تخدشون مرآتكم

تخدشون مرآتكم

المغرب اليوم -

تخدشون مرآتكم

بقلم: مهدي الحداد

يتحدثون عن خلل التكوين، وكثرة الصدمات والنكسات، وسوء نتائج المنتخبات، وأسباب العثرات المتتالية والنكبات..ويغوصون في تحليل واقع الكرة المغربية وتراجعها للوراء، ثم يتبادلون الآراء والإتهامات حول أصحاب الأزمات، وينسون أن كل هذا النقاش التقني والتحليلي عقيم وفارغ، في ظل غياب المنظومة الأخلاقية لدى من يمثلون الوطن، ليس الجميع طبعا وإنما فئة لا بأس بها.

الأسبوع الماضي شهد حادثين مقرفين يندى لهما الجبين، أبطالهما حارس الفريق الوطني الأولمبي الممارس بالفتح الرباطي، وصانع ألعاب الأسود «المحترف» بغلطة سراي التركي، واللذان رشّا الملح على جرح الأخلاق والتسيب والفوضى التي يعيش فيها بعض لاعبي المنتخبات والأندية الوطنية.
كيف يُعقل ونحن في الثلث الأخير لسنة 2019 أن تتواصل مباريات الملاكمة داخل الملاعب، ويتجرأ لاعب دولي مغربي على الإعتداء بالضرب والصفع على حكم في منتصف الميدان وأمام أنظار العالم، في لقطة مشينة وغير مسؤولة، تظهر غياب التأطير وخلل الأخلاق وإنعدام الروح الرياضية لدى هذا اللاعب الصاعد، والذي أساء لنفسه ولبلده وفريقه بتهورٍ غير مفهوم وردة فعل مبالغ فيها، عقب الإقصاء الكارثي للفريق الأولمبي من تصفيات الألعاب الأولمبية طوكيو 2020.
بعد هذا الحادث بساعات قليلة طل علينا صاحب الرقم 10 مع الأسود من بيته بإسطنبول التركية، بتدوينة شريرة على "أنستغرام"ملأى بالإستهزاء والسخرية، إستفز وقزّم عبرها من قيمة الصحافة المغربية وزميله عبد الرزاق حمد الله، في تعليقه المسموم واللاإحترافي على الجواب الغامض والغريب أيضا للمدرب وحيد خاليلودزيتش عن إمكانية دعوة هداف النصر السعودي لاحقا للعرين.
فاجأني الأمر لأنه غير أخلاقي أولا، ولا إحترافي ثانيا يزكي الخلاف العلني واللارياضي العميق بين لاعبين شقيقين يحملون نفس الدماء ويمثلون نفس الوطن، ولم يفاجئني في نفس الوقت كون صاحبه بسوابق كثيرة وإتهامات غزيرة بالضرب والجرح في مختلف المحطات بداية من مونبوليي ووصولا إلى غلطة سراي، وحالات أخرى عديدة زاغ فيها صانع ألعابنا الطائش عن النص، وأطلق العنان للسانه ليبلغ حد السب وقذف الجمهور المغربي وجها لوجه كما حدث بأكادير في واقعة زياش الشهيرة، والتي رافقه فيها أيضا متهور آخر يحمل اليوم شارة العمادة مع الأسود.
الفوضى والإنفلات الأخلاقي إشتد وطيسه في حقبة الناخب السابق هيرفي رونار، حيث وقفنا على سلوكات فاضحة ومتعددة، منها على سبيل الذكر لا الحصر تسلق جدران المطارات للإشتباك مع المشجعين، والردود على التعاليق في منصات التواصل الإجتماعي بأبشع العبارات المخزية، والتجريح أحيانا والمس بقدسية الأم.
الطيش الأخلاقي ينهش أيضا مشوار بعض لاعبي البطولة الوطنية، خاصة عينة ممن يتشرفون بتمثيل الوداد والرجاء، فترى عميدا دوليا وبطلا إفريقيا يصر على تكرار الزلات موسميا، ويطارد في واقعة جديدة لاعبا آخرا بغية ضربه والإعتداء عليه، كما خطف أحد الوداديين قبل أسابيع الأضواء وهو يدخل في حرب العصابات ويتعارك بالأسلحة البيضاء، دون إغفال العجرفة والأنانية والسوقية لآخرين يحملون صفة الإحترافية ظلما وعدوانا.
خلل الأخلاق وتوالي الأحداث اللارياضية أول ما يجب أن يُناقش ويُعالج قبل الحديث عن الأمور التقنية، فماذا يمكننا أن ننتظر من لاعب أو مسؤول لا يحترم نفسه ولا يتحكم في أعصابه، ويشوه فريقه ووطنه بتصرفاته قبل أدائه، ويهين تربية أسرته التي تخجل من حركياته، فيطغى ويتصلب في ظل "السّيبة" ولطف العقوبة.
عاش من عرف قدره، وسما من لم تشير إليه الأصابع، ورحم الله الشاعر أحمد شوقي الذي لخص كل شيء حينما قال: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت..فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخدشون مرآتكم تخدشون مرآتكم



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib