بين الاقتصاد والسياسة
انقطاع الاتصالات والإنترنت في رفح وسط قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة من قبل الجيش الإسرائيلي الهلال الأحمر الفلسطيني يُعلن استشهاد أحد المسعفين من طواقم مستشفى القدس في غزة الهلال الأحمر الفلسطيني ُيعلن إخلاء مستشفي القدس الميداني بسبب القصف العنيف مواجهات عنيفة للشرطة المكسيكية مع متظاهرين مؤيدين لفلسطين أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة مكسيكو خروج جميع المستشفيات في محافظة رفح جنوب قطاع غزة عن الخدمة باستثناء مستشفى تل السلطان للولادة استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم طبيب برصاص قوات الاحتلال شمالي غزة هيئة الدفاع المدني في غزة تُعلن انتشال أكثر من 40 جثماناً وعشرات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي على رفح استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف للاحتلال شمال ووسط غزة في اليوم الـ234 للعدوان الإسرائيلي هزة ارضية متوسطة القوة تضرب منطقة الريف في المغرب زلزال بقوة 6.6 درجات يضرب أرخبيل تونغا جنوب المحيط الهادئ
أخر الأخبار

بين الاقتصاد والسياسة

المغرب اليوم -

بين الاقتصاد والسياسة

بقلم : عبد العالي حامي الدين

العلاقة بين الاقتصاد والسياسة علاقة وثيقة، والكثير من الصراعات السياسية تخفي وراءها مصالح اقتصادية كبرى، كما أن الكثير من التحليلات الاقتصادية تخضع لخلفية سياسية غير بريئة، وتزداد هذه العلاقة تعقيدا والتباسا حينما يكون الفاعل السياسي فاعلا اقتصاديا في الوقت ذاته، أو متحكّما في الفاعل الاقتصادي.
في مثل هذه الحالة تتم الإساءة للاقتصاد وللسياسة معا، فلا الاقتصاد يمكن أن يتطور في بيئة تنعدم فيها شروط الحرية والمنافسة الاقتصادية، ولا السياسة يمكن أن تتطور بسبب هيمنة المال على الشأن السياسي، وقديما حذر ابن خلدون من الجاه المفيد للمال..
مناسبة هذا المقال، هو التواطؤ المفاجئ للكثير من التحليلات على تبخيس الأداء الاقتصادي لهذه الحكومة في توقيت مدروس ونحن على أبواب أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية.
هذه التحليلات تتجاهل عن قصد الظرفية السياسية والاقتصادية التي جاءت بهذه الحكومة، والتي كانت مطبوعة من جهة باحتجاجات الشارع التي انطلقت سنة 2011 واستمرت سنة كاملة. ومن جهة أخرى، بالاختلالات الكبيرة للتوازنات الماكرو- اقتصادية مع نهاية 2011، خاصة ارتفاع عجز الميزانية الذي بلغ 7,3% من الناتج الداخلي الخام وتفاقم عجز الحساب الجاري لميزان الأداءات الذي فاق 9% من الناتج الداخلي الخام، ناهيك عن الكلفة المالية للحوار الاجتماعي ومستلزمات تطويق الاحتجاجات السياسية والاجتماعية.
الآن، وبعد مرور أربع سنوات، تؤكد الأرقام الرسمية التي تكشف عنها التقارير الوطنية مثل تقرير بنك المغرب والتقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات وتقارير المندوبية السامية للتخطيط، بالإضافة إلى التقارير الدولية، تحسن المؤشرات الكبرى للاقتصاد المغربي. بحيث احتل المغرب في تقرير البنك الدولي السنوي حول ممارسة الأعمال (Doing Business) في التقرير الأخير الذي نشر بتاريخ 27 أكتوبر 2015 المرتبة 75 من أصل 189 بلدا، متقدما بذلك بـ 22 مرتبة بين سنتي 2012 و2016، ويحتل المغرب المرتبة 6 على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أن التوازنات الماكروـ اقتصادية تحسنت بشكل كبير، خصوصا بعد القرار الشجاع بمباشرة إصلاح نظام المقاصة المتمثل في رفع الدعم عن المنتجات البترولية بشكل تدريجي، وتقليص الكلفة الإجمالية للدعم من 56,5 مليار درهم سنة 2012 إلى 14,1 مليار سنة 2016، ما مكن من تخفيض عجز الميزانية وتوفير موارد مالية إضافية لتنفيذ عمليات لفائدة السكان الأكثر فقرا والمناطق الأقل حظا.
لا أريد الاستطراد في استعراض الحصيلة الاقتصادية الإيجابية لهذه الحكومة فهي معروفة لدى كل مراقب موضوعي، ولكن ما أريد التركيز عليه هو ضرورة الاعتراف بأن جزءا كبيرا من الأسباب العميقة للمشاكل الاقتصادية في بلادنا، مرتبط بدرجة أساسية بنموذج تنموي قائم جرى اعتماده من طرف الحكومات المتعاقبة منذ بناء دولة ما بعد الاستعمار.
إن وضعية الاقتصاد الوطني لا يمكن فصلها عن النموذج السياسي المتبع، فالحالة الاقتصادية هي نتيجة لاستمرار نموذج تسلطي، يسمح بالتداخل بين النخب الحاكمة وبين عالم المال والأعمال في إطار شكلي لليبرالية الاقتصادية، ويعتمد على شركاء اقتصاديين تقليديين يراعون مصالحهم بالدرجة الأولى، ويبسط آلياته التحكمية على عالم المال والأعمال.
إن ما وصلنا إليه قبل أربع سنوات من فقر مدقع وسيادة اقتصاد الريع وتدني الإنتاجية وتشوهات توزيع الناتج الوطني وتزايد حجم الفئات الاجتماعية المهمشة والفقيرة على حساب الفئات الوسطى، والنمو المفرط لمدن الصفيح والبناء العشوائي واتساع دائرة الاقتصاد غير المهيكل، وانتشار البطالة، وتزايد التفاوت الاجتماعي بين الفئات المحظوظة والفئات الاجتماعية المسحوقة، كل هذه المظاهر تعكس الخلل البنيوي الحاصل في رسم سياسات التنمية في المغرب، وهي السياسات التي كانت تسهر عليها نخب متحكمة من الأعلى لا علاقة لها بهذه الحكومة، هذه الأخيرة التي جاءت بها الأزمة ولم تكن هي السبب فيها كما قال بنكيران يوما ما..
وبكلمة، إن لم تكن هناك الجرأة من طرف البعض للاعتراف بما أقدمت عليه هذه الحكومة من إصلاحات انعكست بشكل إيجابي على المالية العمومية، وعلى الاستثمار الخارجي وارتفاع معدل السيولة ونسبة العجز، فعلى الأقل ينبغي احترام ذكاء المواطن مع شيء من الحياء يرحمكم الله..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الاقتصاد والسياسة بين الاقتصاد والسياسة



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:29 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

أنجيلينا جولي رمز للأناقة والجاذبية
المغرب اليوم - أنجيلينا جولي رمز للأناقة والجاذبية

GMT 22:45 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 14:38 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

إطلالات المشاهير بالتنورة القصيرة لإطلالة راقية

GMT 20:01 2024 السبت ,25 أيار / مايو

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

GMT 13:41 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:44 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib