الرباط - المغرب اليوم
يستمر المغاربة في حملات جمع تبرّعات عبر الانترنت لصالح قضايا إنسانية ملّحة، فبعد التضامن الكبير الذي عرفته قضية فوزية الدمياني، الفتاة المعاقة التي وضعت طفلها نتيجة عملية اغتصاب، بحصولها على مبلغ 20 مليون سنتيم فقط عبر الانترنت، أطلقت المؤسسة المغربية للطالب، حملة لمساعدة التلاميذ اليتامى على متابعتهم الدراسة، تحت عنوان، "100 درهم باش يقراو".
هذه الحملة التي جرى إطلاقها على بوابة cotizzi، مكّنت من الحصول على مبلغ 80 ألف درهم، في أفق الوصول إلى مبلغ 250 ألف درهم.
وتهدف هذه الحملة إلى تمكين 20 يتيمًا قادمًا من عدة مدن مغربية، من الدراسة الجامعية في مؤسسات عليا تناسب طموحاتهم ومستواهم، وذلك بعدما حصلوا على معدلات بكالوريا تتراوح بين ما بين 16,10 و18,37 ميزات حسن جدًا.
وتبرع تبرّع 221 شخصًا إلى الآن، ولا يزال أمام المتبرّعين الآخرين إلى غاية 30 تموز(يوليو) الجاري للمساهمة في تحقيق أحلام هؤلاء اليتامى القادمين من الدار البيضاء، سلا، شفشاون، شيشاوة، برشيد، أكادير، بنسليمان، الجديدة، مراكش، آسفي، سطات، خريبكة، وأزيلال.
وستضمن التبرّعات لهم حسب المؤسسة المغربية للطالب، الحصول على منح دراسية من طرف واحدة من المدارس الخاصة الشريكة للمؤسسة، وكذلك الاستفادة من دروس لتقوية اللغات، وحواسيب، وسكن.
وأكد منسق البرامج في المؤسسة المغربية للطالب محسن حفيظ، أكد أن الحملة لم تخرج إلى الوجود إلّا الاثنين الماضي، ومع ذلك استطاعت الوصول في ظرف 24 ساعة إلى مبلغ جد محترم، معبرًا عن مفاجأته من هذه الاستجابة السريعة للمغاربة مع هذه المبادرة التي أُطلقت للمرة الأولى عبر الانترنت، وأضاف، "هناك تفهم كبير لواقع التلاميذ في وضعية هشة، وهو ما يؤكد عمق التضامن الذي يمتاز به المغاربة مع بعضهم البعض".
وتابع، "رغم أننا طلبنا 100 درهم فقط لكل متبرّع، إلّا أن هناك من الأشخاص من تبرّع بمبالغ كبيرة للغاية، وتعود أسباب هذا التضامن المادي أوّلًا إلى ثقة المتبرعين في مؤسستنا التي تعمل منذ أعوام في مجال مساعدة التلاميذ والطلبة، والثاني إلى طبيعة الشريحة المستهدفة، فهناك منهم من يتهدده الانقطاع عن دراسته بسبب ظروفه الاجتماعية، رغم معدله المرتفع".
وعن طريقة انتقاء التلاميذ في هذا البرنامج، يبين محسن أن المرحلة الأولى كانت عبر تنظيم المؤسسة قافلة حياة زارت مجموعة من الثانويات والخيريات وقرى الأطفال لأجل شرح برنامج منحتها الذي يتيح للتلميذ المتفوق الحصول على منحة 1100 درهم شهريًا، ودخول مدارس عمومية وخاصة تتلاءم مع طموحاته، أما المرحلة الثانية فكانت انتقاء التلاميذ عبر نقط البكالوريا ووضعهم الاجتماعي وتخصصاتهم ومشاريعهم لما بعد البكالوريا.
ولفت حفيظ إلى أن التلاميذ المنتقين في هذه الحملة، ليسوا جميعًا يتامى، بل هناك منهم من تم اختياره لظروفه الاجتماعية الهشة، مشددًا على أن المؤسسات الخاصة التي تعمل معهم في هذا البرنامج، تقدم مقاعد دراسة لأطفال المؤسسة بالمجان، كما أن البرنامج ذاته يمكن التلاميذ والطلبة من تغطية صحية، ومن برامج تأهيل نفسي وتعليم للغات، فضلًا عن مرافقتهم طوال مسارهم الجامعي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر