حكايات قبيلتي عبس وطي في عمل اوبرالي لبناني هو الاول من نوعه
آخر تحديث GMT 06:06:33
المغرب اليوم -

حكايات قبيلتي عبس وطي في عمل اوبرالي لبناني هو الاول من نوعه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حكايات قبيلتي عبس وطي في عمل اوبرالي لبناني هو الاول من نوعه

اوبرا "عنتر وعبلة" على خشبة كازينو لبنان
جونيه ـ أ.ف.ب

"الحلم أصبح حقيقة".. بهذه الكلمات يختصر المؤلف الموسيقي مارون الراعي مشاعر 160 عازفا ومغنيا وتقنيا لم تثنهم قسوة المشهد الأمني والسياسي الذي يعيشه لبنان، عن إنجاز أول أوبرا لبنانية باللغة العربية تستعيد قصة "عنتر وعبلة" من بطون التاريخ العربي، وتقدمها بحلة فريدة يمتزج فيها الشعر الفصيح والحوار البليغ مع التأليف الأوركسترالي وتقنيات الأداء الأوبرالي.

ففي ظل إجراءات أمنية مشددة أحاطت بمسرح "كازينو لبنان" المطل على خليج جونيه شمال بيروت، توافد المئات مساء الجمعة  لحضور افتتاح أوبرا "عنتر وعبلة" للكاتب أنطوان معلوف والمؤلف الموسيقي والمايسترو مارون الراعي، في أمسية أعلنت الولادة الحقيقية لمؤسسة "أوبرا لبنان"، وهي أول مؤسسة من نوعها في هذا البلد الذي كان له باع طويل في المسرح الغنائي ولا سيما مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني.

ويأتي هذا العمل تعبيرا عن قناعة القيمين عليه بأن المشهد الفني في لبنان والعالم العربي لا يمكن أن يكتمل "إلا بالسير في طريق المسرح الغنائي على أنواعه، ومنها الأوبرا"، كما يقول مارون الراعي في حديث لوكالة فرانس برس.

- الأرض بستان ألوان -

في ديكور مسرحي يحاكي الصحراء ومضارب القبائل، وملابس وتفاصيل تستعيد حياة العرب في البادية، وعلى أنغام أوركسترا غربية طعمت بإيقاعات شرقية بقيادة الراعي، تتوالى فصول حكاية عنترة بن شداد الذي عاش في القرن السادس وكان أحد أرق شعراء العرب وأشرس فرسانهم على الإطلاق، وحبيبته عبلة التي خلدتها قصائده على مدى الأزمان.

يؤدي دور عنتر المغني غسان صليبا الذي عرفه اللبنانيون خصوصا في مسرحية "صيف 840" لمنصور الرحباني أواخر الثمانينات، مجسدا نضال ذاك "العبد الأسود" للحصول على حقه في الحرية وفي أن يكون مساويا لأبناء قبيلته من دون تمييز بسبب لونه الأسود وعرق والدته الحبشية.

وإذا كان والده شداد (ابراهيم ابراهيم) لا تحركه مشاعر الأبوة للاعتراف بابنه وعتقه من العبودية، ولا ينصت لعذابات عبلة (لارا جوخدار) في الأسر، ولا لأصوات أطفال القبيلة وهم ينشدون له أن "الأرض بستان ألوان"، فإن ضرورة الاستعانة بشراسة عنتر القتالية للدفاع عن القبيلة، تجبره أخيرا على ذلك.

ومع غلبة عنتر في المعركة، ينتهي الذل المخيم على قبيلته والبعد القسري عن حبيبته، وتنطوي عقلية التمييز على أساس اللون أو العرق من أذهان سادة قبيلته عبس، وتطوى أيضا صفحة الحرب مع قبيلة طي.

- مرحلة انتقالية –

أوبرا "عنتر وعبلة" ثمرة عام من التأليف الموسيقي وعام من التدريب لمئة وثلاثين فنانا على المسرح، الى جانب نحو ثلاثين خلف الكواليس، لكنها أيضا "ثمرة مناهج وضعها كبار الاساتذة وتبناها المعهد الوطني العالي للموسيقى، وهي مناهج تقوم على احترام اللفظ العربي السليم"، بحسب الراعي.

ويتحدث المؤلف الموسيقي عن أهمية هذه المناهج قائلا "الاوبرا لم تعد فنا غربيا، انها فن عالمي، ولكننا بحاجة الى تطويعها لتصبح مناسبة للغة العربية وتحترم أصول نطقها، لا ان نسمع اوبرا عربية تعرض وكأنها بلغة أجنبية".

ويقول "ما فعلناه في هذا العمل هو نقل هذه المناهج إلى حيز التنفيذ"، فالمؤدون في "عنتر وعبلة" هم من متخرجي قسم الأوبرا الذين درسوا هذه المناهج، أو من الطلاب الحاليين، ما عدا غسان صليبا "الذي أردنا أن نستفيد من خبرته في المسرح الغنائي ومن احترافه العالي، وهو مما تبقى من ارث المسرح الرحباني".

يأمل الراعي أن تشكل هذه الأوبرا، إضافة الى الحافز على انجاز أعمال مماثلة لاهميتها الثقافية، فاتحة للفرص أمام هؤلاء الطلاب والمتخرجين الذين غالبا ما تبقى مواهبهم حبيسة المعاهد وصفوف الدراسة، فهم "اشبه بمن يتخرج من كلية هندسة الذرة في الجامعة اللبنانية ونحن ليس لدينا وكالة طاقة نووية! نأمل أن يتغير هذا الحال وان يصبح لدينا قطاع حقيقي للأوبرا".

وبحسب القيمين على هذا العمل، فإن العالم العربي يعيش مرحلة انتقالية بين فن "الأوبريت" الذي ساد في القرن العشرين مع أمثال محمد عبد الوهاب في مصر والأخوين الرحباني في لبنان، وبين فن الأوبرا.

ويقول الراعي "أنا مع التجريب في هذا المضمار، هناك تجارب عربية تستحق الاحترام وخصوصا في الضفة الغربية وفي الجزائر... ما قمنا به هو اختبار نترك للرأي العام أن يحكم عليه، لكن حتى لو فشلنا لن نتوقف، سنواصل طريقنا في المسرح الغنائي، نحتاج الى تجارب كثيرة قبل ان يفتتح عصر الاوبرا حقيقة في بلادنا".

- أوبرا لبنان -

تضم مؤسسة "أوبرا لبنان" مؤلفين وكتابا وفنانين وتقنيين من مختلف المجالات المسرحية والغنائية وتحاول أن تملأ الفراغ في دعم المشاريع المسرحية، وتتعاون مع القطاع العام، ولا سيما وزارة الثقافة، في دفع عجلة التنمية الثقافية اللبنانية والعربية، بحسب القيمين عليها.

وفي غياب دار اوبرا رسمية في لبنان، تأمل "أوبرا لبنان" أن تشكل مؤسسة نموذجية حاضنة لهذا الفن الغنائي المسرحي، من حيث الطاقات والجهاز البشري.

وياتي إنشاء هذه المؤسسة في الوقت الذي ما زالت الحركة الفنية والثقافية نشطة في لبنان، وتقام فيه مهرجانات كبرى تستضيف فنانين محليين وعالميين وتستقطب جمهورا كبيرا، رغم التوتر السياسي  والاضطرابات الامنية التي يعيشها البلد منذ سنوات، والتي ازدادت حدتها في السنوات الاخيرة مع اندلاع النزاع في سوريا، وكان آخرها تفجيرات انتحارية متزامنة ضربت بلدة القاع المحاذية للحدود السورية آخر الشهر الماضي.

وقد تأسست "اوبرا لبنان" بدعم من جهود مجموعة من رجال الاعمال اللبنانيين ارادوا ان يقدموا شيئا لبلدهم.

ويقول الراعي الذي يشغل منصب المدير الفني للمؤسسة، إضافة الى كونه استاذا في المعهد الموسيقي وعدد من الجامعات اللبنانية "كثيرون يفكرون في الاستثمار في المطاعم، لكن هؤلاء الاشخاص فضلوا الاستثمار في البشر".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات قبيلتي عبس وطي في عمل اوبرالي لبناني هو الاول من نوعه حكايات قبيلتي عبس وطي في عمل اوبرالي لبناني هو الاول من نوعه



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
المغرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

مارسيل غانم يعود مع "صار الوقت" ويفتتح خريف MTV

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أجمل الأفكار لديكور طاولة العروسين في حفل الزفاف

GMT 06:20 2023 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

المركزي الصيني يضخ 421 مليار يوان في النظام المصرفي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 20:35 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

الإمارات تُطلق تحالف إعادة تدوير الألومنيوم

GMT 08:22 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"لاند روفر ديفندر" تعود بإمكانيات مطورة عام 2020

GMT 21:06 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الحموشي ينشر عناصر أمنية فى الأحياء الشعبية لسلا

GMT 20:37 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية زينة يازجي تعود إلى "الشاشة" من جديد

GMT 05:28 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

حقيبة الظهر من"بولغاري" تناسب المرأة الأنيقة

GMT 10:54 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فوزنياكي تقتنص صدارة تصنيف التنس وتتويجها بلقب أستراليا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib