عملية السلام الاميركية غير قابلة للتنفيذ

عملية السلام الاميركية غير قابلة للتنفيذ

المغرب اليوم -

عملية السلام الاميركية غير قابلة للتنفيذ

جهاد الخازن
بقلم: جهاد الخازن

عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي طرحها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض قبل يومين، بوجود الارهابي بنيامين نتانياهو، هي عملية علاقات عامة لا خطة سلام

ترامب ونتانياهو جعلا السلام في الشرق الأوسط أبعد من الوصول اليه غداً أو بعد غد. ترامب غير السياسة الاميركية التي نعرفها منذ نصف قرن، فهو قال إن بلاده ستعترف بسلطة اسرائيل على وادي الأردن، وكذلك ستؤيد حكم اسرائيل على كل المستوطنات التي أنشئت في الضفة الغربية

نتانياهو قال إن اسرائيل ستنفذ القانون الاسرائيلي في المناطق التي ضمتها خطة السلام الى اسرائيل، وزاد أن ترامب أعظم صديق لاسرائيل حكم البيت الأبيض

نتانياهو سيقول للناخبين الإسرائيليين في شهر آذار (مارس) إنه الزعيم الاسرائيلي الذي حصل على تنازلات أميركية غير مسبوقة. هو يواجه تهم الفساد كما ان ترامب يواجه إمكان عزله في مجلس الشيوخ الاميركي

مجلس التحرير في جريدة "نيويورك تايمز" قال إن خطة السلام الاميركية هدية أخرى لحكومة يمينية إسرائيلية يقودها نتانياهو (أو النتن يا هو كما كان يسميه زميلنا عبدالله الجفري رحمه الله)

ترامب سيقول للناخبين الاميركيين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل إن اسرائيل تقف معه في الانتخابات، كما ان نتانياهو سيقول إنه انتزع من الولايات المتحدة تنازلات غير مسبوقة في موضوع عملية السلام

موافقة الولايات المتحدة على ضم اسرائيل المستوطنات اليها ستعني ضربة كبيرة لعملية السلام. الذين يؤيدون السلام، مثل كتّاب "نيويورك تايمز" يتمنون لو أن عملية السلام التي قدمها ترامب ستنسى في الأشهر المقبلة

كيف ستكون الدولة الفلسطينية الموعودة؟ ستكون كما يريد نتانياهو، فهذه الدولة ستفتقر الى كثير من مقومات الدولة ولن تستطيع التحكم في الحدود والنطاق الجوي والمياه الإقليمية أو العلاقات الدولية. اسرائيل ستلاحق اهتماماتها الأمنية وتستطيع دخول أراضي "فلسطين" ساعة تريد، كما أن ألوف الإسرائيليين سيبقون في المستوطنات تابعين لاسرائيل

اسرائيل سيكون لها السيادة على القدس باستثناء مناطق قليلة خارج الحدود الأمنية للعاصمة. الفلسطينيون رفضوا عملية السلام الاميركية كلها، وفي حين انني لم أؤيد الرئيس محمود عباس في السابق فإنني أؤيد موقفه اليوم ضد الولايات المتحدة واسرائيل

الفلسطينيون، ليقبلوا عملية السلام الاميركية، عليهم أن ينفذوا شروطاً كثيرة منها إنشاء مؤسسات غربية الصيغة ونزع سلاح حماس والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. ما تطلب اميركا واسرائيل لا يمكن تنفيذه في المستقبل القريب والقيادة الفلسطينية ترفضه، ومع هذا وذاك ضم المستوطنات الى اسرائيل قد يبدأ مع نشر هذه السطور

ربما كان هناك تنازل اسرائيلي في موضوع المستوطنات فهي لن تزيد على حجمها المعروف الآن. الفلسطينيون سيؤلبون الرأي العام العربي والاوروبي ضد خطة السلام كما هي الآن

الرئيس ترامب ونتانياهو عالقان في قضية عزل ترامب وفضائح نتانياهو، وعملية السلام في الشرق الأوسط ستستغرق وقتاً طويلاً.  هي عملية للمستقبل إلا أن الرئيس الاميركي والإرهابي الاسرائيلي جعلاها أطول من ما يريد الفلسطينيون والعرب

 

قد يهمك ايضا
ترامب يحاول من دافوس الى اوكرانيا   
المنتدى الاقتصادي في دافوس، مرة أخرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية السلام الاميركية غير قابلة للتنفيذ عملية السلام الاميركية غير قابلة للتنفيذ



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:51 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية
المغرب اليوم - فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 01:36 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 03:52 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامي ريكاردو كرم يُطلق مبادرة لدعم أطفال لبنان

GMT 15:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

كاف ترفض مقترح الوداد بدوري أبطال أفريقيا

GMT 07:05 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم مطعم لبناني بسبب لافتة خادشة للحياء

GMT 11:31 2015 الجمعة ,27 شباط / فبراير

المُـثـقـفـون والاصـلاح الـديـنـي

GMT 00:31 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التحقيق في شيكات أموات تتجول بالأسواق المغربية

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

راضي يؤكد أن رؤية السيسي في مكافحة الإرهاب تحظى بتقدير الغرب

GMT 18:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كوكب عطارد يمر أمام الشمس في ظاهرة فلكية نادرة

GMT 03:06 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

إليزابيث هيرلي تظهر بإطلالة جذَّابة

GMT 19:21 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

موعد طرح فيلم شاروخان الجديد "زيرو" في دور العرض المصرية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib