يوليوس قيصر غيّر التاريخ وأدخل مفهوماً جديداً على اللغة الإيطالية
آخر تحديث GMT 10:11:36
المغرب اليوم -

تسبب في اندلاع حرب أهلية وأقام إمبراطورية في "روما"

يوليوس قيصر غيّر التاريخ وأدخل مفهوماً جديداً على اللغة الإيطالية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - يوليوس قيصر غيّر التاريخ وأدخل مفهوماً جديداً على اللغة الإيطالية

يوليوس قيصر غيّر التاريخ
روما - المغرب اليوم

يحظى نهر الروبيكون Rubicon بمكانة مهمة لدى روما القديمة حيث يفصل هذا النهر الصغير الموجود بوسط إيطاليا والذي يصبّ بالبحر الأدرياتيكي Adriatic Sea بين إقليم غاليا سيزالبينا الروماني Cisalpine Gaul والمناطق التي تديرها السلطات الرومانية بشكل مباشر، والتي تضم بدورها العاصمة روما. ومنع القانون الروماني جميع القادة العسكريين من عبور هذا النهر الصغير صحبة جيوشهم مطالبا إياهم بالحصول على إذن من مجلس الشيوخ قبل القيام بخطوة مماثلة.

وفي حدود العام 60 قبل الميلاد، عقد أهم ثلاثة رجال بروما تحالفا سياسيا غير معلن لضمان موقعهم بالبلاد ضد مجموعة المحافظين بمجلس الشيوخ. وفي الأثناء، جمع هذا التحالف، الذي مهّد لظهور ما عرف بالحكم الثلاثي، بين كل من القائد العسكري المخضرم بومبيوس الأكبر Pompey the Great والجنرال الثري المصنّف كواحد من أبرز أثرياء التاريخ ماركوس ليسينيوس كراسوس Marcus Licinius Crassus والجنرال يوليوس قيصر Julius Caesar والذي حظي خلال بدايته بشعبية أقل مقارنة بزميليه.

وسعى يوليوس قيصر لتعزيز هذا التحالف ودعم موقعه بروما، فما كان منه إلا أن منح يد ابنته جوليا Julia Caesaris Filia لبومبيوس الأكبر ليصبح بذلك الأخير صهره. ومع ضمان مصالحه بروما عن طريق الحكم الثلاثي، اتجه يوليوس قيصر لشن العديد من الحملات العسكرية خاصة بمناطق الغال، والتي عيّن حاكما على مناطق واسعة منها كغاليا سيزالبينا وغاليا ناربونينسيس Gallia Narbonensis، نجح خلالها في توسيع الرقعة الجغرافية لروما وكسب بفضلها شعبية لا متناهية أثارت قلق أعضاء مجلس الشيوخ والذين تخوفوا من انفراد الأخير بالسلطة بالبلاد.

ولم يصمد الحكم الثلاثي أكثر من 10 سنوات، فخلال العام 53 قبل الميلاد قتل الحليف الأول السياسي والجنرال ماركوس ليسينيوس كراسوس خلال إحدى حملاته العسكرية على سورية، فضلا عن ذلك شهد العام 54 قبل الميلاد وفاة جوليا، ابنة يوليوس قيصر وزوجة بومبيوس الأكبر، وهو الأمر الذي مهّد لبداية عداوة بين الرجلين خاصة مع إقدام الأخير على التقرب من الأعضاء المحافظين بمجلس الشيوخ وزواجه من ابنة ميتيلوس سكيبيو Metellus Scipio والذي يصنّف كواحد من أهم أعضاء مجلس شيوخ روما.

وحقق يوليوس قيصر سنة 52 قبل الميلاد ما لم يتوقعه أحد حيث تمكّن دكتاتور روما المستقبلي من إلحاق هزيمة قاسية بتحالف عدد من شعوب الغال بقيادة فارسانجيتوريكس Vercingetorix والذي أجبر على الاستسلام عقب معركة أليزيا Battle of Alesia. وأمام هذا النجاح العسكري، تخوّف مجلس الشيوخ من شخصية يوليوس قيصر في حال عودته لروما، فما كان منهم إلا أن أصدروا مرسوما، بعد ضغط من بومبيوس الأكبر، يقضي بأن يمنح الدكتاتور المستقبلي إجازة لقواته ويستقيل من القيادة ويعود للمدينة.

مثّل قرار مجلس الشيوخ حكما بالإعدام على يوليوس قيصر الذي تيقّن من وجود محاولة لاغتياله في حال تخليه عن قيادة الجيش بالغال.

وأمام هذا الوضع، فضّل يوليوس قيصر في حدود يوم 10 من شهر يناير/كانون الثاني سنة 49 قبل الميلاد مخالفة القوانين وعبور نهر الروبيكون رفقة الفيلق الثالث عشر والزحف على روما، وهو الأمر الذي أجبر بومبيوس الأكبر وأعضاء مجلس الشيوخ على الهرب نحو اليونان لتشكيل جيش جديد هنالك.

من خلال قرار عبور نهر الروبيكون، تسبب يوليوس قيصر في اندلاع الحرب الأهلية وبداية نهاية الجمهورية وقيام الإمبراطورية بدلا منها بروما فضلا، عن ذلك كسبت عبارة "عبور الروبيكون" مفهوما لغويا يقصد به بلوغ نقطة اللاعودة.

بروما، كسب يوليوس قيصر تأييدا شعبيا كبيرا حيث انضم المزيد من الرجال لجيشه وبناء على ذلك جمع الأخير قواته، قبل أن يتوجه نحو اليونان ليخوض معركة فارسالوس Battle of Pharsalus سنة 48 قبل الميلاد والتي انتهت بهرب بومبيوس الأكبر نحو مصر ليقتل هنالك خلال نفس السنة ويرسل رأسه وخاتمه إلى يوليوس قيصر الذي حزن عند استلامهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوليوس قيصر غيّر التاريخ وأدخل مفهوماً جديداً على اللغة الإيطالية يوليوس قيصر غيّر التاريخ وأدخل مفهوماً جديداً على اللغة الإيطالية



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib