المقاومة اللبنانية لاحتلال «حزب الله»
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

المقاومة اللبنانية لاحتلال «حزب الله»

المغرب اليوم -

المقاومة اللبنانية لاحتلال «حزب الله»

نديم قطيش
بقلم: نديم قطيش

ليس الأهم في تفاصيل المواجهة الأخيرة، من بُعد، بين «حزب الله» وإسرائيل، أن الغارات الإسرائيلية على لبنان هي الأولى من نوعها منذ 15 عاماً؛ أي منذ نهاية ما تعرف بـ«حرب تموز 2006». الأهم والأكثر استراتيجية هو ما حصل للمرة الأولى منذ «اتفاق الطائف»؛ أي منذ 30 سنة، وهو اشتباك مجموعة من أهالي بلدة شويا في قضاء حاصبيا مع مجموعة ميليشيا «حزب الله» التي أطلقت الصواريخ وكانت تهم عائدة إلى قواعدها.

سبق للمجموعة الدرزية، بصفتها الأهلية والحزبية، أن اشتبكت اشتباكات قاسية مع ميليشيا «حزب الله» خلال الأيام التي أعقبت غزوة «حزب الله» لبيروت وجبل لبنان في 7 مايو (أيار) 2008، وجرت مواجهات دفع فيها «حزب الله» في منطقة الشويفات بساحل جبل لبنان أثماناً كبيرة، وكادت قواته تتعرض لمجزرة بكل معنى الكلمة في منطقة الباروك لولا تدخل وليد جنبلاط مع المشايخ.

في الشويفات قتل أحد أبرز المسؤولين العسكريين لـ«حزب الله»، ناصر العيتاوي، والمعروف بـ«بطل وادي الحجير»، في إشارة إلى معركة وادي الحجير مع الدبابات الإسرائيلية المتوغلة خلال «حرب تموز».

كان مقتل العيتاوي دليلاً حاسماً على أن لا فرق بين سلاح «حزب الله» في الداخل وسلاحه كمقاومة، وأن معزوفة التفريق بين «سلاح المقاومة» و«سلاح حزب الله» هي معزوفة بلهاء، ونوع من التوريات اللغوية التي كانت تملأ اللغو السياسي اللبناني يومها.

مع ذلك كانت اشتباكات 2008 اشتباكاً مع «حزب الله» في سياقات صراع داخلي قاس أعقب بشكل رئيسي اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005. أما ما حصل في بلدة شويا فهو اشتباك مع «حزب الله» بصفته المقاوِمة لا بصفته حزباً سياسياً، وهذا هو التطور غير المسبوق منذ «الطائف». ببساطة وتلقائية؛ ألغت مجموعة من الشبان والرجال من أهل البلدة أطناناً من اللغو عن التفريق بين «المقاومة» و«حزب الله». ما قالته مجموعة شويا ليس أنها ضد «حزب الله» في سياساته الداخلية فقط؛ بل ضده حتى كمقاومة لا وظيفة لها في الواقع إلا الاندراج في سياق الحسابات الإيرانية وعلى حساب مصالح وأمن اللبنانيين. وما قالته المجموعة أيضاً وأيضاً، أن لا شيء في الحقيقة يستأهل تعريض أهالي حاصبيا والجنوب لتبعات الردود الإسرائيلية المحتملة، مهما تذاكى قادة «حزب الله» في ابتكار معادلات توازن وقواعد اشتباك.

حادثة شويا هي الإعلان الرسمي عن وفاة معادلة «جيش وشعب ومقاومة» التي يبالغ «حزب الله» في الإصرار عليها وعلى تضمينها في البيانات الوزارية، في الوقت الذي يقر فيه الحزب دائماً، كما في خطاب حسن نصر الله الأخير، بوجود انقسام حول المقاومة، من دون أن يكون هذا التناقض الوحيد الذي يعتري سردية «حزب الله» ويزيدها ارتباكاً في الآونة الأخيرة. فالشعب في شويا كان في مواجهة المقاومة، معلناً بكل وضوح وصراحة أن الخلاف حول المقاومة ليس وجهة نظر مجردة فحسب؛ بل يمكن أن يتحول في لحظات التهديد الجدي لمصالح وأمن الناس إلى اشتباك على الأرض.

بمعنى من المعاني، استعادت شويا بعضاً من ملامح الجنوب قبل اجتياح عام 1978، حين كانت قوات الإمام موسى الصدر في اشتباك مع «الفدائيين الفلسطينيين» لا مع إسرائيل، وكان الخلاف يومها كالخلاف اليوم، يقول إن الأثمان المحتملة للقضية أكبر بكثير من القضية نفسها. كان الصدر حريصاً على الحفاظ على أمن الجنوب وعمرانه واستقرار بشره، وأن لا يغامر أحد بتخريب قاعدته الشعبية والأهلية نتيجة احتكاكات غير محسوبة مع إسرائيل. وكما رفع الجنوبيون، بموافقة الصدر، البندقية في وجه «الفدائيين الفلسطينيين» رفعها أهالي شويا في وجه ميليشيا «حزب الله» بموافقة راجحة لبنانية شعبية عابرة للطوائف. ما يجب أن يعني «حزب الله» هو هذا الاحتضان الشعبي لموقف أهالي شويا والانحياز لما فعلوه لا لـ«حزب الله» أو لفكرة المقاومة، ولو جرى استفتاء حقيقي في لبنان لفاز خيار شويا على خيار «حزب الله» بما لا يقاس. مما يعني أن الانفكاك عن فكرة المقاومة، وهي الحصن الأخير المتبقي لـ«حزب الله»، انفكاك شعبي كبير في لبنان، وإن لم يناسب «حزب الله» الاعتراف به.

سيرة هذا الانفكاك لم تبدأ من حادثة شويا؛ وإن كانت هذه الحادثة هي الأكثر علنية وعملية. تدرج الانفكاك منذ اغتيال رفيق الحريري وموقف «حزب الله» الداعم لسوريا المتهمة آنذاك بقتل الحريري في عموم الوجدان اللبناني، وصولاً إلى 7 مايو 2008، وعدوان «حزب الله» على بيروت وجبل لبنان، ثم الدخول في الحرب السورية على نحو إجرامي غير مسبوق في القتل والتهجير والتجويع، ثم جر لبنان وشيعته إلى حرب اليمن بخطاب صادم، عدّ فيه نصر الله أن موقفه في حرب اليمن أعظم من موقف «حزب الله» في «حرب تموز»، وصولاً إلى الإساءات العلنية التي وجهت لـ«حزب الله» ونصر الله شخصياً من قلب حي السلم؛ أحد أفقر أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب الضائقة المعيشية، وصولاً إلى انفجار المرفأ وكل الشبهات التي تلوح حول «حزب الله» وصلته بالأمونيوم الذي انفجر في مرفأ العاصمة مخلفاً واحدة من كبرى المآسي البشرية والمدينية في تاريخ الكيان اللبناني… والآن شويا!

«حزب الله» جزء من الفشل السياسي والإداري الذي أغرق لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية يعانيها بلد منذ قرن ونصف، وجزء من منظومة سياسية، تحالف فيها الفساد والإهمال واستسهال توظيف لبنان واللبنانيين في حروب المنطقة، وأنتج من رحم ذلك، انفجار المرفأ، الذي هو رابع أكبر انفجار غير نووي في التاريخ. كل ذلك يُصيِّر ادعاءات نصر الله بحماية اللبنانيين مدعاة ضحك، حيث إن ما يعيشه اللبنانيون من مآسٍ لم يذوقوه في أشرس المواجهات مع إسرائيل؛ إنما في مواجهة أفسد وأشرس وأفشل السلطات السياسية التي يمكن تخيلها، والتي يقودها «حزب الله».

مجموعة شويا التي اعترضت في وضح النهار على مجموعة «حزب الله» وواجهتها بلا أقنعة أو كواتم للصوت كتلك التي أردت الكاتب والناشط لقمان سليم، هي المقاومة الحقيقية في لبنان وهي الرعب الذي يسكن قلب ميليشيا الاحتلال الإيراني حتى إشعار آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة اللبنانية لاحتلال «حزب الله» المقاومة اللبنانية لاحتلال «حزب الله»



النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib