لو كان الخوخ يداوي

لو كان الخوخ يداوي

المغرب اليوم -

لو كان الخوخ يداوي

بقلم- سمير عطاالله

السوريالية حركة فنية أدبية ظهرت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ترجمت إلى العربية «باللامعقول» و«العبث». كأن ترسم لوحة لشجرة ثم تضع لها عجلات سيارات أو خشبات تزلج أو خرطوم فيل. وفي ذلك قالت العرب أيضاً إن شر البليّة ما لا يُضحك.
رجاء، تابعوا معنا. قبل أيام وصلت إلى فنزويلا أول ناقلة نفط إيرانية من أسطول لمساعدة البلد على أزمته في الوقود. سجل، لو سمحت، ما يلي: اسم الناقلة، «الحظ». اسم وزير النفط الفنزويلي الذي كان في استقبالها: طارق العيسمي. كل فريقين ثالثهما لبناني – أو سوري الأب، لبناني الأم.
سجل أيضاً لو سمحت: والد الرفيق طارق كان مسؤول البعث العراقي في القطر الفنزويلي، رافعاً الشعار الخالد: أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.
انضمت فنزويلا إلى دول الممانعة منذ علاقة الصداقة الأخوية الأبدية بين الراحل هوغو شافيز والمفتقد محمود أحمدي نجاد. وكادت المعاهدة تلغى عندما صافحت شقيقة شافيز الضيف الموقر، لكن غفر لها خطؤها بسبب عفويتها وحماسها الشديد للروابط الشعبية الجماهيرية، بين القطرين الشقيقين.
سجل لو سمحت: فنزويلا التي تستقبل الهبة الإيرانية المباركة، هي صاحبة أكبر احتياط نفطي في العالم. لكنها منذ العقوبات الأميركية «مقطوعة» من البنزين. والناس في المحطات في الطوابير. والملايين فرّوا من القطر هرباً من الفقر والبطالة وحكم الرفيق مادورو.
عندنا مثل شعبي في لبنان يقول «عصفور كفل زرزور» وخلاصة شرحه، ضعيف يتكفل أضعف. أقرب شيء إلى تفسيره هو المثل المغربي القائل «لو كان الخوخ يداوي كون داوى راسو». لا يا سيدي، مش كاين.
سجل سيدي: تقطع ناقلات «الحظ» الإيراني للوصول إلى موانئ فنزويلا، ما بين البحار والفيافي والمحيطات والقارات، نحو 20 ألف كيلومتر. لكن ما هي المسافات والقارات أمام مشاعر التضامن العالمي بين الأقطار الثورية؟
دولتان من أغنى دول العالم، في مقاطعة مع معظم دوله. واحدة تفتش عن بنزين، وواحدة عن فيول نووي: الحصار من أمامكم والبحار كلها من ورائكم... ربما يتساءل مواطنو الدولتين، من أجل ماذا كل هذا الفقر وهذا العذاب؟ أمضت الشيوعية السوفياتية سبعين عاماً تعذب شعبها من أجل أن ترمي الرأسمالية في مزبلة التاريخ. أكبر الدول الرأسمالية اليوم الصين وروسيا. والتاريخ مليء بالمزابل من جميع الأنواع.
مجموعة سورياليات، التاريخ. شجرة لها عجلات، وبطة ذاهبة إلى الصيد، وشعوب تنقل من معاناة إلى معاناة، وبشر هاربة من أوطانها. يخوض السنيور مادورو في القرن الحادي والعشرين حرباً خاضها سيمون بوليفار في القرن التاسع عشر. الأول كان بطلاً قومياً وهذا مقلّد مسكين. هذا مخلوق يجلس على أكبر خزان نفطي في العالم وفي التاريخ، ويجري الاحتفالات بوصول الناقلة «الحظ» من إيران!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو كان الخوخ يداوي لو كان الخوخ يداوي



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط

GMT 11:44 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib