أكد الموفد الدولي مارتن كوبلر أن أيام تنظيم "داعش" في ليبيا صارت معدودة، معتبرًا أن استتباب الأمن هناك يتطلب امتلاكها جيشًا نظاميًا قويًا. وقال في تصريح: "من المنتظر في القريب عجز "داعش" عن التحكم بالأراضي التي يسيطر عليها في ليبيا، الأمر الذي يبعث الأمل في إمكانية إعادة إعمار ليبيا. ولا بد من عدم التراخي على هذا الصعيد، نظرا لقدرة المسلحين على الانتشار في مناطق أخرى، ما يبقي على خطر الإرهاب قائما".
واعتبر كوبلر أن الإرهاب والهجرة نتاجان لمرض واحد، يتجسد في انحسار سلطة الدولة القوية، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب وتهريب البشر يتطلبان وجودا للشرطة والجيش النظامي في ليبيا. وأعرب في هذه المناسبة عن استعداده للقاء قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بما يخدم تشكيل جيش موحد في ليبيا يسهر على حماية ثروات البلاد ومكافحة الإرهاب، رغم "المخاوف التي تثيرها ممارسات حفتر".
وختم كوبلر بالقول: "ما من جدوى وراء إخفاء الاحتكاكات العسكرية، فيما ليبيا بحاجة إلى الحوار والاستقرار في الوقت الراهن... لقد تحدثت إلى حفتر.. ومستعد للقائه.. هناك 235 ألف شخص مستعدون الآن للإبحار من ليبيا إلى إيطاليا طلبا للجوء، فيما وصل إلى إيطاليا منذ مطلع العام الجاري 128 ألف لاجئ في زيادة قدرها 5 في المئة قياسا بنفس الفترة من العام الماضي".
واليوم، أعلنت قيادة الجيش الأميركي عن توجيه 150 ضربة جوية لعناصر تنظيم "داعش" ومواقعه في ليبيا منذ بدء الضربات الجوية الأميركية ضده في الأول من أغسطس/آب الماضي.
وكانت تقارير إخبارية محلّية تحدّثت في وقت سابق اليوم ،عن رصد سيارات محملة بمسلّحين عبرت طريق وادي جارف بالقرب من السد المجاور لمنطقة تعرف بـ"القحصية" ،و أكدت المصادر وجود عناصر "داعش" في منطقة تسمى “الزينية” قريبة من بلدة النوفلية يتواجد فيها أعداد من عناصر التنظيم كانت تتمركز في السابق في بلدتي النوفلية وهراوة.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن مجموعة يشتبه في انتمائها لتنظيم "داعش" ، شنت هجومًا على نقطة إرتكاز أمنية بالقرب من منطقة وادي بي جنوب غربي سرت. ونقل عن شهود عيان أن القوات المتمركزة في أحد الحوجز التي ينظمها أهالي منطقة وادي بي، تبادلت إطلاق النار مع مجموعة مسلحة يرجح أن تكون تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، أصيب فيها أربعة عناصر تابعين لقوة حماية المنطقة.
وقبل هذه الحادثة أكد مواطنون من سكان منطقة وادي جارف، أن سيارات مسلحة بها مجموعات مسلحة عبرت من طريق النهر الصناعي العظيم، بالقرب من سد وادي جارف، واتجهت إلى الجنوب الغربي.
جدَّد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، دعوته جميع أطراف الأزمة في البلاد إلى الاجتماع لمناقشة آلية إنهاء الصراع واتمام عملية المصالحة، ملمحا إلى رفضه الدخول في قتال مع القوات التي يقودها الفريق خليفة حفتر شرقي ليبيا. وقال السراج في بيان نشر على صفحة مكتبه الإعلامي على موقع "فيسبوك"، اليوم الأربعاء: "أدعو جميع الأطراف إلى إنهاء الأعمال الاستفزازية، والاجتماع بشكل عاجل على طاولة واحدة لمناقشة آلية الخروج من الأزمة وإنهاء الصراع، بما يعزز فرص تنفيذ الاتفاق السياسي".
وأكد السراج رفض جميع الليبيين "أي تدخل عسكري خارجي بينهم، يهدد وحدة وطنهم وسلامة أراضيه". وأضاف: "لن أقبل مطلقا أن أقود طرفا ليبيا، أو أدير حربا ضد طرف ليبي آخر، لدوافع سياسية أو إيدولوجية أو مناطقية أو جهوية".
وأعلن مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أن الفرق الفنية بدأت فعلياً في تقييم الأضرار بالموانئ النفطية وما يجب القيام به لرفع حالة القوة القاهرة لاستئناف الصادرات في أسرع وقت ممكن. وقال صنع الله، في بيان نشره على موقع المؤسسة الوطنية للنفط (الموحدة)، أن المؤسسة ستبدأ العمل فوراً على إعادة التصدير من الموانئ الواقعة في منطقة الهلال النفطي. ورحّب صنع الله، "ببيانات الجيش الوطني الليبي التابع لمجلس النواب في طبرق شرقي ليبيا ورئيس المجلس عقيلة صالح، الخاصة بوضع الموانئ النفطية تحت إدارة المؤسسة". وأضاف صنع الله: "آمل أن تكون هذه بداية مرحلة جديدة من التعاون والتعايش السلمي بين الأطراف الليبية ونهاية لاستخدام إغلاق الموانئ والحقول لأغراض سياسية".
وقدرت المؤسسة، في بيانها أنه "بإمكانها رفع الإنتاج إلى 600 ألف برميل يوميا، في غضون 4 أسابيع، وإلى 900 ألف برميل/يوميا بحلول نهاية 2016، من حوالي 290 ألف برميل/ يوميا في الوقت الحالي". وأوضحت المؤسسة، أن الوصول إلى تلك المستويات "يعتمد على استلامنا للأموال الضرورية من الموازنة، وعلى فتح موانئ الهلال النفطي، وفتح الصمامات والأنابيب لحقول المنطقة الجنوبية الغربية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر