الموصل تضج بأنشطة ثقافية لتحرير الفكر بعد تحرير الأرض من حكم داعش المتشدّد
آخر تحديث GMT 10:56:54
المغرب اليوم -

المحافظة العراقية تعتبر مركزًا تاريخيًا للتجارة والثقافة في الشرق الأوسط

الموصل تضج بأنشطة ثقافية لتحرير الفكر بعد تحرير الأرض من حكم "داعش" المتشدّد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الموصل تضج بأنشطة ثقافية لتحرير الفكر بعد تحرير الأرض من حكم

أنشطة ثقافية لتحرير الفكر
بغداد – نجلاء الطائي

تضج الموصل اليوم بالأنشطة الثقافية، بدءا من المقاهي والمنتديات الأدبية والمعارض وصولا إلى المهرجانات، في مشهد يسعى من خلاله الفنانون وعشاق الثقافة إلى استعادة روح المدينة و"تحرير" الفكر بعد ثلاث سنوات من حكم تنظيم "داعش"، وداخل مقهى "ملتقى الكتاب" الثقافي في حي الأندلس في شرق الموصل، يجلس صغار وكبار من رجال ونساء على مقاعد صغيرة، يتناقشون بشغف عن الأدب والموسيقى والسياسة والتاريخ.

يرتشف هؤلاء الشاي والقهوة والعصائر، فيما يتصاعد دخان النراجيل على أنغام موسيقى عازف عود يرافق شاعرا يلقي أبياته على منبر خشبي، في المقابل، على الجدار الوحيد الذي لا تغطيه رفوف الكتب، معرض صور يجاور فيه شاعر القرن العاشر العراقي أبو الطيب المتنبي، الشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941-2008)، إلى جانب لوحات تجريدية، وقبل أشهر عدة، كانت فكرة افتتاح مقهى أدبي ومختلط ويسمح بالتدخين في ثاني أكبر مدن العراق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، ستودي بصاحبها إلى القتل أو أقله إلى الجلد، لكن رغم ذلك، حلم فهد صباح، أحد مؤسسي المشروع، بهذا المكان في تلك الحقبة.
ويقول صباح (30 عاما)، وهو خريج هندسة ميكانيكية عاطل عن العمل حاله حال العديد من أصحاب الشهادات في العراق، "خطرت لنا فكرة تأسيس هذا الملتقى عندما كنا محاصرين داخل الموصل من تنظيم "داعش"، لزيادة وعي الناس وتنويرهم"، وبمجرد أن طرد التنظيم من المدينة، بدأ صباح بالبحث عن مكان وتخيل تصميمه بنفسه. وخلال شهر واحد، تمكن من إيجاد محل صغير قرب جامعة الموصل، حيث استثمر كل مدخراته ومدخرات شريكه، ويؤكد الشاب الثلاثيني أن الأمر يستحق التضحية، مشيرا إلى أنه يأمل من خلال هذا المشروع "نشر الثقافة المعرفية ما بعد "داعش" وصولا إلى واقع جديد يتجاوز تلك الفترة المظلمة وآثار حربها"، وكانت المطالعة على مرّ الزمان رفيقة العراقيين. وتتفاخر الموصل التي كانت يوما مركزا تاريخيا للتجارة والثقافة في الشرق الأوسط، بشارع النجيفي الذي يضم مكتبات غنية جدا. لكن الجهاديين دمروا وأحرقوا بشكل ممنهج كل الكتب والمكتبات، أما اليوم، فهناك "رصيف الكتاب"، واحد من أبرز الملامح الثقافية الجديدة في الموصل، والذي اتفق عدد من الناشطين على تأسيسه قبل أسابيع عدة أمام جامعة المدينة.
واعتاد علي ثائر (23 عاما) المجيء كل يوم جمعة للاطلاع على الجديد من الكتب أمام الجدران والأبنية المهدمة للجامعة جراء المعارك والقصف، واختار ثائر نسخة إنجليزية من رواية "الحب في زمن الكوليرا" للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل للأدب، ويقول الشاب"الناس بحاجة ماسة للوعي والثقافة بعد الظروف القاسية التي مروا بها"، ويؤكد أن "الرصيف ظاهرة ثقافية جديدة في الموصل أثارت اهتمامنا وتشجيعنا، وهي مهمة جدا لإعادة بناء العقول بعد الفترة الماضية أكثر من بناء البيوت والشوارع" التي دمرها التنظيم المتطرف خلال ثلاث سنوات من سيطرته على ما يقارب ثلث مساحة العراق.
ويعتقد الباحث يونس محمد (33 عاما) أن "الموصل ستنهض من جديد" بهمة شبابها ومثقفيها، ويلفت رئيس اتحاد أدباء نينوى عبدالمنعم أمير أنه يجب "إبراز الوجه الإنساني والثقافي والعلمي للمدينة، بعدما شاهد العالم أجمع صور خرابها ودمارها"، ولكن حتى الآن، فإن كل ما يجري يتم بوسائل محدودة، في مدينة أنهكتها الحرب وتأكلها البطالة، ويزيد من عجزها البطء في إعادة الإعمار، وبسبب انقطاعها عن الحكومة المركزية خلال سنوات سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، حرمت الموصل من تخصيص ميزانيات لمؤسساتها وموظفيها، ويشير الكاتب حامد الزبيدي إلى أن "على الدوائر الحكومية والمدنية المعنية بأمر الثقافة القيام بواجبها".
وتمثل هذه المهمة الكثير بالنسبة إلى العراق الذي أعلن في كانون الأول/ديسمبر "تحرير" البلاد و"انتهاء الحرب" ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما تؤكد المهندسة هند أحمد (31 عاما)
وتقول أحمد التي وضعت حجابا ابيض مزينا بفراشات ملونة وسترة عاجية اللون "للمرة الاولى أرى مثل هذه المشاريع الثقافية في الموصل بعد "داعش"، مشاريع تعمل على تحرير العقل والفكر بعد تحرير الأرض، وتتيح المجال للحضور والمشاركة أمام الجنسين".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموصل تضج بأنشطة ثقافية لتحرير الفكر بعد تحرير الأرض من حكم داعش المتشدّد الموصل تضج بأنشطة ثقافية لتحرير الفكر بعد تحرير الأرض من حكم داعش المتشدّد



GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib