تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان

المغرب اليوم -

تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان

حازم صاغية
حازم صاغية

إذا كان الخوف من طبيعة عقلانيّة، والخُواف لاعقلانيّاً، فإنّ الهول هو ضدّ العقل. لا بل يبدو، حين يضرب ضربته، غيرَ قابل للتعقّل، ولا حتّى للتوهّم. «لسان العرب» ذكّر، في عرض معنى «الهول»، بـ «هول الليل وهول البحر». ونحن حين نقول: «يا للهول!»، نكون ندفع سبب الخوف من الواقع إلى ما يتعدّاه: إلى الخرافيّ أو إلى الطبيعيّ. ومن يقول: «هالَني الأمر» يكون قد نسب إلى ذاك الأمر قدرة على إلحاق الشلل بفهمه وحبسَه في اضطراب غامض ومفتوح. أمّا من يقول إنّه تعرّض للتهويل، فيكون يعلن أنّ ما تعرّض له محاولةُ دفعه إلى خارج احتمالات الواقع ومعطيات العقل والمنطق تسهيلاً لابتزازه. إنّ في الأمر خروجاً، كبيراً أو صغيراً، من رقعة الفيزيق إلى غابة الميتافيزيق.

الخوف الذي ينجم عن أفعال الحروب وتدميرها لا يندرج في الهول لأنّ تفسيره كامن فيه: إنّه الحرب نفسها، ومن ثمّ القدرة على الفهم والتأويل تبعاً لمعرفتنا بنزاع أطرافها ومواقفهم أو باستعداداتهم الحربيّة. هكذا وفيما نخاف في الحرب، فإنّنا نحتفظ بطاقة ما، قد تكبر وقد تصغر، على الاستيعاب والتحليل.

تفجير مرفأ بيروت، الذي تقع اليوم ذكراه السنويّة الأولى، هول كبير. إنّه الهول، بألف ولام التعريف. فهو، فضلاً عن ضخامته وضحاياه، وعن كونه «أكبر انفجار غير نوويّ» وفق الوصف الذي بات شائعاً، حصل في زمن عاديّ، أو أنّه ظاهريّاً كذلك. عاديّة الزمن، ولو ظاهريّاً، تجعل مَن يتعرّضون له عاجزين تماماً عن توقّعه أو فهمه، ناهيك عن التدخّل الذي يبقى متاحاً إلى هذه الدرجة أو تلك في أزمنة الحرب (وقد جاءت جائحة كورونا تُعدم فرص التدخّل).

هكذا يزلزل الهولُ الذي كانَه التفجيرُ عاديّتَنا الظاهريّة مثلما تفعل أحداث الطبيعة حين تضرب حالة من الاستقرار أو الاستقرار المتوهّم. وكمثل الأفعال الطبيعيّة، فإنّ الهول يمحو ويزيل على نحو جذريّ تاركاً مسرح الفعل قاعاً صفصفاً أو «صفراً»، على ما سمّى الأميركيّون مسرح جريمة 11 أيلول، قبل أن يستخدم اللبنانيّون التعبير ذاته وصفاً لتفجير المرفأ.

وهذا لا يعني أنّ الحدث غير سياسيّ، فهو سياسيّ حتّى النخاع، لكنّ سياسيّته محجوبة وصامتة، لا يسبقها ما يوحي بها كما لا يتبنّاها أحد ولا يليها تبرير. في هذا المعنى، يصحّ الهول وصفاً لأحداث مفاجئة، كانفجار تشيرنوبيل في 1986 وبيرل هاربر في 1941 و11 أيلول 2001 في أميركا، وبدرجة أقلّ قليلاً وصفاً لأحداث لم يكن واضحاً من الذي فعلها، ولم يكن مفهوماً لماذا فُعلت أصلاً، كحريق الرايخستاغ في 1933 وحريق القاهرة في 1952 وحريق سينما ركس في عبادان في 1978 (وبالمناسبة، فالحرائق الثلاثة مكّنت سلطة النازيّين في حكم ألمانيا، ومهّدت لانقلاب 23 يوليو في مصر، ولسيطرة الخميني على إيران).

وفي لبنان «الساحة»، جاء هول تفجير المرفأ متوِّجاً لأهوال سابقة أصغر. فحين كانت تنفجر مخازن أسلحة حزبيّة إبّان الحرب كان الهول يضرب البيئة المقيمة قرب المخزن، خصوصاً وقد أقنعها الحزبيّون أنّ الأسلحة خُزّنت هناك لحمايتها من عدوّ متربّص. وقد انتصب الهول بكامل جلاله الإفنائيّ حين فُجّر في بيروت مبنى السفارة العراقيّة عام 1981 ثمّ مبنى السفارة الأميركيّة في 1983، من دون أن تكون هناك حالة نزاع بين الدولة اللبنانيّة وأيّ من البلدين. وبالفعل فبين ليلة وضحاها اندثر مبنيان وسفارتان ورجعت قطعتا أرض إلى ما كانتا عليه قبل البناء عليهما فيما بات على البصر أن يعاود التكيّف. وزاد في هوليّة الهول أنّ الإفناء نزل بمبنيين يُفترض نظريّاً، ولا يزال كثيرون يفترضون، أنّهما وُجدا لحلّ النزاعات بالدبلوماسيّة. أمّا الهول الأكبر

حتّى تفجير المرفأ فكان اغتيال رفيق الحريري الذي حينما انطلقت به سيّارات موكبه، يوم 14 شباط 2005، كان زعيماً لجزء معتَبر من اللبنانيّين، لكنّه بعد دقائق صار كومة من رماد مثله مثل 21 شخصاً آخر، ولم تحل عاديّة ذاك اليوم المشمس دون إصابة 220 شخصاً واشتعال النيران في عشرات السيّارات وتهدّم مبانٍ عدّة، وبعد ذاك وضع البلد برمّته على تخوم حرب أهليّة.
من الذي يوزّع هول «القيامة الآن» على البشر، وعلى اللبنانيّين تحديداً؟ أغلب الظنّ أنّه الطرف الذي لا يستوقفه البشر ولا المدن ولا المرافئ حين تستدعي مصالحه أو عقائده المتعصّبة ذلك. أغلب الظنّ أنّه طرف لا تُلبّى مصالحه بطريقة أخرى، فيما عقائده تجيز كلّ شيء. أغلب الظنّ أنّه... احزروا!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان



نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib