رأي رياضي من ريو دي جانيرو
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين الرئيس الأميركي جو بايدن يقطع إجازته ويعود للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني رئيس الحكومة العراقية يوجه بتوفير جميع الإمكانيات لمساعدة إيران في عمليات البحث عن مروحية رئيس إيران الهلال الأحمر الإيراني يعلن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ في أثناء البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وسائل إعلام أجنبية تؤكد أن وفاة رئيس إيران ووزير خارجيته سيتم في أي لحظة أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن "فرق إنقاذ مختلفة" لا تزال تبحث عن المروحي المرشد الإيراني يدعو الشعب إلى عدم القلق ويؤكد أن تسيير شؤون البلاد لن يتأثر
أخر الأخبار

رأي رياضي من ريو دي جانيرو

المغرب اليوم -

رأي رياضي من ريو دي جانيرو

بقلم : يونس الخراشي

لست أفهم كثيرا في الموسيقى. بل إني لا أفهم. ومع ذلك، يمكنني أن أتذوقها. خاصة إذا كانت تنبع من القلب. إذ أن كل ما ينبع من القلب يصل إلى القلوب. أما عدا ذلك فإنه لا يصل، بل الحق أنه لا ينطلق أصلا حتى يصل. فكيف لمن لا يملك قلبا طيبا وشغفا أن يصدر عنه شيء يحبه الناس ويهفون إليه؟
في ريو، حيث الناس يعشقون الحياة بجنون، يصح فيهم بيت أبي نواس:"حمل الهوى تعب... يستخفه الطرب". ذلك أن نسمة موسيقى تحركهم، فترى الأجساد تهتز وتترنح، والأفواه تردد في الخاطر، أو جهرا، كلمات أغنية ما، إما مبثوثة على الأثير، أو في شاشة تلفزيون، أو تحملها الخيوط من الهاتف إلى الأذنين، أو هي من وحي الخاطر فقط.
قبل يومين، قادني البحث عن وجبة الإفطار إلى مطعم الفندق، بمنطقة بارا جنوب ريو دي جانيرو، حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا. وبينما كنت أعكف على كتابة موضوع جديد للجريدة، وصلتني "طقيطقات" يغنيها عامل في المطبخ، ظل يحدي طويلا، وكأني به راع مغربي على جبل في الأطلس.
كان غناؤه غير حزين، ولكنه لا يعبر عن سعادة. بل قل إنه كان شيئا يسري به عن نفسه، ولعله يتذكر به عزيزا بعيدا. وكأني به تمنى لو أمكنه ألا يغادره، فلما حل طيفه بخاطره غنى، كما لو ليسمعه البعيد، فيفهم أنه معنى بالشوق إليه، ويبقى الوصل قائما على بعد المسافات، وضيق ذات اليد.
الأغنيات التي قفزت إلى سمعي في الأيام الماضية، سواء بالصدفة أو لأنها كانت ترانيم تقدم صورا خاصة في التلفزيون، قالت لي إن هذا البلد يتغنى كل مرة بما يناسب اللحظة، فمرة ما هو سار وفوار، يمتح من ثقافة البرتغالي الغازي لريو منذ القرن السادس عشر الميلادي، ومرة ما هو هندي أصيل فيه بطء شديد، وترانيم تغنى على الترجيع، لمن سلب كل شيء، ومرة ما هو إفريقي حزين، فيه بحة لا يخطئها القلب لمن اجثت من ترابه.
ريو دي جانيرو، بل البرازيل كلها، نتيجة لتلاقح كبير وغني لحضارات عديدة، ومن الطبيعي أن يكون الموروث الغنائي مهم للغاية، ويعبر عن ذلك التلاقح، الذي يوجد فيه برتغالي جاء غازيا، وأسعده أن يعثر على أرض معطاء، فيها الأنهار والغابات والبراري الكبيرة والشواطئ الممتدة، فصار حاكما لا ترد له كلمة، وفيه هندي افتقد الطمأنينة بكل ما تعنيه الكملة، حين قتل وشرد به، وانتهكت حرماته، ففضل الاختباء في الغابات، حفاظا على نفسه، وفيه الإفريقي الذي حمل كرها إلى البرازيل، وهو مقيد اليدين، واستغل في الحرث والبناء وكل الأشغال الشاقة، ليصبح خادما بعد أن كان سيدا.
وهكذا أتصور أن ما قفز إلى مسعمي طيلة الأيام الماضية، ورأيته يحرك الأجساد بغير تحفظ، يعبر ولا شك إما عن كبرياء المتفوق البرتغالي، وشعوره بلذة الانتصار على الجميع، أو كبرياء الهندي الذي ضاعت منه طمأنينته، وحزن عليها، دون أن يركع، أو كبرياء الإفريقي الذي وإن جيء به مقيدا من غرب إفريقيا على الخصوص، فقد ظل شامخا، حتى إنه شكل بيت القصيد في بناء البرازيل، وكانت له صولات وجولات، مثلما ذبح في مناسبات.
إنها إذن قضية كبرياء. وهو كبرياء إما جارح أو مجروح، نمت على سكينه أو على دمائه ترانيم كثيرة، حتى صارت لاحقا أغنيات من الماضي، أو أغنيات تقوم على الماضي، وتستدعي الحزن أو الشجى أو الفرح، وقد تستدعي كل ذلك، دون أن يعي من يرددها بأنه إزاء شيء يؤرخ للكثير من المآسي والأفراح التي لم يكن له فيها يد، ووصلته بطريقة خاصة، مثلما يصله كل يوم ماء الأمازون من مكان لا يعرفه.
ربما أكون مخطئا في بعض التفاصيل، لأنني لست أفهم في الموسيقى. غير أن قلبي لم يكن ليخطئ بأن ما وصله شفاف للغاية، على الأقل ما لم يكن منه مجرد صراخ، يستدعي جذبة الجسد، دون أن يحرك شيئا في الخاطر، وأنى له ذلك وهو بلا عمق، وبلا أي جذور تمنحه إكسير الحياة ليصنع منه حياة جديدة. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأي رياضي من ريو دي جانيرو رأي رياضي من ريو دي جانيرو



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 11:57 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

ابتكر فكرة وغير حياتك

GMT 16:48 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 17:24 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أروع ديكورات المسابح الداخلية التي تُناسب منزلك

GMT 07:21 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز وجهات شهر العسل في كانون الأول

GMT 16:42 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تُؤكّد أنّ القطط لا تهتمّ كثيرًا بصيد القوارض الكبيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib