رصاصة شرطي قد تقتل فردا، أما رصاصة المجلس الأعلى للتعليم فتقتل أمة

رصاصة شرطي قد تقتل فردا، أما رصاصة المجلس الأعلى للتعليم فتقتل أمة

المغرب اليوم -

رصاصة شرطي قد تقتل فردا، أما رصاصة المجلس الأعلى للتعليم فتقتل أمة

بقلم : عبد الحميد الجماهري

تخرج الرصاصة من مسدس رجل الأمن،
الذي يواجه خطر الموت
فتقتل شخصا واحدا..
شخصين 
أو ثلاثة..
ونجد الحل: سدد 
أيها الشرطي بعيدا عن القلب
بعيدا عن الرأس 
سدد جيدا إلى القدمين وشُلَّ المجرم المفترض
تَنحَّ قليلا ،
تراجعْ
وقد لا يموت
وقد لا يموتان
وقد لا يموتون..
تخرج الرصاصة من مسدس المجلس الأعلى للتعليم،
الذي لا يواجه أي خطر 
فتقتل …
جيلا 
جيلين
وأُمّة!
بطلقة واحدة تموت أمة..
فالذي صوب مسدد المجانية
كان يطلب رأس الأمة..
وقلبها
وروحها..
ومن يطلق النار على…
فكرة..
يقتل أكثر من مواطن،
يقتل وطنا…
لهذا سيجد رجل الأمن نفسه مجبرا غدا على أن يشهر مسدساته كلها
وأسلحته كلها
وترسانته كلها…
في وجه أمة مشرملة..
خارج القانون
لأنها خارج قرن المعرفة..
أمة تعيش بإحساس عميق بأنها ميتة
منذ أطلق المجلس الأعلى رصاصته..
وأن الرصاص أي، رصاص، بعد موتها
لن ينال منها
جربت الأمة ذلك في 1965 ..
وخرجت حية من كل الرصاص 
ومن كل سنواته الطويلة…
منذ سنتين كتبت يوم تعيين المجلس الأعلى( 2014-07-21 ) أنه 
«لم تحدث المعجزة»..
أخطأت
فها هي تحصل..
وها هي يده تصل إلى ما لم يخطر على قلب مغربي..
ولم نشاهد، في تشكيلة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ما كنا نعتقد بأنه سيخلق الحدث الكبير…
أو الصدمة الكهربائية التي لا بد منها لكي يتحرك جثمان تعليمنا …
ولم تتوقف المعجزة، كما اعتقد العبد الفقير إلى رحمة ربه
عند حدود احترام البند الدستوري في التكوين والإعلان عن ميلاد مؤسسة، انتظرها الجميع وعول عليها الجميع، منذ الخطاب الشهير، الجراحي والصريح الذي ألقاه ملك البلاد ذات ذكرى 20 غشت ..
بل أصبح أكبر ما حققه الإعلان عن المجلس هو .. 
ميلاد المجلس نفسه… ومعجزة ضرب المجانية…
تجاوزنا ، منذ سنتين حدود حفل العقيقة
وانتقلنا إلى مأتم المجانية… 
ونقيم بابتهاج حداثي ، ملفع بالتوحش الليبرالي سرادق الجنازة للمدرسة الوطنية..
أفق الانتظار الذي خلقه تجديد المجلس ، تقوى وتعالى منذ أن تم وضع اليد على الجرح والكشف، بالمسبار العميق ،عن ثغرات وخطايا التعليم ونتائجه الكارثية إلى حد الساعة. 
غير أن بند المعالجة، في مفارقة مغربية عجيبة 
لم ير من جواب على كارثة التعليم سوى بكارثة أكبر.. لا معادلة فيها إلا برفع درجة الكارثة..
وعليه، لا علاج إلا بقتل المدرسة الوطنية..
هكذا ببساطة نرمي أمة الفقراء بكاملها إلى هامش المقبرة…
لقد تكرس التوجه نحو خروج الدولة من القطاع منذ أعلنت الحكومة التي كانت، عن ضرورة »تحرير «الدولة من التعليم والصحة..
المجلس المحترم، كان فضاء لمحاولة التكريس الرسمي لتمثيلية الدارجة المغربية… 
وقلنا:
ربما يسعى إلى تقريب المدرسة من المواطنين،
وإذا به يتخذ القرار الذي لا يسعف الفقراء
في الصعود إلى الأعلى بواسطة المدرسة
ويسعى إلى تهريب المدرسة عن المواطنين.. 
ليس من حق الفقراء أن يحلموا بمصعد تربوي يخرجهم من الهشاشة 
ويخرجهم من مراتب الدرك السفلي في المجتمع
فقد أطلق المجلس الرشاش على المصعد
وعلى الصاعدين..
وعلى الحق في أن يكون الفقير غدا
غير الفقير الذي هو اليوم.. 
تخرج الرصاصة من مسدس المجلس الأعلى للتعليم،
الذي لا يواجه أي خطر 
فتقتل …
جيلا 
جيلين
وأُمّة!
بطلقة واحدة تموت أمة..
فالذي صوب مسدد المجانية
يطلب رأس الأمة..
وقلبها…
وروحها..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصاصة شرطي قد تقتل فردا، أما رصاصة المجلس الأعلى للتعليم فتقتل أمة رصاصة شرطي قد تقتل فردا، أما رصاصة المجلس الأعلى للتعليم فتقتل أمة



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 16:11 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

ميغان ماركل تطلب من امرأة عدم الوقوف بجانب هاري

GMT 15:55 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 20:25 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فنان تشكيلي يبدع في رسم الأشكال على الأيادي بالجزائر

GMT 09:44 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

حاميها حراميها...
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib