القاهرة ـ أ ش أ
لاريب أن الصحافة الثقافية المصرية فقدت أحد كبار نبلائها برحيل خالد السرجاني نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والذي كان أقرب لموسوعة إنسانية متحركة في عديد المجالات والاهتمامات.
وكان خالد السرجاني تجسيدا لحالة "القاريء المحترف" وأحد أصحاب القيمة المضافة في عالم الكتابة الصحفية التي تعيد الاعتبار للغتنا الجميلة وترد عنها غائلة التسطيح والقبح بقدر ماكان الرجل صاحب المواقف التي لاتنطلق إلا من قناعاته الوطنية وعشقه لمصر.
وهو في الوقت ذاته أحد أصحاب الرؤى في سبل تطوير السياسات الثقافية لمصر تماما كما كان صاحب رؤية عميقة في كيفية النهوض بالصحافة المصرية مع نقد تشريحي للمشهد الصحفي ليس من اجل الهدم وانما بحثا عن الأداء الأفضل.
وإذا كان خالد السرجاني قد ابدى تحفظات عميقة على الورقة المقترحة للسياسات الثقافية لمصر فهاهو يرحل في وقت يشتد فيه الجدل حول مستقبل الصحافة القومية التي تواجه منافسة حادة من الصحف الخاصة ويتفق أغلب المشاركين في هذا الجدل على أنها لم تعد تنفرد بالسيطرة على سوق الصحافة وصياغة المزاج العام للجمهور كما يتفقون على أن هذه الصحافة القومية رغم تعدد مشاكلها وتنوع عللها تشكل الأمل في نهضة صحفية وطنية لاتخضع لأهواء رأس المال ولاتقع تحت سطوة الضغوط الخارجية.
وإذا كان خالد السرجاني قد ابدى تحفظات عميقة على ورقة الاستراتيجية المقترحة للسياسات الثقافية لمصر فقد رحل في وقت اشتد فيه الجدل حول سبل تطوير الصحافة القومية في مواجهة حالة الانيميا الثقافية التي نالت من رونق الكلمة ونضارة الصحافة بدت كتابات خالد السرجاني تحوي جرعة ثقافية مركزة وجذابة في آن واحد ودالة على قدرات صاحبها وامكانية الكتابة الصحافية التي تحظى بمقروئية في سياقات العولمة ووسائل الاتصال الاجتماعي الجديدة دون أن يغفل أبدا عن هموم الوطن والبسطاء أو ملح الأرض المصرية التي انتمى لبقعة غالية فيها وهي مدينة بور سعيد الباسلة.
وعبر مسيرة صحفية ممتعة بدات منذ النصف الأول في ثمانينيات القرن العشرين بقى قلم خالد السرجاني وفيا لأعز قيمتين في مسيرة كفاح الشعب المصري وهما الحرية والعدل وسعى دوما للاجابة على الاسئلة الكبرى في رحلة المسير والمصير لمصر مثل :"اي مصر نريد؟..واي خيارات للمستقبل ؟ ولماذا نحن هكذا رغم اننا يمكن أن نكون أفضل كثيرا؟
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر