ماذا غير الويب في مهنة المتاعب
الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال حركة حماس تصدر بيانا بشأن مقتل ياسر أبو شباب إستخبارات الحرس الثوري الإيرانية تفكك خلية تابعة لمجموعة خلق خططت لمهاجمة مراكز حكومية وأمنية وعسكرية في طهران
أخر الأخبار

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب ؟

المغرب اليوم -

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب

عبده حقي

حقا .. إنها مهنة المتاعب سواء قبل الانشغال بأي مقال سيرى النور على صفحة جريدة ورقية أو موقع إلكتروني أو حتى بعد نشره وبشكل أخطر. لافرق إذن بين صداع 
الرأس من قبل ومن بعد التنقيب عن العبارة الملائمة وطرق أبواب المعلومة الموصدة بأقفال التكتم والسرية والحفاظ على الخصوصية وبين تبعات المقال وتداعياته في أذهان الرأي العام ، وأخيرا بين تعرية الحقيقة كما هي في مسقط واقعها وبين المراهنة على صون لقمة العيش والسمو بالوضع الاعتباري للصحفي بكونه يمتلك سلطة رابعة بل وخامسة أيضا لا يقل شأنها ولاتختلف في دورها وشرعيتها عن باقي السلط الأخرى .
عديد من التحولات البنيوية العميقة عرفتها مهنة الصحافة بشكل عام والصحافة الورقية بشكل خاص في السنوات الأخيرة بعد انتشار شبكة الويب والدورالذي لعبته في شق قنوات الوصول إلى نفائس المعلومات على اختلاف مستوياتها ومقاصدها ولغاتها ..إلخ ما يجعل سؤالنا حول متاعب الصحافة الآن يأخذ بعده وتلويناته الدلالية في راهنيته وواقعه الجديد الذي يتلبس بهيمنة تكنولوجيات المعلومات والتواصل وانتشار مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بل والاعتماد على معطياتها كمصادر موثوق بها لتغذية المعلومة .
مما لاشك فيه أنه لم تعد متاعب الصحافي مرتهنة أكثر بإكراهات الزمان والمكان أكثر مما كانت عليه قبل انتشار شبكة الويب . فالمتاعب على اختلاف عقباتها المعنوية والمهنية والتواصلية وحتى اللوجيستية قد انتقلت من المعاناة الأرضية الشاقة إلى المعاناة الافتراضية بما يقتضيه هذا التحول الحاسم والاستراتيجي من الوعي بفاعليته والحفاظ على الدور المحوري الذي تؤديه الصحافة الورقية في نشر المعلومة وتنوير الرأي العام وأيضا الإسهام في بلورة مجتمع الحداثة والديموقراطية والتوعية والانعتاق من براثن التخلف ..إلخ
إننا لانتحدث في هذا الصدد عما بات يعرف ب "صحافة البيجاما" أو"صحافة الكنبة" أي عن مجموعة من المواقع الإلكترونية تحديدا التي غالبا ما يديرها شخص واحد لايتوفر سوى على جهاز حاسوب محمول وهاتف سمارتفون والوصفة السحرية "نسخ لصق" حيث يوجد مقر الموقع أينما وجد مديره في كل مكان تحت الأرض أو فوقها . على رصيف المحطة أوفي مقصورة القطار أوالطائرة ، بل إننا نتحدث في هذه المتاعب عن الصحافة الورقية المقاولاتية التي تشتغل وفق المعايير والتحديدات المتعارف عليها مهنيا وقانونيا ، محليا ودوليا . عن المؤسسة الإعلامية التي تتوفر على مقر وإدارة وهيأة تحريرومراسلين وحساب شركة ..إلخ
لم يعد الصحافي في عصر الويب كما كان بالأمس يقضي ساعات وساعات في قاعات الانتظار في مكتب مسؤول إداري أوسياسي أومرابطا في بهو فندق أو كرسي مقهى بعيدا عن عيون الرقباء ومدججا بفطنته وبداهته وبجذاذة أسئلة وآلتي تسجيل وتصوير، بل إن هاتفه الذكي قد بات اليوم يغنيه إلى حد ما وبشكل أكثر راحة ونجاعة من كل تلك المتاعب الواقعية الغابرة ... فالسمارتفون قد يمكنه من اقتناص محاوريه حيثما وجدوا داخل الوطن أو خارجه وانتزاع تصريحات لهم أو حوارات معهم ونشرها في حلة رقمية فائقة إما بالصوت أو بالفيديو أوكتابة أو عبر الميسانجر أو السكايب أو واتساب وتفريغها فيما بعد على صفحة الجريدة في نسختيها الورقية كتابة وأيضا الإلكترونية بإخراج رقمي تفاعلي فائق .
لقد أسهمت التكنولوجيات الحديثة والويب ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي في طي ثلثي المسافات الفاصلة بين الصحافي وخط الوصول إلى المعلومة أوالمادة الخبرية . فما كان يستعصى العثور عليه من صور أو معلومات عن بروفايل الشخصيات العمومية أو التاريخ أو المكان أو من عناوين وإحاطات معلوماتية كانت تستوجب أحيانا من الصحافي تنقلات وأسفار مكوكية مرهقة ماديا وجسديا وعشرات المكالمات من الهاتف الثابت للجريدة أصبح اليوم كل هذا الماراتون الممل هينا إلى حدا ما ويمكن القفز على بعض أتعابه بنقرة واحدة أو بتطبيق رقمي أو باستعمال عديد من المفاتيح التكنولوجية والافتراضية.
فهل جميع هذه القنوات التواصلية المفتوحة والمتاحة للصحافة الورقية والإعلام بشكل عام قد خففت من ثقل صخرة مهنة المتاعب ؟
يقينا أن أهل الصحافة أدرى بشعابها وأن كل المتاعب كانت وماتزال هي قدر هذه المهنة النبيلة وأن هناك متاعب أخرى خطيرة كامنة بشكل بنيوي في الجسم الصحفي وخلف هذه المرآة البرانية البراقة التي ترسم واقعا ورديا في ممارسة مهنة المتاعب في عصر الويب .
فإذا كانت التكنولوجيات الحديثة والإنترنت قد خففت من متاعب الصحافي ووفرت عليه تجرع حبات الإسبرين قبل وبعد نشر أي مقال أوخبرأو رأي أو تحقيق أوروبورتاج .. إلخ فما زالت هناك متاعب أخطر مثل الأمراض المزمنة المستعصية منذ أن صارت الصحافة في المغرب قبل قرن من الزمن رقما أساسيا في بناء أركان الدولة ولاعبا محوريا في بورصة القيم السياسية والإقتصادية والاجتماعية وأداة "بيلدوزر" قد تستعمل للبناء كما للهدم على حد سواء وكل تضحياتها تلك في إطار الحفاظ على استمرارية الدولة والمؤسسات وصون السلم الاجتماعي وتلطيف الأجواء السياسية وقبل هذا وذاك الحفاظ على لقمة العيش لطاقم المقاولة الصحفية وضمان مستقبلها .
فهل خفف عصر الويب والتكنولوجيات الحديثة على الصحافة من بعض إرهاقها اليومي في التنقيب في دهاليزالمعلومة وهل أنقذها إلى حد ما من متاعب المحاكمات والمضايقات والإعتداءات الجسدية في العالم إلى حد القتل مثلما وقع أخيرا للصحافية المالطية كاروانا جاليزيا (53 عاما) في حادث تفجير سيارتها بعبوة ناسفة .؟
لاأعتقد ذلك فبقدر ما أسهم الويب في تذليل العقبات للوصول إلى النزر القليل من المعلومات وتعبيد عديد من جسور التواصل التكنولوجية والرقمية بقدر ما تعددت خطورة انتشار المحتوى الرقمي الإعلامي أيضا ومن دون شك أن إبحار الصحافي في عالم افتراضي زئبقي ومفخخ يبقى دائما مفتوحا على جميع الاحتمالات .
فهل قدرالصحافة أن تبقى مهنة المتاعب إلى الأبد رغم تطور أشكال قنوات التواصل في كل العصور!؟
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب ماذا غير الويب في مهنة المتاعب



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:51 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية
المغرب اليوم - فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 17:35 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 04:00 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

ملابس محجبات باللون الأسود لإطلالات متنوعة

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 21:01 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يهزم بني ملال في الدوري المغربي

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الفيصلي يقترب من تمديد إعارة الدولي العرسان

GMT 01:18 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

الأظافر تحدد ملامح شخصيتك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib