رأي رياضي

رأي رياضي..

المغرب اليوم -

رأي رياضي

بقلم : يونس الخراشي

 لنفترض أن الناخب الوطني لكرة القدم، هيرفي رونار، تشبث بكلمته التي قال فيها إنه لن يعتمد على لاعبي الدوريات الخليجية، فمن أين كان سيأتي باللاعبين ليرمم صفوف المتتخب الوطني، وقد طار أغلب الأسود في "جسر جوي" نحو الخليج، طلبا للمال؟

المفروض أن يعود بنظره أولا إلى ما يسمى، منذ سنوات، البطولة الوطنية الاحترافية، على اعتبار أن هناك منتخبا للمحليين، ثم يضم إليهم لاعبين أو ثلاثة من المهجر الأوروبي، ويكون بذلك أوفى بما تعهد به، وأعطى للمنتخب الوطني وضعا اعتباريا خاصا به، لا نقاش فيه.

واقع الحال يؤكد أن رونار سيأتي، في وقت لاحق، بكل اللاعبين الذين فضل الاشتغال معهم، وصاروا يلبسون قمصان فرق خليجية، وربما جاء بلاعبين أو ثلاثة مما يسمى البطولة الوطنية الاحترافية، فيعيد فتح ذلك النقاش المزمن الذي يدور حول الأحقية في اللعب للمنتخب؛ هل هي بالكفاءة والجاهزية، أم بالمزاجية وأشياء اخرى غير معلومة؟

هناك خطة باء بالطبع، وتفيد بتوجيه الدعوة للاعبين الشباب في المهجر. وهؤلاء صاروا عماد المنتخبات الوطنية كلها، باستثناء المنتخب الوطني للاعبين المحليين. غير أن هيرفي رونار، مكرها، لن يغامر بذلك، بل المرجح أنه سيكتفي بفتح الباب للبعض من شباب أوروبا، حتى يضمن مشاركة مميزة في كأس إفريقيا 2019.

هذا الوضع الشائك، الذي لطالما نبهنا إلى إمكانية وقوعه، ودققنا ناقوس الخطر بشأنه، فدعونا إلى ضرورة هيكلة الفرق المغربية، ومأسستها، وإدماجها في محيطها، حتى تنتج لاعبين من الطراز الرفيع، يؤدون المهام المنوطة بهم، ويحصلون على أجور، وتعويضات، وضمانات تأمينية، تجعلهم في غنى عن دوريات "غنية وغير ناضجة"، ها هو اليوم يطرح على من لم يفكروا فيه، ولا توقعوه، ولا أرادوا ذلك، ولا هم تركوا بابا مفتوحا للتفكير فيه.

صحيح أن الهجرة الجماعية للاعبي المنتخب الوطني نحو الخليج؛ وبخاصة نحو الدوري السعودي، الذي يتقوى يوما بعد آخر، دون أن يبلغ النضج، تعني أن هناك من يقف وراء "الجسر الجوي"، ويهئ له ظروفه، ويغري اللاعبين به، ويقنعهم بأمرين؛ الاول بأنهم سيربحون مالا كثيرا، والثاني بأن مكانتهم في المنتخب لن تمس. غير أن هذا شأن اللاعب، وليس شأن المنتخب الذي وقفت الجامعة، في عهدها الحالي، معظم عملها لأجله.

ولعل هذا الذي يقع، فيجعل بطولة خليجية تقبل على لاعب مما يسمى البطولة الاحترافية ولاعبا مواطنا له من بطولة أوروبية ممتازة، لداع للذين يدبرون شؤون كرتنا كي يتساءلوا معنا بشأن مستقبل الكرة المغربية، والنهج الأنجع الذي يتعن اتباعه لإيصالها إلى الوضع المفترض لها. فأي تبريرات واهية لما يقع، وأي تغطية عن السلبيات المشينة، من شأنه أن يؤخر العلاج، فتصبح كلفة العملية أكبر بكثير مما هي عليه اليوم.

لنكن واقعيين، فها هي الجماهير تقاطع واحدة من أبرز مباريات البطولة الوطنية، وها هو التحكيم يصبح موضع تساؤلات ملحة، وها الأطر الوطنية تنتظر رواتبها فيما الجامعة تعجز عن التسديد، وها هم اللاعبون المدللون يهاجرون علانية وجماعيا نحو بطولات الثراء، فهل ما يزال هناك متسع للحديث عن كرة مغربية تعرف أين تمضي؟ وتعيش أزهى فتراتها؟ وتملك رجالا برؤية واضحة وسداد في التفكير؟
ستجد، غدا، من يتكفل بالرد عليك، ويبرر، ويغطي الشمس بالغربال. أما نحن، فلن نمل من الإعادة، ففيها إفادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأي رياضي رأي رياضي



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib