أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة

أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة

المغرب اليوم -

أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة

هشام شاهين

لا يستطيع أحد أن يتاجر بحب النجم الكبير محمد أبو تريكة لناديه العظيم النادي الأهلي صاحب الفضل الكبير عليه في مشواره مع الساحرة المستديرة، سواء كلاعب في النادي الأهلي أو مع المنتخب الوطني. لقد أحزنني صدور العقوبة التي وقعها النادي الأهلي على نجمه محمد أبو تريكة والتي اشتملت على الإيقاف شهرين وغرامة مالية قدرها‏500‏ ألف جنيه، إضافة إلى وصف هذه  العقوبة من قبل البعض بأنها "لا تتناسب مع الجرم الذي ارتكبه اللاعب في حق ناديه وزملائه اللاعبين ومجلس إدارة ناديه وعشاق فنه وموهبته". أقول مهلًا لهذا الهجوم المتعنت، فالنجم الكبير والظروف الحالية التي تمر بها البلاد، لاتستحق كل هذا الطوفان من الهجمات الشرسة على النجم الخلوق، والكل يشهد بذلك. لقد وضح موقف اللاعب من عدم المشاركة مع فريقه في لقاء السوبر المصري بين الأهلي وإنبي، إذ أبدى تعاطفًا جياشًا مع رابطة الألتراس الأهلاوي التي تطالب بحق شهداء مذبحة بورسعيد، وهو شعورلا يستطيع أحد أن ينكره عليه، لأنه صادق في إحساسه وميوله، على الرغم من مهاجمة البعض له على هذا التصرف، إذ اتهمه البعض بالرياء والنفاق لقد تقبل أبوتريكة العقوبات التي صدرت ضده بقلب رحب، وأكد احترامه للنادي الأهلي مجلس إدارة ولاعبين وجهاز فني، مقدمًا الاعتذار للاعبين والجهاز الفني، مؤكدًا أنه لم يقصد وضعهم في موقف صعب، ومشددًا على علمه مابداخل اللاعبين والجهاز الفني تجاه أسر الشهداء وجماهير النادي الأهلي الوفية والمخلصة، داعيًا المولى سبحانه وتعالى أن يلهم أسر الشهداء وأصدقائهم الصبر والسلوان. إنني أرفض وبشدة الحملة الشرسة التي يتعرض لها هذا النجم الكبير، صاحب المبادىء والقيم، للتقليل من شأنه بسبب موقف نبيل،  إن أبو تريكة شاهد على تلك المأساة في شباط/فبراير الماضي لأنها وقعت خلال مباراة فريقه الأهلي ضد المصري وذهب ضحيتها 74 شخصًا، وله كل الحق في التعبير عن تضامنه مع هؤلاء الذين راحوا ضحية لحبهم للنادي الأهلي. لقد فكر النجم الكبير في الاعتزال عقب تلك المذبحة، لكنه رأى أن الواجب يتطلب منه الوجود والاستمرار في محاولة لتقديم شيء بسيط لهؤلاء الشهداء، وهو هدف نبيل بلا شك. لقد اختير أبو تريكة سفيرًا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لمحاربة الفقر, إذ يقول "الإسلام يعالج الفقر من خلال الزكاة، لأن الغني يشعر بمحنة الفقراء، ويجب علينا أن نساعد الفقراء بقدر الإمكان حتى لا يشعروا بالغربة في المجتمع". ومن هذا المنطلق، في العام 2005 انضم أبو تريكة إلى اللاعب البرازيلي رونالدو والفرنسي "الجزائري الأصل" زين الدين زيدان، إضافة إلى 40 من نجوم الكرة العالمية في "مباراة ضد الفقر" من أجل جمع التبرعات والتوعية بمحاربة الفقر في شتى أنحاء العالم، فهذا أبو تريكة. إن أخلاق أبو تريكة لا تتجزأ، ففي الـ 27 من كانون الثاني/ يناير العام 2008 خلال مباراة المنتخب المصري ونظيره السوداني، التي انتهت بفوز المنتخب المصري 3/صفر, كشف أبو تريكة عن الشعار المكتوب على ملابسه تحت قميص اللعب والذي تألف من عبارة "تعاطفاً مع غزة"، وكان اللاعب معرضًا للإيقاف من قِبل الكاف بسبب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والتي تدين استغلال مباريات الكرة في أغراض أو أهداف سياسية أو عنصرية. وكان أبو تريكة قد كشف عن الشعار المكتوب على فانلة يرتديها تحت قميص اللعب، وذلك بعد تسجيله الهدف الثاني للمنتخب المصري في المباراة، علما بأنه هو نفسه الذي سجل الهدف الثالث للفريق، وذلك في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين العام 2008 في غانا. ولقد أشهر الحكم البنيني كوفي كودجا الذي أدار اللقاء البطاقة الصفراء في وجهه بعد هذا التصرف، وذكر الكاف أنه حذره، لأن ذلك ضد قواعد ولوائح الفيفا. ولأن الله يعلم ما في قلبه، لم يتخذ الكاف أي عقوبات ضده بعد مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي وصلت إلى الكاف من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام المتابعة للبطولة والتي تعلن تعاطفها مع اللاعب. وكانت أنباء قد ترددت عن تضامن منتخبات المغرب وتونس والجزائر معه والمنتخب المصري لاسيما وأنه لم يجرِ أي تصرف يضر أحدًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 06:42 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تعرف على أبرز مميزات وعيوب سيارات "الهايبرد"

GMT 00:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طالب يعتدي على مدرسته بالضرب في مدينة فاس

GMT 11:02 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور لفصل الخريف

GMT 11:55 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

نصائح لاختيار الحقيبة المناسبة للمعطف

GMT 16:56 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

حكيمي ومبابي يستمتعان بالعطلة في مراكش

GMT 07:48 2022 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت التعامل مع الاختلاف في الرأي

GMT 09:59 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد اتيكيت نشر الغسيل

GMT 10:31 2022 الجمعة ,27 أيار / مايو

مايكروسوفت تطور دونجل لبث ألعاب إكس بوكس

GMT 01:02 2021 السبت ,07 آب / أغسطس

وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بعد المصيف

GMT 19:36 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

وفاة ابنة الفنان الراحل محمد السبع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib