هل استقالة العثماني جدية
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

هل استقالة العثماني جدية؟

المغرب اليوم -

هل استقالة العثماني جدية

بقلم ـ توفيق بو عشرين

بعد أقل من ستة أشهر على تسلمه مفاتيح رئاسة الحكومة، بدأ الطبيب النفسي سعد الدين العثماني يلوح باستقالته، ويعلن أن وحدة حزبه أهم عنده من البقاء في المشور السعيد، وأنه إذا اضطر إلى أن يختار بين رئاسة الحكومة ووحدة الحزب، فإنه سيختار الثانية على الأولى…

الرجل الكتوم والمتحفظ، والذي يمشي على البيض ولا يكسره، فجأة يخرج بهذا التصريح القوي الذي أطلقه في مكناس وأعاده في تدوينة مكتوبة بعناية على حسابه في “الفايس بوك”. ماذا يعني هذا؟


 
هذا معناه أن الدكتور العثماني يريد أن يتخلص من تهمة معلقة على صدره منذ شهور هو وزملاؤه في الحكومة، اسمها (تيار الاستوزار)، وهو نعت قدحي في حزب العدالة والتنمية، حيث مازالت الأخلاق لها بعض الصدى في وسط الحزب الذي لم يهضم طرد بنكيران من رئاسة الحكومة، بعد أن حقق نجاحات كبيرة للمصباح، ولم يتقبل ثانيا الانقلاب السياسي على نتائج اقتراع السابع من أكتوبر وتشكيل أغلبية وحكومة بعيدتين عن مخرجات صندوق الاقتراع؛ ثالثا لم يفهم جمهور الحزب والمتعاطفون معه كيف يقبل العثماني وإخوانه أن يكونوا (كومبارس) في تدبير أخطر أزمة يعرفها المغرب منذ 18 سنة، والمقصود طبعا أزمة الريف التي رجعت في أعقابها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ورجع معها الاعتقال السياسي… إذن، يافطة (تيار الوزراء) المستعد للقبول بكل الأدوار ليبقى في مكاتبه ليست تهمة بدون دلائل ولا وقائع تسندها… إذا كان العثماني يحاول بهذا التصريح أن يتموقع في مربع جديد تحسبًا للمؤتمر المقبل للحزب، فهذا من حقه، لكن هذا التموقع لن يتم بإعلان نوايا لا تسندها وقائع، يقول الفقهاء في تعريف النية (ما وقر في الصدر وصدقه العمل)، وعمل وزراء العدالة والتنمية وسط الحكومة لا يوحي تماما بأن أصحابه لهم بوصلة أو مشروع إصلاحي جدي أو قدرة على المقاومة. (وقد لاحظتم كيف تحول شعار 120 يوما يساوي 120 إجراءً، إلى موضوع للسخرية والتنكيت السياسي)، وهو الأمر الذي بدا واضحا في تراجع شعبية الحزب في الانتخابات الأخيرة…

أزعم أن العثماني ليس في نيته الآن على الأقل تقديم الاستقالة من الحكومة، وهو يعرف أن هذا الموضوع ليس مطروحا للتصويت، ولا للاستفتاء وسط حزب يعيش على وقع زلزال كبير، ضرب عمق مشروعه السياسي بعد أن عجز عن الدفاع عن أصوات مليوني مغربي أعطوه تفويضا صريحا لمواصلة الإصلاحات، والرفع من وتيرة الإنجازات، وإنهاء حالة (الانتقال الدائم) التي تشل تطور البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. كان بنكيران في آخر تجمع انتخابي له في أكتوبر 2016 بسلا قد قال: (أيها المغاربة أعطوني أصواتكم واتركوني بيني وبينهم)، في وعد واضح بأنه سيستعمل أصوات الناس لمقاومة مراكز مناهضة الإصلاح… لكن حزبه لم يف بالوعد، بعد أن صمد بنكيران لمدة ستة أشهر رافضا تشكيل أغلبية مخدومة، فبمجرد أن نودي على العثماني رئيسا للحكومة حتى انفجرت ينابيع الأدب التبريري وسط الحزب، بين من أرعب إخوانه بمصير إخوان مصر في ساحة رابعة إن رفضوا الخضوع لشروط المخزن، وبين من حذر من تبعات الاصطدام مع الدولة على الحزب والحركة، ومن يدعو إلى القبول بالممكن لأن الظرف الإقليمي لا يسمح بوقفة شجاعة من أجل احترام صناديق الاقتراع، بل هناك من ذهب في تبرير جبنه أكثر وقال إن أصوات الناخبين (ماشي مهمة)، وإذا ذهبت اليوم ستأتي غدا، المهم أن يبقى الحزب موجودا والحركة نشيطة في الدعوة…

وعوض أن يفتح الحزب المجال للنقاش السياسي وللتقييم الموضوعي لما جرى منذ إعلان نتائج الاقتراع إلى تشكيل الحكومة، ترك الجرح مفتوحا، وكل ما فعل هو أنه غطاه برداء الخوف على وحدة الصف وبيضة التنظيم، فما كان من الجرح إلا أن تقيح وانعكس على صورة الحزب لدى ناخبيه، وقد بدا ذلك واضحا من النتائج المخيبة التي حصل عليها المصباح في الانتخابات الجزئية الأخيرة، سواء التي فاز فيها بنسب ضعيفة أو التي خسرها…

ولأن الطبيعة تخشى الفراغ، فإن شباب حزب العدالة والتنمية وبعض قادته لم يجدوا أمامهم سوى خشبة بنكيران يتعلقون بها خوفا من الغرق، فنادوا بولاية ثالثة لبنكيران على رأس حزب أصبحت هويته مهددة، وروحه مستهدفة، واستقلالية قراره في مرمى المدفعية. لهذا، فالتجديد لبنكيران ضدا على القانون الداخلي للحزب ليس مسألة تنظيمية، بل مقدمة لجواب سياسي عن (التحكم) الذي وقف خلف البلوكاج، والذي عطّل إخراج أغلبية بنكيران، والذي هندس لخروج حكومة هجينة ومفككة، برنامجها الحقيقي هو تعبيد الطريق للعودة إلى السلطوية الناعمة…
إذا كان العثماني جادا في التلويح باستقالته من رئاسة الحكومة، فيجب أن تكون هذه الاستقالة لسبب آخر، غير وحدة حزبه التي لا تساوي شيئا أمام مصلحة البلاد في تحول ديمقراطي جدي، وفِي دخول نادي الدول الحديثة؛ دول المؤسسات لا الأشخاص، دول الاستقرار المبني على أسس متينة من الشرعية السياسية، واحترام الدستور والعدالة الاجتماعية، ومحاربة اقتصاد الريع، الذي يتغذى على القروض الخارجية والمساعدات الخليجية…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل استقالة العثماني جدية هل استقالة العثماني جدية



GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا التجديد لبنكيران

GMT 05:29 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا التجديد لبنكيران

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 17:55 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يحذر من عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يحذر من عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib