فتح لا علاقة لها بـفتح
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

'فتح' لا علاقة لها بـ'فتح'

المغرب اليوم -

فتح لا علاقة لها بـفتح

بقلم : خيرالله خيرالله

ينعقد مؤتمر “فتح” في وقت لم يعد لـ“فتح” علاقة بـ“فتح”. هناك محاولة واضحة لإيجاد “فتح” جديدة تتلاءم مع المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية، وتكون في الوقت ذاته مجرّد وسيلة يستخدمها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس “أبو مازن” لضمان بقائه في السلطة ومنع خصومه من لعب أيّ دور في حال غيابه. ولكن ما هو المشروع الوطني الفلسطيني في حال غياب “أبو مازن”، بعد عمر طويل، وكيف يمكن لـ“فتح” الجديدة لعب دور في تحقيق هذا المشروع؟

هناك جانبان مهمّان في المؤتمر الذي ستعقده الحركة بعد أيّام. يتمثل الأوّل في غياب أيّ معارض لـ“أبو مازن” عن المؤتمر، والآخر في انتفاء ثقل الخارج لمصلحة قيادات من الضفة الغربية وغزّة، لا يمكن للأسف الشديد وصفها بالقيادات.

لا يختلف اثنان على أنّ “أبو مازن” هو آخر القيادات التاريخية للحركة، هذا إذا استثنينا فاروق القدومي “أبو اللطف” الذي رفض العودة إلى فلسطين والذي تقدّم به العمر ولم يعد له أيّ دور منذ فترة طويلة. بقي “أبو مازن” في الصف الثاني للقيادة الفلسطينية فترة طويلة. لا شكّ أنّه لعب دورا مهمّا في مجال العلاقات الخارجية، خصوصا في مجال تمتين العلاقة بين “فتح” وموسكو.

سمح له ذلك بأن يكون على معرفة دقيقة بموازين القوى الإقليمية والدولية. استثمر معرفته هذه في مرحلة ما قبل التوصل إلى اتفاق أوسلو في صيف العام 1993، وهو اتفاق وقّع في حديقة البيت الأبيض لاحقا، في أيلول – سبتمبر من ذلك العام، وفتح أبواب واشنطن على مصراعيها أمام “أبو عمّار”.

سيحكم التاريخ على ما إذا كان ياسر عرفات استطاع استغلال الفرصة المتاحة له أم لا، علما أن إسرائيل لم تكن في أيّ يوم تعتقد أنّ اتفاق أوسلو يمكن أن يؤدي إلى تسوية معقولة ومقبولة ترضي بعض الطموحات المشروعة للفلسطينيين، بل كانت تريد أن تثبت من خلال اتفاق أوسلو أن الفلسطينيين لا يحترمون التزاماتهم.

في الواقع، سيحكم التاريخ على ما إذا كان عرفات عرف تماما ما الذي وقّع عليه في حديقة البيت الأبيض؟ الأهمّ من ذلك هل كان يعرف ما هي إسرائيل التي وقّع الاتفاق معها وهل استطاع فهم أصول لعبة العلاقات العامة التي تدور في واشنطن وفهم أميركا نفسها؟

بقي ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، على رأس “فتح” أقلّ بقليل من نصف قرن. وإذا كان من كلمة حقّ تقال، فإن “فتح” تميّزت منذ نشوئها بتنوع الآراء في داخلها. كان ذلك مصدر غنى لـ”فتح” كما تسبب بمشكلات وأزمات كبيرة استطاع “أبو عمّار” ضبطها واحتواءها في معظم الأحيان. لم تكن هناك “فتح” واحدة إلّا في بدايات البدايات. بدأت تظهر الانشقاقات خلال وجود “فتح” في الأردن حيث أصبحت هناك دكاكين فتحاوية.

وعندما انغمست “فتح” في الحرب اللبنانية وحوّلت نفسها إلى جيش المسلمين ضد المسيحيين، كانت تضمّ تيارات بعضها “ماوي”، نسبة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، وبعضها، في مرحلة لاحقة “خميني”، نسبة إلى زعيم الثورة علي الشاه في إيران. كان هناك أيضا من يُعتبر محسوبا على دول الخليج العربي التي لم تقصّر يوما في دعم “فتح” ماليا، باستثناء سلطنة عمان.

وكان هناك من يُعتبر محسوبا على مصر وعلى الأجهزة المصرية تحديدا… وكان هناك بالطبع مستقلون لا ولاء لديهم سوى لقضية ما لبثت أن تراجعت أهمّيتها مع مرور الوقت لأسباب كثيرة في مقدّمها الشرخ المذهبي الذي ظهر بوضوح بعد الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003.

كانت “فتح” في حال ضياع أيديولوجي مستمر، لكن “أبو عمّار” عرف دائما كيف يمكن ضبط الأمور معتمدا قبل أيّ شيء آخر على عامل المال الذي جعله فوق كلّ الخلافات، في معظم الأحيان وليس في كلّ وقت. كذلك، عرف “أبو عمّار” كيف يفرض إرادته وذلك بقبوله القرار 242 وإعلان نبذه الإرهاب في العامين 1988 و1989.

خاضت “فتح” في عهد ياسر عرفات صراعات كانت في غنى عنها، بما في ذلك الصراع مع النظام السوري برئاسة حافظ الأسد الذي كان يعتبر القرار الفلسطيني المستقلّ “بدعة”… وفلسطين “جنوب سوريا”. وضع ياسر عرفات نفسه، من خلال تمسّكه بالوجود العسكري في لبنان، لقمة في فم حافظ الأسد الذي حرمه من أي فوائد كان يمكن أن يحصل عليها عبر أنور السادات!

مرّت “فتح” بمراحل كثيرة قبل الوصول إلى اتفاق أوسلو. فقدت خليل الوزير “أبو جهاد” ثم صلاح خلف “أبو إياد”. كانا منافسين جدّيين لياسر عرفات، لكنّهما كانا في الوقت ذاته أبرز حليفين له عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.

لدى وفاة “أبو عمّار” في تشرين الثاني – نوفمبر 2004، لم يكن يعد في الساحة غير “أبو مازن”، الرجل الواقعي الذي يمتلك شخصية مختلفة كلّيا عن شخصية الزعيم الفلسطيني الراحل. كان “أبو مازن” يمتلك من الواقعية ما دفعه إلى زيارة مسقط رأسه في صفد برفقة أفراد عائلته. كان ذلك في مرحلة ما بعد أوسلو. قال وقتذاك للذين رافقوه إنّه جاء بهم إلى المكان الذي لن يعودوا إليه يوما.

هناك خيط عريض يربط بين كلّ تصرّفات محمود عباس الذي يرئس السلطة الوطنية منذ ما يزيد على عقد من الزمن. ورث “أبو مازن” كلّ مواقع ياسر عرفات وألقابه، بما في ذلك لقب “رئيس دولة فلسطين”. لكنّه تصرّف في كلّ مناسبة بما يؤكّد أنّه يرفض كلّيا كلّ ممارسات سلفه. حتّى نظرته إلى الأشخاص مختلفة تماما عن نظرة ياسر عرفات.

لا يقبل بوجود أي شخص قوي قربه. مع “أبو مازن”، لا مجال لأي نقاش من أي نوع كان في أي موضوع كان. نظرته إلى المال مختلفة أيضا عن ياسر عرفات الذي عرف كيف يستخدم هذه الوسيلة للوصول إلى غاياته. كان المال سلاحا من أسلحته، في حين أن أهمّيته بالنسبة إلى “أبو مازن” مختلفة تماما. إضافة إلى ذلك، لم يحطْ “أبو مازن” نفسه بأشخاص قادرين على التعاطي مع الإعلام. بالنسبة إليه، لا وجود لسلاح الإعلام، لا على الصعيد العربي ولا على الصعيد العالمي.

باختصار شديد، أن “أبو مازن” شخصية تمثّل نقيض شخصية “أبو عمّار”. لذلك يريد أن تكون “فتح” على شكله. عذره أن المنطقة كلّها تغيّرت. لم تعد القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية. لا يتحدث اليوم عن القضية الفلسطينية إلا أولئك الذين يريدون المتاجرة بها من مسؤولين إيرانيين وأدوات لإيران وسياساتها ومشروعها الإقليمي.

هل يبرّر ذلك قيام “فتح” جديدة لا تضمّ سوى أزلام لمحمود عبّاس؟ هل تتطلب المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية مثل هذا الانقلاب الكبير على ما بقي من إرث لياسر عرفات بحسناته الكثيرة وسيئاته التي لا تحصى أيضا، على رأسها أخطاء الأردن ولبنان والكويت والسقوط في الأفخاخ التي أوقعه فيها حافظ الأسد من حيث يدري أو لا يدري، فضلا عن أخطاء ما بعد أوسلو وكيفية التعاطي مع إسرائيل والولايات المتحدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح لا علاقة لها بـفتح فتح لا علاقة لها بـفتح



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 1970 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 22:48 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي
المغرب اليوم - التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib