عبد الكريم البيك ينحاز إلى الناس وشقائهم غير العادي
آخر تحديث GMT 23:44:05
المغرب اليوم -

عبد الكريم البيك ينحاز إلى الناس وشقائهم غير العادي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عبد الكريم البيك ينحاز إلى الناس وشقائهم غير العادي

دبي- وكالات

يعرض الفنان السوري عبدالكريم مجد البيك في معرضه «مقابل الجدار2»، المقام حالياً في دبي، اشتغاله على ثيمات وأفكار وأشكال أخذها من الرسومات المرتجلة وغير المرتجلة على جدران دمشق القديمة، والموزعة في أزقة وشوارع المدينة القديمة. والمعرض الذي يضمّ خمسة عشر عملاً، ويقام في صالة أيام غاليري في مركز دبي المالي العالمي، ويستمر حتى السابع والعشرين من يونيو المقبل، هو استمرار لمعرض سابق حمل العنوان نفسه «مقابل الجدار1»، والفراق بين المعرضين أن الرسام البيك يخرج من دائرة لونية لم تكن تتسع إلا للرمادي والأبيض والأسود والرمادي، وهي دائرة الألوان المحايدة، إلى غنى لوني تجعل أعماله التعبيرية أكثر تعبيرية ودلالة، لما تتضمنه من إشارات يأتي البعض منها كما لو قد خرج من مرجعيات دينية، وجود الصلبان وسواها من الإشارات الدينية، وأخرى قادمة من معتقدات شعبية، ومثلما أن الجدران هي دفاتر العشاق المراهقين، وإشارات عن إحباطات الحب الأول، فإنها أيضاً حمّالة شعارات للحراك الشعبي المستعر في سورية منذ أكثر من عامين: مسدسات وسكاكين وسواها من أدوات المقاومة المتوافرة كيفما اتفق. غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ من الإشارات والرموز ودلالاتها التعبيرية بل ثمة ما يجعل الناظر إلى هذه الأعمال يعتقد أن هناك الكثير من العنف الذي تختزنه هذه: ضربات قوية ومنفعلة للفرشاة على التصويري، هي غالباً باللون الأحمر القاني، ويتموضع على السطح نفسه بطريقة تحفظ للعمل توازنه اللوني وتناغم مساحاته، لكنها في الوقت نفسه تشي بأن هناك دماً ما زال يسيل. ربما يأتي هذا الإحساس للمرء لأن هناك ما يشير إليه: إشعارات عن جنازات على حائط متصدع، صلبان من أجل طرد الشرور، ثم بضع كلمات متناثرة هنا وهناك: «أمان»، واستقرار، «مواجهة» و»مقاومة»، وسواها من الكلمات الدالة ليس على ما يحدث في سورية فحسب بل على موقف الفنان نفسه، كما لو أنه عبر انحيازه لهذه التفاصيل ينحاز، بالتأكيد، إلى الناس في عيشهم الشقي وغير العادي طيلة عمر هذا الحراك الشعبي. حتى أن هناك ما يشي بانحياز العمال للشعار المطروح، فتراه في واحد من أعماله يستبدل لوحة مكتوب عليها كلمة للإيجار، ليضع مكانها كلمة أخرى تمثل شعاراً مختصرا، ويختصر ما يصبو إليه الناس من قيامهم بفعل مقاوَمة، بوصف ذلك تعبيراً عن مدى تمسكهم بتغيير شرط حياتهم، وموت إمكانية العودة إلى الوراء، وكتعبير يمتلك شرطه الفني الخالص عن القوة والعزيمة لدى الناس على الرغم من التعب، ورغم ما اندفع من ثمن باهظ حتى الآن. أخيراً، يشار إلى أن الأعمال التي تضمنها المعرض قد جرى تنفيذها في محترف أيام غاليري في دمشق الذي ما زال يستقبل الفنانين الشبان السوريين، ويهيئ لهم فرصة أعمال جديدة تعبر عن مشاعرهم ومخيلاتهم الفردية تجاه ما يحدث في بلاد تتصدع من جرّاء الحرب.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الكريم البيك ينحاز إلى الناس وشقائهم غير العادي عبد الكريم البيك ينحاز إلى الناس وشقائهم غير العادي



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib