لن ينسى المجمع السجني عكاشة ليلة أمس وصبيحة اليوم الجمعة حيث كان مسرحا لمحاولة فرار كبيرة من لدن نزلاء الإصلاحية، عملية خطط لها وتم تنفيذها بكل دقة وحنكة ، ولولى حنكة رجال الأمن ( كموندو خاص) الذين تدخلوا في الحين لكان حراس السجن حاليا أمام المسائلة القضائية .
قصة محاولة الهروب الكبير لم تكن وليدة يوم أمس الخميس ، بل خطط لها على أمد بعيد، لتنفذ مساء أمس الخميس .فما إن أرخى الليل سدوله، حتى بدأ مخطط الفرار من إصلاحية عكاشة يطبق على أرض الواقع،بدءا بإحراق الأغطية من أجل إحداث الدخان، فانتشرت ألسنة اللهب لتعسر معها عملية الرؤيا، وتعم الفوضى في أروقة الإصلاحية.
ساعتها وبحسن نية عمد حراس المؤسسة السجنية بإخراج النزلاء إلى بهو كبير، صادف ذلك وجود أشغال قيد الإنجاز، ما يعني وجود حجارة من حجم كبير، استعملها النزلاء لقذف رجال الشرطة.
و امتلأت ساحة الإصلاحية بالنزلاء الذين زاد عددهم عن 800 نزيل ، وقام هؤلاء برشق الحجارة إلى خارج أسوار المؤسسة السجنية، بالضبط إلى مكان تواجد رجال الشرطة، ساعتها حاول رجال الأمن تطويق المكان في محاولة لدرء أي محاولة للفرار من لدن السجناء، مع إشعار ولاية الأمن والمسؤولين.
وفي غمرة الفوضى، ومخافة أن يخرج الوضع عن السيطرة، أطلقت بعض الرصاصات تجاه البوابة، لتتدخل فرقة خاصة مكونة من خمسين فردا، تحمل اسم "شرطة النخبة" " كموندو خاص"، كونت حديثا، لتدخل بهو السجن فتسيطر على الوضع.
كانت الساعة تقترب من فجر يوم الجمعة حين تم إخماد "ثورة عكاشة" ، حيث واجه "كوموندوالخاص " نزلاء الإصلاحية وتمكن من السيطرة على الوضع وإحباط مخطط هروب ماكر.
وقد تم إخبار النيابة العامة المختصة والسلطات المحلية والأمنية الذين حضروا إلى عين المكان، في الوقت الذي قامت القوات العمومية بتطويق المؤسسة وتدخل عدد منهم داخل المعقل، حيث قاموا بإخراج مجموعات من السجناء إلى الساحة من أجل إخلاء المعقل إلى حين إحكام السيطرة على المتسببين في أعمال الشغب بالداخل
وكانت نتيجة هذه الليلة الساخنة، إصابات في صفوف السجناء والأمن وموظفي السجن، وخسائر مادية، انتقلت إلى سيارات المؤسسة السجنية وتجهيزاتها، قبل أن يتم استتباب الأمن، في ليلة لن ينساها نزلاء " سجن عكاشة".
بعد إخماد ثورة السجناء ، بدأت سيارات الإسعاف في نقل العشرات من السجناء الذين أصيبوا بالاختناق الذين زاد عددهم عن 40 نزيلا إلى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي بالدار البيضاء.
وشاهد موقع المغرب اليوم تجمهر العديد من أسر السجناء قرب المستشفى، وحالات الخوف والبكاء والهيستيريا التي انتابت بعضهم، خصوصا بعدما توصلوا بخبر لجوء حراس السجن إلى إطلاق الرصاص الحي لإخماد التمرد.
من جهته خرجت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، ببلاغ رسمي ، مفاده أن مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع (عكاشة) عرف أحداث شغب وتمرد من طرف نزلاء هذه المؤسسة. وقد اتضح من خلال المعطيات الميدانية الأولية أن هذه الأحداث تمت وفق مخطط مدروس وضعه ونفذه متزعمو هذه الحركة، إذ عمدوا إلى إحراق بعض الأفرشة من أجل إحداث دخان، والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل، وذلك بهدف مهاجمتهم والخروج إلى خارج المعقل، كما حاولوا فتح الباب الخشبي لمكان إيداع الأسلحة إلا أنهم فشلوا في الوصول إليها بعد أن لم يستطيعوا كسر الشبكة الحديدية للباب. وبعد خروجهم إلى خارج المعقل، قام هؤلاء السجناء بإضرام النار وتكسير حافلة لنقل السجناء، ورشق بعض الموظفين الذين أصيبوا بجروح خفيفة
واستوفدت المندوبية العامة على الفور لجنة مركزية للبحث والتقصي لإجراء بحث دقيق وشامل من أجل تحديد العناصر الذين كانوا وراء هذه الأحداث المخطط لها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم وتقديمهم إلى العدالة، كما تمنكت الإدرة من إفراغ السجن الذي تعرض للتخريب من جميع السجناء ونقلهم إلى سجون أخرى حفاظا على سلامتهم، الامر الذي لم تستسغه العائلات ، خصوصا أن إدارة السجن عمدت الى إخراج السجناء الهائجين تحت حراسة أمنية مشددة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر