كنت هناك

كنت هناك

المغرب اليوم -

كنت هناك

بقلم - عريب الرنتاوي

تشرفت بلقاء جلالة الملك عشرات المرات في العقدين الأخيرين، لكنها المرة الأولى التي أستشعر فيها حجم الفضول الذي اجتاح كثيرين لمعرفة تفاصيل اللقاء الأخير مع جلالته، ماذا قال وماذا قلتم؟ ... هل امتلكتم الجرأة على نقل هموم الناس وأشواقهم، أم أنكم اكتفيتم بتقديم آيات الشكر والثناء، وعدتم من اللقاء كما ذهبتم إليه؟
ولفت انتباهي أن كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي قد أعادوا طرح هذا السؤال/التساؤل، وإن بنبرة اتهامية في الغالب، مالت للقول «أننا معشر - السحيجة - لا نتقن هذا الفن، فن نقل نبض الشارع وتطلعاته لجلالة الملك، وأننا نكتفي عادة بالتسبيح بحمد النظام ونعمه، وإننا نكتفي إما بتقديم صورة وردية عن الوضع العام، أو بعرض لائحة مطالبنا الشخصية والخاصة.
واتسع نطاق الأسئلة والتساؤلات بخاصة، في ضوء شمول لقاءات الملك عدداً من الشخصيات التي تلتقي جلالته لأول مرة، وبعضها من أصحاب الأصوات المرتفعة، الأمر الذي فُسر في واحد من الوجهين: إما أن تكون مبادرة انفتاحية من الديوان على مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية، أو هي محاولة «احتواء» وإسكات بطريقة ناعمة، ولا أريد أن أعلق هذا الأمر، فمن لديه قناعة في أي اتجاه، هيهات أن يغيرها بمقالة أو اثنتين.
ما يهمني هنا، هو أن أوكد وفقاً لمشاهداتي وما استمعت إليه، فقد كنت هناك، بأن غالبية من حضر اللقاءات مع جلالته، تملك الجرأة للحديث في كل ما دار في ذهنه، مراعياً شرطيين اثنين: أدب الحدث الذي يمليه المقام من جهة، والوقت المحدد المتاح لكل متحدث من جهة ثانية ... لقد عرض الزملاء والأصدقاء معظم إن لم نقل جميع ما يجول في خواطر الناس ويعتمل في نفوسهم، وإن على صورة «تغريدات» موجزة، محمّلة بالدلالات، سيما وأننا نتحدث في الديوان الملكي الذي لديه إطلالة واسعة على مختلف مناحي الحياة الأردنية، ما هو رسمي منها وما هو أهلي وشعبي.
وأجزم بأن أياً من الزملاء، في اللقاء الذي حضرته، وأمامنا جميعاً، لم يتقدم بمطلب شخصي واحد، فلا أوراق أخرجت من الجيوب، ولا أحاديث هامسة بعيدة عن الهم الوطني العام.
لقد عُرض ملف الإصلاح السياسي بجميع أوراقه تقريباً، وجرى توجيه انتقادات واسعة للتقصير والمراوحة في حفز التقدم وتحقيق الاختراق على هذا المسار ... طرح موضوع الفساد واستراتيجية محاربته من أكثر من زميل، وبغير طريقة ... طرحت فجوة الثقة بين المواطنين من جهة والعملية السياسية الجارية في بلادنا والمؤسسات المنبثقة عنها من حكومة وبرلمان وأحزاب من جهة ثانية ... طرحت ثقة الناس بالدولة والنظام ... طرحت قضايا الحريات العامة والمعتقلين ... طرح ملف الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية التي تعتصر البلاد والعباد، وطرحت أسئلة حول قدرة الحكومة والبرلمان على إنجاز رؤية إصلاحية جادة وجدية ... عرض لملفات السياسة الخارجية وجرى تقليبها، من فلسطين والقدس والرعاية والمسجد الأقصى مروراً بصفقة القرن، عطفاً على سوريا والعراق وبقية أزمات المنطقة، طرحت أسئلة وأفكار حول حاجة الأردن لتنويع علاقاته وأسواقه الخارجية، وعدم الارتهان لمحور واحد، عرضت شتى المخاوف من مواقف هذا المحور أو ذاك، هذه العاصمة أو تلك.
أجزم بأن معظم من تناوب على الحديث مع جلالته، استشعر القدرة والجرأة على الحديث بما يدور في خلده، من دون خوف أو تردد أو مجاملة، إلا ما يقتضيه المقام والوقت المحدد للقاء، راجياً أن تكون مقالتي هذه قد أنصفت الزملاء، وصححت النظرة للقاءات المكثفة التي يجريها الملك مع شخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية أردنية، من شتى المشارب والاتجاهات، سواء من حيث أهدافها أو طبيعة مجرياتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنت هناك كنت هناك



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:26 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
المغرب اليوم - الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:36 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أسرع طريقة للتخلص من كل مشاكل شعرك بمكوّن واحد

GMT 17:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

المدرب دييغو سيميوني يحصد جائزة "غلوب سوكر ماستر كوتش"

GMT 03:05 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

"سوق كوم" تندمج في "أمازون"

GMT 16:13 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن موعد قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:48 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخصين وإصابة آخرين إثر حادث سير مروّع في الجديدة

GMT 21:38 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقدم باندا عملاقة في العالم عن عمر 38 عامًا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى الطوسي تقدم الزي المغربي التقليدي بشكل عصري أنيق

GMT 12:58 2023 الأحد ,28 أيار / مايو

منتجع في المالديف يمتد عبر جزر مختلفة

GMT 10:21 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة ارضية قوية تضرب الناظور و نواحيها

GMT 17:17 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاقُ نظام فضائي لاتصالات الجيلِ الخامسِ الجوالةُ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib