بقاء السوريين في لبنان ومشروع الفتنة
الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال حركة حماس تصدر بيانا بشأن مقتل ياسر أبو شباب إستخبارات الحرس الثوري الإيرانية تفكك خلية تابعة لمجموعة خلق خططت لمهاجمة مراكز حكومية وأمنية وعسكرية في طهران
أخر الأخبار

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

المغرب اليوم -

بقاء السوريين في لبنان ومشروع الفتنة

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

في منطقة مقبلة على تغيير معالمها في ضوء حرب غزّة، يتصرّف معظم اللبنانيين، للأسف الشديد، وكأنّ هجوم «طوفان الأقصى»، الذي شنته «حماس» وما تلاه من حرب وحشيّة إسرائيليّة على غزّة، كان مجرّد حادث سير عابر. تحلم «حماس» بالعودة إلى غزّة وكأن شيئاً لم يكن، علماً أن عالم ما قبل «طوفان الأقصى»، أي عالم ما قبل 7 أكتوبر الماضي لم يعد قائماً. في الوقت ذاته، تحلم إسرائيل بتحقيق انتصار على «حماس» عن طريق إزالة غزّة من الوجود. مثل هذا التصرّف يفجر منطقة تعرف إيران وحدها كيف استغلال الفرص فيها.

في ظلّ هذه الصورة القاتمة، هناك عالمان لبنانيان لا علاقة لأي منهما بالآخر. عالم اللبنانيين الذين يسعون إلى التعاطي مع الواقع... وعالم اللبنانيين الذين يتصرفون على طريقة «حماس» التي ترفض الاعتراف بالنتائج المترتبة على «طوفان الأقصى» الذي أدخل إسرائيل نفسها في أزمة عميقة معروف كيف بدأت وليس معروفاً هل تخرج منها يوماً.

عندما يطرح في لبنان موضوع الوجود السوري، يظهر رفض للتعاطي مع الواقع. هذا الرفض أوصل البلد إلى ما وصل إليه، أي أنّه كشف سقوطه تحت الاحتلال الإيراني الذي يعبّر عنه سلاح «حزب الله» الذي في أساس كلّ المصائب اللبنانيّة، بدءاً باغتيال مشروع رفيق الحريري الذي أعاد الحياة إلى البلد، مروراً بالسابع من مايو 2008، أي «اليوم المجيد»، من وجهة الأمين العام للحزب، وهو اليوم الذي كرّس سقوط بيروت في يد «الجمهوريّة الإسلاميّة» وتكريس بيروت مدينة إيرانيّة على المتوسط يعمل منها الحوثيون بحريّة في حماية الحزب ورعايته.

من هذا المنطلق وفي هذه الظروف الداخلية والإقليميّة، وحتّى الدوليّة، لا يمكن إلّا شكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على جهوده التي أدّت إلى حصول البلد على مليار يورو تصرف في أربع سنوات في مجال مساعدة البلد في تحمل عبء اللاجئين السوريين. إنّه عبء لا يحتمل ويشكل تهديداً للبنان. لكن التصدي لهذا العبء لا يكون بالمزايدات والحملات ذات الطابع العنصري بمقدار ما يكون بالسعي إلى فهم ما يدور في المنطقة، بما في ذلك في سورية حيث يوجد نظام كان وراء تدفّق كلّ هذا العدد كبير من اللاجئين على لبنان.

صحيح أنّ خطوة نجيب ميقاتي ليست سوى خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح، أي في إتجاه مساعدة لبنان على الانتظار، لكنّ الصحيح أيضاً أنّه يفترض في اللبنانيين السعي ولو لمرّة إلى فهم أن الأزمة الناجمة عن وجود مليون ونصف المليون سوري على أراضيه، حسب تقديرات الأمم المتحدة، ليس وليد البارحة. يصرّ النظام السوري، بدعم إيراني واضح، على تهجير أكبر عدد من السوريين من سورية وذلك منذ اندلاع الثورة الشعبيّة في مارس 2011. بكلام أوضح، لا يريد النظام الأقلّوي عودة مهجرين من السنّة إلى سورية. تلك هي الفكرة التي لا يمكن تجاهلها عندما يتعلّق الأمر بالعبء الذي يشكله النزوح السوري إلى لبنان، وهو بالفعل عبء لا يحتمل. قد يكون مفيداً من أجل السعي إلى فهم أزمة الوجود السوري في لبنان الاستعانة بالنقاط الآتية:

أولاً: يرفض النظام السوري عودة أي لاجئ من دون الحصول على أموال من المجتمع الدولي.

ثانياً: ثمة شروط سياسية يطرحها النظام تتحكم بهذه العودة، من بينها رفع العقوبات الأميركيّة والأوروبيّة عنه.

ثالثاً: لا يريد «حزب الله» عودة السوريين نظراً إلى أنّه يستخدمهم في الضغط على المسيحيين في لبنان عبر إحياء صورة اللاجئ السوري الذي حل مكان اللاجئ الفلسطيني الذي حمل السلاح في سبعينات القرن الماضي ولعب دوراً كبيراً في الحرب الداخليّة التي اندلعت في 13 أبريل 1975. أكثر من ذلك، لا يريد الحزب عودة عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى بلدهم، بعدما حوّل مناطق هؤلاء إلى معسكرات تدريب ومستودعات لأسلحة إيرانيّة ومصانع كبتاغون وغير ذلك...

رابعاً: لا رغبة إيرانيّة في عودة سوريين إلى سورية من منطلق أن معظم هؤلاء من السنّة. إن عودة أكثر من مليون سوري إلى سورية وإلى بيوتهم سيخرب مشروع ايران التي لا تريد مثل هذه العودة. سيخرب ذلك مشروعاً لـ«الحرس الثوري الإيراني» في شرق المتوسط كون بين هؤلاء اللاجئين مئات الألوف الذين يتحدرون من شرق سورية، من دير الزور والبوكمال والميادين تحديداً. هذه مناطق حوّلها «الحرس الثوري» إلى مناطق استيطان لمجموعات من المتطرفين من الباكستانيين والأفغان الذين أتوا إلى أرض سورية كي يهددوا النسيج البشري للمجتمع السوري، وكي يخلقوا هاجس تهديد لإسرائيل. كذلك، كي يكونوا جسراً بشرياً بين جسور تربط بين إيران والبحر المتوسط. الأهم من ذلك كلّه استخدام إيران لهؤلاء في سياق تحويل سورية إلى دولة فاشلة نهائياً على غرار ما حصل في لبنان واليمن والعراق. هذه دول باتت تتحكم بها ميليشيات مذهبية تنشر التخلف والعنف وتعمل على تفتيت النسيج البشري.

يبقى حصول لبنان على مليار يورو أفضل من لا شيء.

يعرف الاتحاد الأوروبي كيف صرف المبلغ بعيداً عن الفساد وبعيداً عن الفكر الساذج الذي يرفض السعي إلى معرفة لماذا يوجد لجوء سوري في لبنان ومن وراء تهجير السوريين ولماذا لا عودة إلى سورية لهؤلاء، أقلّه في الوقت الحاضر. لا خيار لدى لبنان غير التعاطي مع أزمة يمكن وصفها بالوجودية، باتت مرتبطة بالوضع الإقليمي ومستقبل سورية نفسها، بعيداً عن السقوط في لعبة التحريض على السوريين من جهة والذهاب إلى فتنة، سيقع ضحيتها المسيحيون خصوصاً من جهة أخرى. هذه فتنة يبدو البلد الذي تتحكم به إيران في غنى عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقاء السوريين في لبنان ومشروع الفتنة بقاء السوريين في لبنان ومشروع الفتنة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 11:41 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

فرنسا العظمى «سابقاً»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:51 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية
المغرب اليوم - فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 17:35 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 04:00 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

ملابس محجبات باللون الأسود لإطلالات متنوعة

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 21:01 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يهزم بني ملال في الدوري المغربي

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الفيصلي يقترب من تمديد إعارة الدولي العرسان

GMT 01:18 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

الأظافر تحدد ملامح شخصيتك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib