الريف المجروح والحل الغائب
رئيس وزراء السودان يؤكد رفض أي حكومة موازية ويشدد على اعتراف دولي كامل بشرعية الحكومة المدنية مقتل 5 وإصابة 21 في انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بحمص وسط سوريا تحذير من منظمة الصحة العالمية بشأن تهديد سوء التغذية الحاد لـ100 ألف طفل في غزة بحلول أبريل غوغل تستعد لإتاحة تغيير عناوين البريد الإلكتروني Gmail دون إنشاء حساب جديد لأول مرة وفاة الكاتب والسيناريست السوري أحمد حامد عن عامر ناهز 75 عاماً بعد معاناة مع مرض عضال نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية الولايات المتحدة تجدد تحذيراتها من فيضانات مميتة جنوب كاليفورنيا مع استمرار الأمطار الغزيرة وإعلان الطوارئ في لوس أنجلوس انقطاع الكهرباء عن مستشفى العودة في النصيرات بسبب نفاد الوقود وتحذيرات من خطر على حياة المرضى العواصف الثلجية تتسبب في تأخير أكثر من 50 رحلة جوية بمطارات موسكو رغم نفي تأثير الطقس في بعضها
أخر الأخبار

الريف المجروح والحل الغائب

المغرب اليوم -

الريف المجروح والحل الغائب

بقلم - توفيق بو عشرين

عمر الاحتجاجات التي اندلعت في الريف يطابق عمر البلوكاج الحكومي الذي شل البلد. في 28 أكتوبر قتل بائع السمك في شاحنة أزبال، ومنذ ذلك اليوم والاحتجاجات مستمرة بأشكال مختلفة ومتصاعدة، ومنذ 10 أكتوبر والبلاد في حالة شلل إلى يومنا هذا بفعل نازلة البلوكاج التي منعت ميلاد الحكومة، وضيعت على البلاد الآلاف من مناصب الشغل، ومليارات الدراهم من الاستثمارات، وعطلت مشاريع كثيرة.

منذ خمسة أشهر وكرة الثلج تكبر في الريف، وأول أمس أسقطت عامل الإقليم، محمد الزهر، الذي أدخل إلى كراج الداخلية، وقبله أصابت نيران الاحتجاجات 110 من رجال الأمن في مواجهات ساخنة انتهت باعتقال 14 متهما، ليس بينهم تلميذ واحد في تظاهرة انطلقت وسط تلاميذ إمزورن، وانتهت بإشعال النار في بيت للشرطة وتهديد حياة الأبرياء، وقبلها عرفت الحسيمة أشكالا مختلفة من الاحتجاجات التي بدأت بالمطالبة بتحقيق قضائي نزيه في ظروف مقتل بائع السمك، ثم تحولت إلى حراك اجتماعي كامل الأوصاف، بدفتر مطالب اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية… في هذا الحراك شاركت النساء في الثامن من مارس، وشارك الشبان في مسيرة الشموع، وشارك الرجال في أربعينية فكري، والآن جاء الدور على التلاميذ، الذين يؤطرهم الطلبة القاعديون، الذين مازالوا ينتعشون في الريف وحده دون باقي جهات المملكة.

لا تنتبهوا إلى كلام حصاد والضريس في الحسيمة، فهما يتصرفان كإطفائيين يحاولان إخماد النيران، وامتصاص التوتر النفسي والاحتقان الاجتماعي، لكن دققوا في قرار وضع المفتش العام لوزارة الداخلية مكان عامل الحسيمة، في سابقة من نوعها، إلى حين تعيين عامل آخر. هذا له معنى واحد، هو أن الحسيمة تغلي، وأن الوضع وصل إلى درجة خطيرة بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات والغضب والتظاهرات، وحتى المواجهات، مع رجال الأمن، والتي بدأت تسقط ضحايا عددهم فوق المائة، مما لا يقع حتى في أخطر بؤر التوتر في العالم.

يجب ألا يغطي أحد الشمس بالغربال، وأول خطوة لعلاج الجروح هي تعريتها أمام أشعة الشمس. في الريف رواسب من الماضي لم تمحها الزيارات العديدة التي قام بها محمد السادس للمنطقة، ولم تغطها مخططات التنمية الموضوع جلها على الورق إلى الآن.

لقد أصبح الناشطون في تظاهرات الريف يتهكمون على «ثقافة الكورنيش» التي انتشرت في مدن عدة، دون أن يصحبها شغل ومستشفى وجامعة وسكن، ومحكمة فيها بعض من العدل، وإدارة تحترم جزءا من كرامة المواطن.

الاحتجاجات، التي اندلعت في الحسيمة لمدة تزيد على خمسة أشهر، «باقية وتتمدد»، وإذا لم تعالج جذورها العميقة، فإنها ستتفاقم. بعيدا عن نظرية المؤامرات، وبعيدا عن علامات استفهام جدية حول جهات تغذي الاحتجاجات، وتحاول أن تجرها إلى العنف، هناك حاجة ماسة إلى مخطط تنموي لإحداث مناصب الشغل، ولإقامة المرافق الضرورية للحياة، فلا غرابة أن ينتعش التوتر الاجتماعي مع انخفاض تحويلات المهاجرين الريفيين في أوروبا إلى عائلاتهم، التي لا يتوفر جلها على مصدر دخل غير ما يصل إليه من حوالات شهرية من أوروبا، فالمنطقة لا فلاحة فيها ولا صناعة ولا تجارة، فكيف سيصل صوت الأمل إلى بُطُون جائعة؟

حصاد قدم موعظة في الاجتماع الذي ضم رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إلياس العماري، وبرلمانيي المنطقة والمنتخبين وبعض وجوه المجتمع المدني، وقال لهم: “حافظوا على كنز المغرب”، أي الأمن والاستقرار، لكن صدى صوته لم يتعدَّ جدران القاعة التي ضمت الاجتماع، ببساطة، لأن الثقة مفقودة بين الإدارة والسكان، والدولة تفتقر إلى وسيط موثوق مع الريفيين يحمل رسائل الرباط إلى الغاضبين. لقد اتضح زيف مشروع المصالحة مع الريفيين الذي استثمرت فيه بعض الوجوه اليسارية لضمان تقاعدها، والتي وصلت على ظهره إلى المناصب والمواقع والامتيازات، ثم لم تعد تجرؤ على وضع قدمها في مدن الريف وقراه البئيسة.

لما وقع الزلزال في الحسيمة في فبراير 2004، انتقلت إلى عين المكان كصحافي لتغطية الحدث الدرامي الذي هز العالم، ولاحظت أن القتلى كان عددهم أكثر من الجرحى (وصل عدد القتلى إلى 1000، في حين أن المصابين كان عددهم حوالي 900)، عكس ما يقع في كل الزلازل في العالم، حيث عدد المصابين يكون أكبر من عدد القتلى، ولما بحثت عن السر، وجدت أن الإسعاف وصل متأخرا جدا من فاس ومدن أخرى إلى الحسيمة، وأن المتطوعين الإسبان وصلوا إلى موقع الحادث قبل الوقاية المدنية المغربية، التي جاءت من مدن عدة وبتجهيزات بدائية، وأن مدينة الحسيمة، التي كانت تضم أكثر من 80 ألفا من السكان آنذاك، لا تتوفر إلا على سيارتي إسعاف، واحدة منهما خارج الخدمة منذ أشهر عديدة، بفعل عطب أصابها وأصاب نفوسا كثيرة، كان الألم يعتصرها والإحساس بالمهانة يمزقها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الريف المجروح والحل الغائب الريف المجروح والحل الغائب



GMT 03:52 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مازالت الطريق طويلة

GMT 05:09 2017 السبت ,12 آب / أغسطس

الريف والملك والأحزاب

GMT 04:30 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

قسم الريف

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:03 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 26-9-2020

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:35 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المغرب الفاسي ينتصر وديًا على وداد صفرو

GMT 08:22 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

النفط يتدفق مجددًا بخط مأرب في اليمن

GMT 14:32 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البولندية سواتيك تبلغ نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس

GMT 12:34 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوداد يحاصر مدرب الفريق بالأسئلة بعد صدمة الديربي

GMT 06:31 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هذه توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية الأحد

GMT 09:09 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

سيدة تعثر على عظام بشرية داخل جوارب متجر شهير في بريطانيا

GMT 08:30 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

7 لاعبين يغيبون عن أولمبيك خريبكة أمام مولودية وجدة

GMT 11:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

الجزائر تطلق بوابة إلكترونية للترويج للسياحة

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib