بيروت لسه الأغاني ممكنة
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

بيروت... لسه الأغاني ممكنة!

المغرب اليوم -

بيروت لسه الأغاني ممكنة

مصطفى فحص
بقلم: مصطفى فحص

يقول محمود درويش إن «البيوت تموت إذا غاب سكانها»، والمدن التي تجمع آلاف البيوت هي أيضاً معرَّضة للموت إذا رحل سكانها، وبيروت المنهكة من ظلم فاسد لم يشبع، ومن وعود ثائر لم ينضج، تشيخ أرصفتها بعد غياب روادها، فمنهم من حزم أمتعته استعداداً للرحيل، أو قرر الصمت استسلاماً للقدر. فالمدينة التي أودعوها أسرارهم، أسماء أطفالهم، انتماءاتهم، حبهم وغضبهم، خوفهم وفرحهم، وكتبوا فيها قصائدهم، وقرأوا صحفهم، وحلّوا خلافاتهم، ورتبوا أشياء ذاكرتهم، يُراودهم الخوف على ذاكرتها.
المدن بلا أرصفة مُدن بلا ذاكرة، والذاكرة في بيروت محبوكة بين حي وزقاق، شارع وشاطئ، مسرح واحتفال، اعتصام ومظاهرة، بين حرب سابقة تركت أوجاعها وأخرى مؤجلة، بين رصاصة اغتالت سياسياً أو أسكتت صحافياً، وفي حربها الأهلية عندما كانت منقسمة إلى شطرين! كانت أغاني فيروز تتنقل بحرية بين خطوط التماس، وليس في أخبار من زارها سائحاً أو هارباً أو لاجئاً، أو أقام فيها مؤقتاً أو دائماً، أن الأغنية فيها كانت ممنوعة!
لم يُسعف العمر يوسف شاهين حتى يتمكن من صناعة جزء جديد من فيلمه «المصير»، فظلاميو الأندلس الذين أخافتهم حنجرة محمد منير وحاولوا اقتلاعها، ينتمي إليهم من أرعبته حنجرة القاشوش السوري الذي غنى لحرية شعبه، ولا يختلف عنهم ظلاميون وفاسدون هزت عروشهم حناجر اللبنانيين في ساحات مدنهم، فاجتمعوا على ترهيبهم، ولم يجدوا وسيلة إلا بحذف مقطع من أغنية وبمنع أخرى.
في مهرجان «كرمالك يا وطن» الذي جرى في الأول من أغسطس (آب)، فوجئ اللبنانيون بعدم إكمال الكورس لأغنية ماجدة الرومي «سِّت الدنيا يا بيروت»، فقد استبدل القائمون على الحفل بمقطع «إن الثورة تولد من رحم الأحزان»، «لا لا لا لا»، كما تبين لاحقاً أن أغنية من مسرحية «صيف 840» للفنان غسان صليبا «لمعت أبواق الثورة» تم حذفها من برنامج الاحتفال، وحتى الآن لم يُبرر أصحاب العلاقة سبب قراراتهم، إلا أن الفنان صليبا لمح لصحيفة «النهار» البيروتية ببعض الضوابط من لجنة المهرجان.
محنة بيروت ونكبتها أنها وقعت أسيرة بيد ظلاميين وفاسدين، لم يقتنعوا بأن الحزن الذي على وجه اللبنانيين وقلقهم سيفجر ثورة غضبهم. باعتقادهم أنهم قادرون على اغتيال انتفاضتهم وترويض حزنهم وتفتيت قلقهم، وتخييرهم بين القبول بما هو موجود أو الرحيل، فسلاح اليأس الممنهج وسيلة المنظومة الحاكمة في وجه المعترضين، حتى يتراجعوا عن مطالبهم ويعودوا مستسلمين لسلطة الطوائف وأمراء الحرب.
لم تمر في تاريخ لبنان الحديث طبقة سياسية مارست هذا الحجم من التسويف والأنانية وإضاعة الفُرص، طبقة ارتكبت أوبقة سياسية واجتماعية واقتصادية دمرت أساسات الكيان، وتسببت في نكبة لم ولن يذكر التاريخ مثيلاً لها. فقبل أن يكتب نزار قباني قصيدته «سِّت الدنيا يا بيروت» بعد أن دمرتها الحرب الأهلية ووصف غِيرة الآخرين من جمالها، كان الشاعر اليوناني أغاتيوس قد تحسر في إحدى قصائده على مجدها الضائع فكتب عنها «ها أنا ذا المدينة التاعسة، كومة من الخرائب وأبنائي أموات، هل تبكون أيها العابرون الماشون فوق أطلالي، هل تأسون لمجد بيروت التي لا وجود لها، وداعاً يا ملاحي البحار، وداعاً أيتها القوافل الآتية من ورائها».
بين الإنكار والتحايل على الوقائع، لم تستوعب هذه السلطة أن أغلب اللبنانيين لا يملكون قوت يومهم وأنهم لن يصمتوا طويلاً على عتمة بيوتهم وشوارعهم، ولن يساوموا على مستقبل أبنائهم، ولا يمكن لأحد أو طرف مهما فاضت قوته أن يفرض عليهم طريقة عيشهم أو يقيد حريتهم، ومخطئ كثيراً من يعتقد أنه بمنع أغنية أو حذف أخرى قادر على حسم المواجهة.
بين «المصير» ليوسف شاهين ومصير لبنان، تتشكل أدوات المواجهة ما بين سلطة المنظومة الحاكمة وانتفاضة «17 تشرين»، ما بين حناجر غنّت للحرية وحنجرة رددت قبل قرون «لِسه الأغاني ممكنة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت لسه الأغاني ممكنة بيروت لسه الأغاني ممكنة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين
المغرب اليوم - الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib