لماتش» المبثوث على «قناة ميدي 1 تي في»؟

وهل كان جديدا علينا، أن يشهر السيد الوزير حقيقة الأعطاب والمعطلات التي أصابت الكثير من أجنحة الإستراتيجية الوطنية حول الرياضة فعطلت تحليقها السليم، الإستراتيجية التي يذكر جميعنا أنها رأت النور مع انقضاء المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضية ذات أكتوبر من عام 2008؟

كثير مما قاله السيد الوزير في برنامج «لماتش» وفي عديد المنصات الصحفية التي تعاقب عليها، من حقائق صادمة، ورد في خلاصات عمليات الإفتحاص التي أخضعت لها وزارة الشباب والرياضة نفسها، قبل أن تخضع لها الجامعات الرياضية النوعية والتي دلت على وجود كثير من التجاوزات في التدبيرين الرياضي والمالي، وتجسده على أرض الواقع نتائجنا في أمهات الأحداث الرياضية العالمية والقارية، وهي للأمانة موجبة للقلق ومعبرة عن ضعف حكامتنا الرياضية، بل إنها تمارس الهدر على الرأسمال البشري الوطني.

الموجع في كل الذي أبلغنا به السيد الوزير، بلسان صدق، أننا انتظرنا عشر سنوات كاملة لكي نكتشف أن الإستراتيجية الوطنية حول الرياضة اختنقت بدخان كثيف، مصدره نار يشعلها الطابور الخامس ويسربها من يتخفون في الأغوار وفي جيوب مقاومة بل ومناهضة كل إصلاح، ومصدره أن هذه الإستراتيجية على قوتها ومتانتها لم تفصل على مقاسنا الفكري ومقاس من يتبوؤون مشهدنا الرياضي، فقد بدت تلك الإستراتيجية، وهذه هي الحقيقة فضفاضة جدا.

نكتشف بعد انقضاء عشر سنوات كاملة، أن الإستراتيجية التي كان يفترض اليوم، أن تحين وتحدث لترتقي إلى ما هو أعلى، لم يطبق فيها إلا النزر القليل، أو بالأحرى أن بعض المشاتل أنجز فيها عمل يرى بالعين المجردة، وكان الخراب سيد بعضها الآخر، وهل نحتاج إلى ما يدلنا جميعا على أن الجاني على هذه الإستراتيجية النموذجية، هو تفكيرنا القاصر وتدبيرنا الذي لا يلبي إلا القليل القليل من الحكامة الجيدة التي هي شرط التصنيع الرياضي المشتغل عليه في كل أنحاء المعمور.

ونكتشف بعد انقضاء عشر سنوات كاملة على خروج قانون التربية البدنية والرياضة للوجود، وقد اشتغل عليه بكثير من النباهة والعمق والجودة، أن التنزيل الكامل لفصوله، ما زالت تعترضه شوائب كثيرة، أصلها شعور كل من أمموا الجامعات والنوادي وحولوها ضدا على القانون إلى ضيعات مملوكة وخاصة ومحظورة على من سواهم، بأنهم مهددون بفقدان ما تملكوه ظلما وعدوانا، بل إن طواحين الهواء التي انشغل بها أكثر الوزراء الذين كلفوا بالقطاع الرياضي، ستعيق لسنوات الإفراج على مقتضيات ونصوص تطبيقية هي ما يعطي الحياة لأكثر من سبعين بالمائة لقانون التربية البدنية والرياضة، الذي أجمعنا عند مروره بكل القنوات الرسمية المصادقة على التشريعات، أنه دستور جد متقدم للرياضة الوطنية.

ولا أمل في أي استراتيجية بديلة، من دون أن تعبر الحكومة بالفعل، عن عزمها الوطيد لهيكلة القطاع الرياضي ليكون مساهما قويا في رفع الناتج الإقتصادي الوطني، العزم الذي يلغي التجاذبات السياسية ويترفع على المصالح السياسية الضيقة وينتصر أولا وأخيرا لروح القانون، فلا خيار أمامنا لكسب الرهان سوى التعبير في كل ما نفعل عن روح المواطنة.   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا اختنقت الإستراتيجية لماذا اختنقت الإستراتيجية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 01:36 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 03:52 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامي ريكاردو كرم يُطلق مبادرة لدعم أطفال لبنان

GMT 15:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

كاف ترفض مقترح الوداد بدوري أبطال أفريقيا

GMT 07:05 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم مطعم لبناني بسبب لافتة خادشة للحياء

GMT 11:31 2015 الجمعة ,27 شباط / فبراير

المُـثـقـفـون والاصـلاح الـديـنـي

GMT 00:31 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التحقيق في شيكات أموات تتجول بالأسواق المغربية

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

راضي يؤكد أن رؤية السيسي في مكافحة الإرهاب تحظى بتقدير الغرب

GMT 18:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كوكب عطارد يمر أمام الشمس في ظاهرة فلكية نادرة

GMT 03:06 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

إليزابيث هيرلي تظهر بإطلالة جذَّابة

GMT 19:21 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

موعد طرح فيلم شاروخان الجديد "زيرو" في دور العرض المصرية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib