ماذا لو استقال الكاظمي
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

ماذا لو استقال الكاظمي؟

المغرب اليوم -

ماذا لو استقال الكاظمي

بقلم - مصطفى فحص

عندما يطالب زعيم ميليشيا مسلحة ممثلة في البرلمان رئيس الوزراء بعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية، نكون أمام فاجعتين؛ الأولى أن هناك من يتعامل مع موقع رئيس الوزراء على أنه مدير تنفيذي لشركة خاصة، تم تعيينه من قبل أطراف تمتلك أسهماً في شركة تجارية، ولا يحق لمديرها إلا تنفيذ ما اتفقوا عليه. أما الفاجعة الثانية فعندما يطلب المساهمون الذين يريدون الاحتفاظ بمكاسبهم من المدير الجديد أن يعالج أزمة شركتهم من دون المساس بامتيازاتهم، فالواضح بعد 17 عاماً على سقوط نظام صدام حسين، أنه قد سقط معه مشروع الدولة. إن العلاقة ما بين الدولة ومن ورثها من على ظهر الدبابة الأميركية لم تزل شائكة ومتناقضة، فلا الأطراف الممسكة بالسلطة قادرة على استيعاب شروطها، ولا ثوبهم بحجم مقاسها.
أزمة العراق ما بعد 2003 أن من تولى أمره لم يفهم حتى الآن معنى سيادة الدولة، وهو أصلاً لا يريدها، لكنه حريص على مغانم السلطة. هذه المعادلة ليست محصورة فقط بالبيت السياسي الشيعي الذي تحول إلى بيت سياسي مسلح بعد أن نجحت طهران في عسكرة الهوية العقائدية الولائية في البيئة الشيعية العراقية لاستخدامها لاحقاً في وجه دعاة الهوية الشيعية الوطنية وأولوياتهم العراقية، كما أن البيوتات السياسية الأخرى؛ السنية والكردية، استفادت هي أيضاً من فكرة السلطة على حساب الدولة، ولم تقدم نموذجاً في تعاطيها مع مؤسسة الدولة يختلف كثيراً عمّا قدمته الشيعية السياسية في العراق، بل أصرت على تثبيت سياسات الفرز والمحاصصة، لكن في لعبة الأحجام؛ فإن المسؤولية تقع على الجهة الكبرى وصاحبة القرار الذي حكم باسم الأغلبية.
أصحاب القرار في البيت السياسي الشيعي لم يسلموا مصطفى الكاظمي المنصب التنفيذي الأول إلا بعد وصولهم إلى طريق مسدودة، وانفجار تبايناتهم التي كادت تصل إلى نزاع مسلح أقرب إلى حرب أهلية شيعية - شيعية، وفي تعاطيهم معه الآن يتحملون مسؤولية إفراغ هذا المنصب من صلاحياته، وجعله على قياس مصالحهم، فما قاله زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في الرسالة التي وجهها إلى مصطفى الكاظمي بعد العملية الأمنية ضد ميليشيا «الكاتيوشا»، تُعبر بوضوح عن مطالب هذه الجماعات المسلحة، التي تحصر دور هذه الحكومة في إخراجهم من مآزقهم المتراكمة منذ 17 عاماً، وتهيئة الظروف لعدم خسارتهم السلطة عبر انتخابات نيابية مبكرة، تسيطر على نتائجها عبر قانون انتخابي غير عادل وصناديق اقتراع محمية بسلاحهم.
هذه القوى العاجزة تطالب الكاظمي بالذهاب إلى الدول الغربية والعربية من أجل مساعدة العراق اقتصادياً وصحياً، وباعتقادها أن هذه الدول جمعيات خيرية، أو صليب أحمر دولي؛ ستلبي مطالبها، لكنها مصرة على عرقلته أمنياً وسياسياً، وتلوح باستجواب حكومته بحسبانها مقصرة في معالجة مشكلات العراقيين، والأخطر تلويحها بأنها تملك البدائل وبإمكانها إطاحة الكاظمي. لكن في تلك اللحظة عليها أن تتحمل المسؤولية، بعد إطاحتها آخر فرصة ممكنة لإنقاذ ما تبقى من الدولة، فحالة الإنكار التي تعيشها هذه القوى يصفها أحد المراقبين العراقيين بقوله: «ما يجب أن يقال لهم إذا أرادوا الانقلاب هو: فليتفضلوا. عندها فعليهم أن يتحملوا مسؤولية إدارة بلد مفلس يتفشى فيه الوباء بسرعة، إضافة إلى عزلة دولية وعقوبات أميركية ستجعل سعر الدينار ينهار بشكل أسرع من سعر الليرة اللبنانية والتومان الإيراني، ومن بعدها عليهم أن يتعاملوا مع شارع ساخط لم يعد أمامه من خيار إلا السحل».
بين التهديد بإقالته وتلويحه بالاستقالة، يحتفظ مصطفى الكاظمي بخياره الأخير، فقرار مغادرته المنصب سيعيد أزمة الطبقة الحاكمة إلى مربعها الأول، وسيضعها في مواجهة مفتوحة مع انتفاضة «الأول من تشرين»، فسلاح الاستقالة الذكي سيصيب هدفه بالصميم، لكن ما بعد الكاظمي سيختلف جذرياً عما سبقه، وسيضع العراق؛ دولة وشعباً، أمام شبح الفوضى والفراغ، وعلى الأرجح أنه آخر شخصية مدنية تحكم العراق قبل أن يملأ الفراغ جِزَم سوداء وقبعات حُمر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو استقال الكاظمي ماذا لو استقال الكاظمي



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين
المغرب اليوم - الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib