الدوحه - قنا
دعا المشاركون في الملتقى الثقافي الثاني للأدباء والكُتاب في قطر إلى تعزيز التواصل بين القائمين على شؤون الثقافة ووسائل الإعلام، مؤكدين أهمية دور الإعلام في تعزيز علاقة المثقف والمنتج الثقافي من جهة والمجتمع بكل مكوناته من جهة ثانية.
جاء ذلك خلال ندوة "دور الإعلام في التنمية الثقافية" التي نظمها ملتقى كتارا الثقافي التابع للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والفكري.
وتحدث في الندوة الأكاديمي والإعلامي القطري الدكتور أحمد عبدالملك حول "الدور الثقافي للقنوات الفضائية"، موضحا أن البرامج الثقافية هي الأقل والأضعف مقارنة بالبرامج الأخرى، كما أن الفضائيات والتي يبلغ عددها حوالي 1320 ما بين حكومية وخاصة في العالم العربي، منها 146 قناة رياضية، و 125 قناة دينية و 66 قناة إخبارية، ولا تتجاوز نسبة القنوات الثقافية 10 بالمائة من تلك الفضائيات.
وأشار إلى "أننا نحتاج في دولة قطر لتفعيل دور الفضائيات في البث الثقافي وإرساء خطة برامجية تؤمن مساحة محددة للثقافة في الإعلام التلفزيوني، وتوفير ميزانيات رحبة لإنتاج راق من البرامج الثقافية، والبحث عن معدين ومقدمين مؤهلين وقادرين على إقناع المشاهد، والخروج عن النمطية بالتقديم، مشيدا بالبرامج الثقافية التي تقدمها قناة الريان، مؤكدا على أهمية وجود حركة نقدية وتقييم مستمر لتلك البرامج".
بدوره قال الكاتب الصحفي فالح الهاجري مدير تحرير جريدة الشرق القطرية للشؤون الثقافية، إن وسائل الإعلام المختلفة لا تعير الثقافة أي اهتمام, باستثناء أخبار افتتاح واختتام الفعاليات, وأكثر ما يتم الاهتمام به عدد الأيام ومكان الحدث والمسؤول الذي حضر الفعالية، مشيرا إلى أن الإعلام المرئي يفتقد للبرامج الثقافية المتخصصة التي تعرض أهم الأحداث الثقافية والتي تهتم بالنخب المثقفة والشباب الذي ينشأ على الثقافة.
وقال: فيما يخص الإعلام المسموع فإنه يقدم برامج جيدة ومناسبة نوعا ما لكنها لا تزال على النمط القديم وتحتاج إلى تعديلات مع تطور وسائل الاتصال الحديثة الذي يشهده العالم، منوها بأن الإعلام المطبوع ما يزال يعرض الأخبار الثقافية دون التوغل في أبعادها، مشيرا إلى وجود بعض التجارب التي تقوم بالدور الثقافي المطلوب.
من جهته، قال الروائي السوداني الدكتور أمير تاج السر إن ثورة الاتصالات قفزت بالحياة قفزة نوعية كبيرة كان ينبغي الاستفادة منها في المجال الثقافي، ولكن على الرغم من وجود بعض السلبيات فإنه لا توجد رسالة للمنتج الثقافي ولن يصل للمتلقي بدون إضاءات وسائل الإعلام التي تعرف الجمهور به.
وتحدث الكاتب سمير الحجاوي عن "دور الإعلام في التنمية الثقافية خلال الربيع العربي"، مؤكدا على وجود كثير من المعوقات أمام التنمية الثقافية أهمها الأمية التي مازالت منتشرة في بلادنا العربية وغياب الحريات والتخلف الاقتصادي، ونمطية التعليم، موضحا أن التنمية الثقافية هي وضع خطة متحركة ذات منهاج وفلسفة واضحين، للتغلب على النواقص والثغرات والاحتياجات الثقافية وملء الفراغ خلال فترة زمنية محددة، مؤكدا أن الثقافة ليست مشروعا ترفيا بل هي في صلب تحويل المجتمع إلى طاقة فاعلة وخلاقة.
وقد دار حوار بين المتحدثين والجمهور حول سبل تحقيق التنمية الثقافية وحث وسائل الإعلام على القيام بدورها في النهوض بالشأن الثقافي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر