أزمة عقولنا

أزمة عقولنا

المغرب اليوم -

أزمة عقولنا

بقلم - عماد الدين أديب

عندنا أزمة فكرية خطيرة فى التأييد، أو الاعتراض السياسى، تتلخص فى أن مَن يؤيد يبنى تأييده على محبته وإيمانه بشخص، ومن يعترض يبنى اعتراضه على كراهيته أو رفضه لهذا الشخص.

مواقفنا ليست موضوعية، ولكنها شخصانية، بمعنى أننا لم نؤيد أو نعترض بناء على «الفعل» الذى قام به الشخص، لكن بناء على «مشاعرنا»، أو مصالحنا مع الشخص، وليس الموضوع.

المذهل أننا كثيراً ما نحتج على شخص نكرهه، رغم أن قراره هذا كان فى صالحنا، وكثيراً ما نؤيد شخصاً كان قراره هذا ضد مصالحنا.

المذهل أكثر أننا نؤيد على طول الخط مَن نحب، ونعارض على طول الخط من نكره!

مواقفنا ليست على طبيعة الإنجاز، ولكن طبيعة الشخص!

يقول أستاذنا الدكتور زكى نجيب محمود، صاحب أهم مدرسة فى «الوضعية المنطقية» فى تعريف التخلف والتقدم «إنك كلما فصلت الشخص عن الموضوع كنت متقدماً، وكلما ربطت الشخص بالموضوع أصبحت متخلفاً».

إذا قلت لأحد أقطاب اليسار عن نظرية خاطئة وأقنعته كذباً أن صاحبها هو «لينين»، سوف يصدقها مهما كانت غير عاقلة وغير منطقية، وإذا نسبت لأحد أنصار المذهب الشيعى مقولة «لم يقلها» الإمام على -رضى الله عنه- سوف يأخذها مأخذ الجدية والتقديس.

إن هذه العقلية وهذا السلوك هو الذى أدى إلى تراجع العقل العربى إلى قرون عن بقية الفكر العالمى، لأنها ببساطة لا تعتمد على دعم الواقع وتأييد الإنجاز ورفض الأخطاء والخطايا مهما كان فاعلها ومهما كان مصدرها.

أزمتنا قبل أن تكون فى السياسة أو فى الاقتصاد هى فى عدم انفتاح العقل، واستثارة الفكر، واحترام المنطق والواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة عقولنا أزمة عقولنا



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 09:13 2023 الأحد ,12 شباط / فبراير

ملابس شتوية مناسبة للعمل

GMT 18:07 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

سيارة جديدة تتحدى أحدث مركبات كيا وهيونداي

GMT 14:40 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

نيمار يفلت من غرامة قدرها 3 ملايين دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib