البرنامج الحكومي الجديد أمل المغاربة لإخراج البلاد من الوضع الاقتصادي الصعب
آخر تحديث GMT 12:00:07
المغرب اليوم -

البرنامج الحكومي الجديد أمل المغاربة لإخراج البلاد من الوضع الاقتصادي الصعب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - البرنامج الحكومي الجديد أمل المغاربة لإخراج البلاد من الوضع الاقتصادي الصعب

عزيز أخنوش رئيس الحكومة
الرباط -المغرب اليوم

قدم رئيس الحكومة الجديدة عزيز أخنوش، أمام مجلسي البرلمان يوم الاثنين الماضي، مضامين برنامجه الحكومي، قصد النقاش ونيل ثقة البرلمان استكمالا للمسلسل الانتخابي والمسطرة الدستورية، ويتعلق الأمر بإحداث مليون منصب شغل صافي على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة، ورفع نسبة نشاط النساء إلى أكثر من 30% عوض 20% حاليا، وتفعيل الحماية الاجتماعية الشاملة، وحماية وتوسيع الطبقة الوسطى وتوفير الشروط الاقتصادية والاجتماعية لبروز طبقة فلاحية متوسطة في العالم القروي.

وكشف أخنوش كذلك تعبئة المنظومة التربوية بكل مكوناتها بهدف تصنيف المغرب ضمن أحسن 60 دولة عالميا (عوض المراتب المتأخرة في جل المؤشرات الدولية ذات الصلة)، وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، و إحداث صندوق خاص، بميزانية تصل لمليار درهم بحلول سنة 2025، والرفع من وتيرة النمو إلى معدل 4% خلال الخمس سنوات المقبلة، وإخراج مليون أسرة من الفقر والهشاشة على أساس مواكبة 200 ألف أسرة سنويا، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية إلى أقل من 39% عوض 46,4% حسب مؤشر جيني، ثم أخيرا تعميم التعليم الأولي لفائدة كل الأطفال ابتداء من سن الرابعة مع إرساء حكامة دائمة وفعالة لمراقبة الجودة.

وأثار العرض الحكومي نقاشا سياسيا كبيرا دخل الأوساط السياسية البرلمان المغربي  وخارجه، وكذا من طرف الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين، كما طرحت تساؤلات عدة حول قدرة حكومة أخنوش في الوفاء بهذه الالتزامات الكبرى التي تضمنها البرنامج أو التصريح الحكومي المقدم للبرلمان.

وفي هذا السياق يرى رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة إبن طفيل بالقنيطرة، أن التضخيم الاعلامي الذي واكب مرحلة تشكيل الحكومة وتقديم تصريحها أمام البرلمان المغربي  خاصة في الشق المتعلق بالتركيز على مسألة الكفاءة والانجاز والتكنوقراط يمكن أن يغطي على الحاجة الماسة لتعجيل وثيرة الانتقال الديمقراطي الحداثي، قائلا : “يجب أن ننتبه لخطورة الخطاب الذي تسقط فيه بعض مكونات هاته الاغلبية و بعض الأذرع الاعلامية الداعمة التي تعتبر أن التركيز على مسألة الكفاءة والانجاز و التقنوقراط يمكن أن يغطي على الحاجة الماسة لتعجيل وتيرة الانتقال الديمقراطي الحداثي ، بشكل يوسع الهوة بين واقعنا التواق إلى استكمال الورش لديمقراطي و ايحاءات هذا النوع من الخطابات” .

ولفت لزرق في تصريح أعلامي ، إلى أن هذه الحكومة تأتي في ظرفية سياسية دقيقة، تميزت بالعديد من التحديات تفرض النجاعة و الفاعلية و التعبئة الشاملة، لمواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرنا على المستويين الداخلي والاقليمي و الدولي، ما يفرض الجمع بين تحقيق التنمية و تكريس الخيار الديمقراطي، و المبادئ الكبرى التي يقوم عليها التعاقد الدستوري للمملكة، والمبنية على قاعدة فصل السلط وتوازنها وتعاونها، وعلى ترسيخ قيم الديمقراطية المواطنة والتشاركية، وعلى مبادئ الحكامة الجيدة، و معادلة ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وشدد المحلل السياسي على أن الخطاب الملكي رسم خارطة طريق للحكومة الحالية التي يفترض فيها تحصين السيادة المغربية، في مواجهة الأخطار الخارجية الطارئة، بحيث أكد الملك خلال خطابه الأخير، على أن الأزمة الوبائية أبانت عن عودة قضايا السيادة إلى الواجهة، في أبعادها الصحية والطاقية والصناعية والغذائية، معتبرا أن الأمر يفرض ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة، تتعلق بالمخزون الإستراتيجي للمواد الأساسية، لا سيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية، بما يعزز الأمن الإستراتيجي للبلاد.

واعتبر المتحدث أن هذه الحكومة لها خارطة طريق واضحة لتنزيل النموذج التنموي و تنزيل المخطط الاجتماعي وفق رؤية واضحة المعالم وشاملة تخرج البلاد من الوضع الاقتصادي والوبائي الصعب التي عانت منه خلال الفترة الأخيرة، بما يفرض عليها بلورة إجراءات وقرارات جذرية لدخول المرحلة التنمية ضمن جدول زمني محدد و من خلال البرنامج الحكومي محدد الأولويات ، ولذلك فالحكومة الجديدة مدعوة الى تحقيق السلم الاجتماعي من خلال الحوار مع الشركاء الاجتماعيون مع وضع في الاعتبار ضرورة حماية الاقتصاد وتهيئة الأوضاع لفترة التعافي التي تلي أزمة كوفيد-19 هي أولويتهم وتحقيقاً لهذه الغاية.

وخلص أستاذ العلوم السياسية أنه ينبغي للحكومة أن تنزل سلسلة من التدابير الاجتماعية والاقتصادية لدعم الشركات والأفراد، ضمن خطة لمواجهة التحديات المنهجية المستمرة التي تعاني منها الدولة، بداية من الفساد، مروراً بالسعي وراء تحقيق الريع ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع جدول لاعمال المساءلة حول العلاقات بين الدولة والقطاع الخاص والتأكد من أن إجراءات التعافي التي اتخذتها الدولة لمكافحة الجائحة تفي بالمسؤوليات الجوهرية تجاه أشد الفئات ضعفاً وتوفر لهم الخدمات الأساسية التي طال إهمالها. مؤكداً أنه وفي حالة إذا أخفقت الإجراءات التي تتخذها الحكومة في معالجة هذه التحديات المنهجية واستمرت في تغافل مطلب العدالة الاجتماعية، فإنها تواجه خطر تكريس أوجه اللامساواة.

قد يهمك ايضا:

فرق الأغلبية تدعم عزيز أخنوش وتتطلع إلى العفو عن معتقلي "الحراكات الاجتماعية"

الحكومة المغربية تعتزم إطلاق "برنامج المبادرات الفردية"

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرنامج الحكومي الجديد أمل المغاربة لإخراج البلاد من الوضع الاقتصادي الصعب البرنامج الحكومي الجديد أمل المغاربة لإخراج البلاد من الوضع الاقتصادي الصعب



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib