الروبوتات تغزو المصانع وتعيد تشكيل دور العمال
آخر تحديث GMT 19:35:57
المغرب اليوم -

الروبوتات تغزو المصانع وتعيد تشكيل دور العمال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الروبوتات تغزو المصانع وتعيد تشكيل دور العمال

الروبوتات الصناعية
لندن - المغرب اليوم

في عالم الصناعة الحديثة، لم تعد الروبوتات مجرد أذرع معدنية تنفِّذ أوامر مبرمجة بدقة؛ بل أصبحت لاعبة رئيسية في سباق الكفاءة والإنتاجية. ومع ازدياد الحاجة إلى إنجاز المزيد في وقت أقل وبأقل تكلفة، اتجهت المصانع إلى إدخال عدد أكبر من الروبوتات للعمل معاً داخل مساحة واحدة محدودة. ولكن هنا تبرز المعضلة: كيف يمكن لهذه الأذرع الميكانيكية أن تتشارك المساحة نفسها، وتتحرك بتناغم، وتنجز المهام المتعددة، دون أن تتصادم أو يعرقل بعضها عمل بعض؟

أذرع آلية ذكية

من هنا تأتي أهمية ابتكار جديد يَعِدُ بإحداث نقلة نوعية في عالم الروبوتات الصناعية، ويقربنا أكثر من رؤية مصانع المستقبل: ذكية، متناغمة، وفعَّالة إلى أقصى حد.

وكشف فريق بحثي من كلية لندن الجامعية، بالتعاون مع شركة «ديب مايند» المسؤولة عن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، عن إطار عمل جديد يحمل اسم «روبوباليه» (RoboBallet)، يتيح لعدة أذرع روبوتية أداء المهام في وقت واحد داخل بيئات مزدحمة، مع ضمان تجنُّب التصادم بينها.

يعتمد هذا النظام على التعلم المعزز والشبكات العصبية الرسومية، لتخطيط الحركة وتوزيع المهام بكفاءة عالية، ما يتجاوز بكثير قدرات الأنظمة التقليدية التي تفتقر إلى السرعة والمرونة، وفق نتائج الدراسة المنشورة يوم 3 أغسطس (آب) 2025 في دورية «Science Robotics».

يقول ماثيو لاي، مهندس البحوث في «غوغل ديب مايند»، إن الميزة الأبرز لنظام «روبوباليه» هي قدرته على التعامل مع مشكلات أعقد بكثير في تنسيق حركة الروبوتات؛ حيث يزداد التعقيد بشكل أُسِّي مع عدد الروبوتات والمهام.

ويضيف الطرق التقليدية لا تدير أكثر من 5 روبوتات و10 مهام، بينما يسمح الإطار الجديد، المبني على شبكات عصبية تمنحه نوعاً من «الحدس»، بتوليد مسارات عالية الجودة لما يصل إلى 8 روبوتات و40 مهمة في آن واحد، ما يجعله مناسباً للتطبيقات الصناعية.

وأوضح أن النظام يتيح لعدة روبوتات تنفيذ مهام متعددة على قطعة عمل واحدة، مثل اللحام أو التجميع، ما يرفع الإنتاجية من دون الحاجة إلى وحدات إضافية مكلفة أو مساحات أكبر.

طفرة صناعية

في هذا السياق، تتحرك الصين بسرعة لتعزيز هيمنتها على سوق الروبوتات العالمية. ففي إطار مبادرة «صُنع في الصين 2025»، تقوم المصانع بتركيب نحو 280 ألف روبوت صناعي سنوياً، أي ما يعادل نصف الروبوتات المثبتة حول العالم.

وأصبحت شركات مثل «تشنغدو» (CRP) تنتج روبوتات بتكلفة أقل، ما يمكِّن المصانع من خفض نفقات العمالة ورفع كفاءتها التشغيلية.

ومن الأمثلة البارزة: مصانع السيارات الكهربائية في الصين التي نجحت في أتمتة خطوط إنتاجها، وزيادة صادراتها بشكل ملحوظ.

ومع هذا التوسع، لم يختفِ دور الإنسان؛ بل نشأت فئات جديدة من الوظائف مثل «فني الروبوتات»، مما يعكس تحوُّلاً في طبيعة العمل بدلاً من مجرد إلغاء الوظائف التقليدية.

وفي الولايات المتحدة، تقدم شركة «أمازون» نموذجاً آخر للاعتماد المكثف على الروبوتات؛ إذ تدير أكثر من 750 ألف روبوت متحرك في مراكزها اللوجستية، تعمل جنباً إلى جنب مع مئات الآلاف من الموظفين.

وتتنوع مهام الروبوتات داخل الشركة بين نقل البضائع، وفرز الطرود، والتقاط الحزم الثقيلة، والتعرف على ملايين المنتجات، والتعامل معها بدقة وسرعة. ورغم هذه الأتمتة المكثفة، تؤكد «أمازون» أن البشر لا يزالون عنصراً أساسياً في مراقبة الأداء وتنفيذ المهام التي تتطلب مرونة وحساسية يصعب على الروبوتات محاكاتها بصورة كاملة.

وفي مشهد صناعي آخر، افتتحت شركة «هيونداي» الكورية في نهاية عام 2024 مصنعاً متطوراً في ولاية جورجيا الأميركية، يُعتبر من أكثر المصانع اعتماداً على الروبوتات. ويضم المصنع 750 روبوتاً مقابل 1450 عاملاً بشرياً، وهو ما يعكس تحولاً في النسب التقليدية التي كانت تصل إلى 7 روبوتات لكل عامل واحد.

وتتولى الروبوتات المهام الثقيلة والمتكررة، مثل اللحام، بينما يقوم البشر بالمهام التي تتطلب حساسية ودقة، مثل مراقبة الجودة. ورغم المخاوف من استبدال الروبوتات بالعمال، تؤكد «هيونداي» أن الفلسفة القائمة على التكامل بين البشر والروبوتات هي الهدف، وليس الإحلال الكامل لأحد الطرفين.

ورأى مهندس البحوث في «غوغل ديب مايند» أن استخدام عدد أكبر من الروبوتات بشكل فعَّال يعني أن المصانع يمكن أن تصبح أكثر كفاءة، مع خفض التكاليف واستهلاك الطاقة والأثر البيئي في الوقت نفسه.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

من تعابير الوجه الذكاء الاصطناعي يكشف علامات الاكتئاب

حرب تطوير الروبوتات تشتعلو إيلون ماسك يرحب بالمنافسين

 

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروبوتات تغزو المصانع وتعيد تشكيل دور العمال الروبوتات تغزو المصانع وتعيد تشكيل دور العمال



GMT 13:41 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ناسا تكشف مرور كويكب فى حجم «الأوتوبيس» بالقرب من الأرض

GMT 13:36 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

روسيا تصمم محطة فضائية لتوليد جاذبية اصطناعية

GMT 13:18 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوجل تطوّر ميزة «المحاضرة» بالذكاء الاصطناعى داخل NotebookLM

GMT 05:34 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الذكاء الاصطناعي يثير القلق في ألعاب الأطفال

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:10 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:17 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

"تارا عماد" تخوض تجربة الغناء لأول مرة دراميا
المغرب اليوم -

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:03 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 26-9-2020

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:35 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المغرب الفاسي ينتصر وديًا على وداد صفرو

GMT 08:22 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

النفط يتدفق مجددًا بخط مأرب في اليمن

GMT 14:32 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البولندية سواتيك تبلغ نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس

GMT 12:34 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوداد يحاصر مدرب الفريق بالأسئلة بعد صدمة الديربي

GMT 06:31 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هذه توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية الأحد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib