خمس ساعات هزت الإقليم
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين الرئيس الأميركي جو بايدن يقطع إجازته ويعود للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني رئيس الحكومة العراقية يوجه بتوفير جميع الإمكانيات لمساعدة إيران في عمليات البحث عن مروحية رئيس إيران الهلال الأحمر الإيراني يعلن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ في أثناء البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وسائل إعلام أجنبية تؤكد أن وفاة رئيس إيران ووزير خارجيته سيتم في أي لحظة أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن "فرق إنقاذ مختلفة" لا تزال تبحث عن المروحي المرشد الإيراني يدعو الشعب إلى عدم القلق ويؤكد أن تسيير شؤون البلاد لن يتأثر
أخر الأخبار

خمس ساعات هزت الإقليم

المغرب اليوم -

خمس ساعات هزت الإقليم

بقلم : عريب الرنتاوي

لأنها تركيا بكل ما لها من وزن و”عمق استراتيجي” إقليمي ممتد من القوقاز للبلقان، مروراً بالشرق الأوسط، وليس انتهاء بأوروبا وأفريقيا... ولأنه رجب طيب أردوغان، الزعيم المثير للجدل والاستقطاب والانقسام، داخلياً وخارجياً، والرجل الأقوى في تاريخ تركيا الحديث منذ مصطفى كمال أتاتورك، فإن ساعات خمسا من الغموض واللايقين، كانت كافية لهز عرش “السلطان” و”السلطنة” والإقليم بأسره، حيث حبس العالم أنفاسه ليلة الانقلاب، وتسمر المراقبون أمام شاشات التلفزة ومصادر الأخبار، حتى مطلع الفجر.

سيمضي وقت، قد يطول وقد يقصر، قبل أن نتعرّف بدقة ملابسات ما حصل ودوافعه، ومن قام بالتخطيط وأعطى الأوامر ومن نفذ، وقد يشتري بعضنا حكاية “الكيان الموازي”، وقد يرى فيها آخرون، محاولة لتصدير الأزمة والبحث عن مشجبٍ لتعليق أخطاء النظام وخطاياه... بيد أن “الساعات الخمس التي هزّت تركيا” زادتنا يقيناً، بجملة من الحقائق والمعطيات، أهمها:

أولاً: أن زمن الانقلابات العسكرية الخاطفة و”البيان رقم 1”، قد انتهى، فالطبقة السياسة في كثير من دول المنطقة (وليس جميعها بالطبع) باتت أكثر ذكاء من أن تسلم أمر قيادها لـ “حكم العسكر”، أو ان تستقوي بهم لتسوية حسابات بعضها مع بعضها الآخر، وهنا يسجل للمعارضة التركية، أنها اتخذت الموقف الصحيح في الوقت الصحيح ...كما يسجل للشعب التركي، من مؤيدي أردوغان ومعارضيه، أنه خرج بنفسه إلى الشوارع والميادين دفاعاً عن مكتسباته، ولم تنطل عليه حكاية “حركة السلام” ولا شعارات إنقاذ الديمقراطية والعلمانية، فالعسكر يمكن أن يكونوا علمانيين، بل وعلمانيين متشددين، كما كانوا طوال مائة عام من التجربة التركية المعاصرة، بيد أنهم لم يكونوا ديمقراطيين، ولن يكونوا.

ثانياً: أن الديمقراطية في المقابل، لا يمكن أن تستقر على قاعدة “التحريض والتجييش” الإيديولوجي، سيما إن كان مغلفاً بخطاب ديني، طائفي أو مذهبي كما هي الحال في تجربة السنوات الخمس من حكم العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان ... فمثل هذا الخطاب، وإن نجح في تأمين أغلبية مريحة للحزب الحاكم و”الزعيم الأوحد”، تمكنه من كسب كل انتخابات يخوضها، إلا أنه في المقابل، كفيل بتفتيت وحدة البلاد والعباد، وخلق حالة من الانقسام والاستقطاب، وتهديد سلامة النسيج الاجتماعي، الأمر الذي سيجد انعكاساته لا محالة، على البنية التحتية والمؤسسية للدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية ... لا معنى للديمقراطية من دون حفظ التعدد وصون حقوق مختلف المكونات ... ما شهدته تركيا في السنوات الخمس الأخيرة من حكم “الزعيم” و”الحزب”، أفضى من دون ريب، إلى احداث اختلالات كبرى، لا ينكرها سوى “أنصار الزعيم” واتباع خطابه الإيديولوجي، القائم على “شيطنة” المعارضة وتخوينها وتكفيرها وشن أقذع الحروب والحملات عليها، بمناسبة ومن دون مناسبة ... لم ينج أحد في تركيا من “لسان الزعيم الطويل”، والرجل الذي تعهد بحفظ التنوع والتعدد وقواعد اللعبة الديمقراطية التي جاءت به، بدأ ينقض عليها، بإجماع المراقبين والمحللين والباحثين في العالم، باستثناء أنصاره وأنصار حلفائه من الحركات الإسلامية العربية بشكل خاص.

ثالثاً: إن الانقلاب العسكري، وإن كان فعلاً مذموماً ومرفوضاً من كل ذي عقل سليم، إلا إنه كشف من حيث يريد أو لا يريد القائمون عليه، ان نظام الـ “check and balance”، الذي تقوم عليه العملية الديمقراطية برمتها، قد عانى اختلالاً حقيقياً في السنوات الأخيرة من حكم “الإسلاميين” في تركيا ... ولطالما حذر كثير من الباحثين والمختصين ومنظمات حقوقية دولية، من مغبة تحويل تركيا إلى سجن كبير للصحفيين، وتغول السلطة التنفيذية على القضائية، وعمليات التهميش المنظم لكل مواقع نفوذ التيارات السياسية والفكرية الأخرى ... حيث شهدت السنوات الأخيرة، عمليات “اجتثاث للعلمانيين”، و”أسلمة” منهجية منظمة، لمؤسسات الدولة والمجتمع، وبما يؤسس لقواعد تجديد النظام السياسي التركي من داخله، بل ومن داخله فقط، ولقد أعطت هذه العملية أكلها في وجود أجهزة تدين بالولاء لأردوغان وحزبه، وليس للدولة والمؤسسات والمسار الديمقراطي، كما هو الأصل، مثلما تكشف في تفاصيل ليلة الانقلاب.

رابعاً: إن الأسئلة الأهم، هي تلك التي لم تطرح بعد، بسبب “طزاجة” الحدث: أين ستسير تركيا بعد محاولة الانقلاب؟ ... في أي اتجاه سيقود أردوغان تركيا في السنوات القادمة؟ ... هل نقول “رب ضارة نافعة” أم “رب ضارة استجلبت ضرراً أشد”، وتحديداً إن مضى الرجل في تعزيز سلطاته ونفوذه الفردي، والضرب عرض الحائط بالمؤسسات والسلطات والدستور، واتخذ من المحاولة الانقلابية الدامية، مدخلاً لتصفية الحسابات من خصوم الداخل والخارج؟ ... هل من أثر للحدث على سياسة تركيا الخارجية، وتحديداً الأزمات المشتعلة في كل من سوريا والعراق؟
خامساً: أظهرت أحداث الساعات الخمس التي هزت تركيا والإقليم، أن العديد من عواصم الكبرى، تخفي من مشاعر العداء للرئيس التركي وحزبه أكثر مما تظهر من مشاعر الود ... ومن راقب تطور المواقف الدولية من محاولة الانقلاب، يرى أن الحذر والترقب كانا سيدي الموقف، حين كان الغموض هو سيد الموقف في شوارع انقرة وميادين إسطنبول، أما عندما انجلت غبار المواجهات والاشتباكات، وتبين أن أردوغان باقً في مكانه، فقد تغيرت النبرة، وبدأ الحديث عن “دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً”، وفي ظني أنه لو قُدّر للمحاولة الانقلابية أن تنجح، لتكشفت العواصم الغربية عن مواقف أخرى، وعن صورة أخرى من صور النفاق بمعاييره المزدوجة.

سادساً، أما الرأي العام العربي، الأردني بخاصة، فقد انقسم بين مؤيد لأردوغان (غالبية واضحة) ومعارض له ... لم تزد المحاولة الانقلابية المؤيدين إلا مزيداً من التأييد، والمعارضين سوى مزيداً من المعارضة ... لم يتوقف كثيرون عن فكرة “الانقلاب العسكري”، وهل يبرر الخلاف مع حكومة الانقلاب عليها بالحديد والنار، ولم يتوقف أنصار الزعيم عن مسؤوليته عمّا آلت الأوضاع في بلاده، فهو الزعيم الذي لا يشق له غبار، ولا يأتيه الباطل عن يمين أو شمال ... الفريق الأول (المؤيد) استبدل صوره الشخصية على صفحات التواصل الاجتماعي بصور أردوغان ورايات حزبه وبلده، والفريق الثاني (المعارض) خشي أن تغمض له عين، قبل أن يكحل ناظريه  برؤية أردوغان “أسيرا أو طريداً أو شهيداً”، مع الاعتذار من الراحل الشهيد ياسر عرفات .

المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا كشفت عن نقاط ضعف التجربة التركية ونقاط قوتها، لكنها في المقابل، تكشفت عن نقاط ضعفنا، وهذا سبب إضافي آخر يبعث على الأسى والأسف والحزن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمس ساعات هزت الإقليم خمس ساعات هزت الإقليم



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 11:57 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

ابتكر فكرة وغير حياتك

GMT 16:48 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 17:24 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أروع ديكورات المسابح الداخلية التي تُناسب منزلك

GMT 07:21 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز وجهات شهر العسل في كانون الأول

GMT 16:42 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تُؤكّد أنّ القطط لا تهتمّ كثيرًا بصيد القوارض الكبيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib