بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة
الأهلي السعودي يبدأ سياسة الإحلال الشتوية ويقرر رحيل البلجيكي ماتيو دامس لإفساح المجال لمهاجم شاب تيك توك توقع إتفاقيات لإنشاء كيان أميركي مستقل بالشراكة مع أوراكل وسيلفر ليك وMGX لضمان أمن البيانات اشتباكات عنيفة بين مشجعي أتليتيكو ناسيونال وديبورتيفو إندبندينتي ميديلين خلال نهائي كأس كولومبيا وإصابة 59 شخصاً تحطم طائرة صغيرة خلال هبوطها في ولاية نورث كارولاينا الأميركية الغذاء والدواء الأميركية توافق على مضادين حيويين جديدين لعلاج السيلان منذ عقود قصف روسي يوقع قتلى ومصابين في جنوب وشرق أوكرانيا وسط اعتراض الجيش الأوكراني لـ108 طائرات مسيرة رئيس كوريا الجنوبية يثير الجدل بدعوته لتغطية علاجات الصلع ضمن التأمين الصحي العام باعتباره قضية تؤثر على حياة الشباب وزارة التجارة البريطانية تعلن عن وجود عملية اختراق لبيانات حكومية زلزال بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة هندوكوش في أفغانستان الاتحاد الأوروبي يوافق على تقديم دعم مالي لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو
أخر الأخبار

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة.

المغرب اليوم -

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

اعتِذار السيّد مصطفى أديب عن تشكيل الحُكومة اللبنانيّة يُؤكّد عدّة أمور أساسيّة، الأوّل: أنّ الطائفيّة أقوى من المُبادرة الفرنسيّة التي جاءت بهذه الحُكومة، والثاني: أن إيمانويل ماكرون أثبت أنّه على درجةٍ عاليةٍ من السّذاجة، وجاهل بطبيعة المشهد السّياسي في لبنان وحقيقة أزَماته، والثّالث: أنّ حجم الفساد الذي بات هو الإدمان الأكبر للنّخبة السياسيّة اللبنانيّة، ولا عِلاج له إلا باجتِثاثها من جُذورها، والرابع: وقوف المِنطقة على حافّة حرب أمريكيّة ولبنان لا يُمكن أن يكون بمَعزلٍ عنها.

ماكرون تعاطى مع لبنان كمُستعمرةٍ فرنسيّةٍ، وأراد من السيّد أديب أن يُشكّل حُكومة بمُواصفاتٍ فرنسيّةٍ، وكأنّ لبنان إمارة “مونت كارلو” وليس جُزءًا من مِنطقةٍ مُلتهبةٍ اسمها الشّرق الأوسط، ولهذا كان الفشل حتميًّا بغضّ النّظر عن الأسباب المُعلنة.

***

الصّراع على الأرض اللبنانيّة كان وما زال إيرانيًّا، فرنسيًّا أمريكيًّا، فرنسا تُريد الحدّ الأدنى من الاستِقرار للحِفاظ على نُفوذها، أمّا أمريكا فتُريد العكس تمامًا، أيّ تصعيد حدّة التوتّر الطّائفي، وزيادة مُعاناة الشّعب اللّبناني المعيشيّة والاقتصاديّة، وإيصاله لمرحلة الجُوع، ومن ثمّ التّركيع، ونزع سلاح “حزب الله” سِلمًا أو حربًا، أمّا إيران فلا تُريد أنّ تخسر نُفوذها في أهم مِنطقة على ساحل البحر المتوسّط، وترك إسرائيل تصول وتجول وتنعم بالأمن والاستقرار.

الاستقرار ممنوعٌ في لبنان، بقرارٍ أمريكيّ والشّيء الوحيد المسموح به هو الحرب الأهليّة والاقتِتال الداخلي، أو الرّضوخ لشُروطها كاملةٍ، أيّ أنّ المسألة ليسَت مسألة خلاف على وزارة ماليّة، أو السّماح للكتل بتسمية وزرائها، المسألة مسألة تدخّلات خارجيّة عبر أدوات محليّة، تُريد استمرار التوتّر انتِظارًا لحسم مصير مِنطقة بأسْرِها.

لبنان يعيش حاليًّا تطبيقًا حرفيًّا للسّيناريوهات العِراقيّة والسوريّة والليبيّة، وقريبًا اليمنيّة، أيّ “الخبز مُقابل التخلّي عن السّلاح”، وإلا الجُوع، والتّفجيرات، وأعمال القتل والسيّارات المُفخّخة، وهيمنة لوردات الحرب، وتأسيس “الإمارات” الطائفيّة المُتصارِعة.

لم يَكُن من قبيل الصّدفة أن يهرول المبعوثين الأمريكيين إلى بيروت مِثل ديفيد هيل، وديفيد شنكر، فور مُغادرة الرئيس ماكرون، ويجتمعون مع أدواتهم، ويطرَحون برامج عمل مُضادّة لنسف مُبادرة الرئيس الفرنسي العائِد إلى مُستعمرته، والسّاعِ لاستِعادة نُفوذ بلاده فيها.

بعد مُتابعتنا للهُجوم الشّرس الذي شنّه العاهل السعوديّ سلمان بن عبد العزيز على إيران و”حزب الله” في الخِطاب الذي ألقاه أمام الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة قبل يومين، أدركنا أنّ السيّد أديب الذي يُعتَبر السيّد سعد الحريري، مندوب المملكة في لبنان، مرجعيّته الأساسيّة، سيفشل في تشكيل الحُكومة، وأنّ لبنان ذاهِبٌ إلى الفوضى والفَراغ الدستوريّ.

العاهل السعودي كان مُتماهيًا بالكامل مع المشروع الأمريكيّ عندما أكّد أنّ انفجار بيروت جاء لفرض هيمنة “حزب الله” على صُنع القرار السياسي في لبنان بقوّة السّلاح، مُشَدَّدًا على ضرورة نزع سِلاحه لتحقيق الأمن والاستِقرار والرّخاء، وكان هذا المطلب تحريضًا، وضُوءًا أخضر، لحُلفاء السعوديّة ورِجالها في لبنان للتحرّك وعرقَلة المُبادرة الفرنسيّة.

المِنطقة تَقِف على حافّة الحرب، والأيّام الأربعون التي تَسبِق إجراء الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة قد تكون الأخطر، ولا يَستبعِد الكثير من المُراقبين في الغرب إقدام ترامب الذي بات حبل الهزيمة يَقترِب من عُنقه، على عمل عسكريّ ضدّ إيران في أيّ لحظةٍ، ولبنان بسبب وجود ترسانة “حزب الله” وموقعه الجُغرافي في الجوارين السوري (شرقًا) و”الإسرائيلي” جنوبًا، سيكون أبرز ساحاتها، إن لم يَكُن ساحتها الرئيسيّة.
***

السّؤال الأهم: هل سيسحب الرئيس ماكرون مُبادرته، وينسحب من لبنان مهزومًا ومُهانًا أمام الانتِصار الأمريكيّ؟ وفي هذه الحالة يُقدِم على الانتِقام من الأحزاب السياسيّة اللبنانيّة التي وصفها أحد المُقرّبين مِنه بارتكاب “خيانة جماعيّة” بالكشف عن فسادهم، وفرض عُقوبات على قادتها وفضح، وتجميد حِساباتهم الماليّة في بُنوك فرنسا وأوروبا؟ أم أنّه سيُعيد صياغة هذه المُبادرة، ويُعيد الكرّة مرّةً أُخرى؟

الأمر المُؤكّد أنّ الشّعب اللبناني بكُل طوائفه سيدفع ثمنًا غاليًا من أمنه واستِقراره، ولُقمة عيشه، من جرّاء هذا الصّراع بين الفِيَلة على أرضه، ولمصلحةٍ إسرائيليّةٍ صِرفَة، ولهذا ليس غريبًا أن يركب بعض أبنائه زوارق الموت هربًا إلى ملاذٍ آمنٍ في أوروبا.

المشروع الأمريكيّ في المِنطقة هو تتويج بنيامين نِتنياهو امبراطورًا عليها دون مُنازع، ولهذا يَقِف لبنان في عين العاصفة للأسباب التي ذكرناها سابقًا، والرئيس ميشال عون كان دقيقًا جدًّا عندما قال إنّ لبنان ذاهِبٌ إلى الجحيم، ومن الصّعب أن نُجادله في هذه النّبوءة المُرعبة.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة



GMT 09:38 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

النموذج المصرى

GMT 02:38 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

مُكْرَه أخاك في كييف... لا بطل

GMT 02:29 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

العربية مشكلة سياسية

GMT 02:23 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

المرأة الفرعونية... سيدة العالم القديم

GMT 02:11 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

السودان... ماذا بقي من «ثورة ديسمبر»؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 03:11 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

مصر تضيف 28 طائرة إلى أسطولها لمواكبة الانتعاشة السياحية
المغرب اليوم - مصر تضيف 28 طائرة إلى أسطولها لمواكبة الانتعاشة السياحية

GMT 01:30 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف أسباب فقدان التحكم في الشهية
المغرب اليوم - دراسة تكشف أسباب فقدان التحكم في الشهية

GMT 12:35 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025

GMT 18:44 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أفضل الوجهات السياحية المناسبة للتزلج

GMT 18:30 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

كولمان على رأس قائمة المرشحين لجائزة أفضل "لاعب قوى"

GMT 01:57 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

نتفليكس تعلن عن موعد عرض مسلسل "قطار الحياة"

GMT 20:00 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتنام تسعى لاستضافة "فورمولا 1" في 2020

GMT 10:28 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فيتامين "سي" يعتبر من أفضل الطرق الطبيعية لتبييض الأسنان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib