إصدار جديد يرصد أبرز معيقات انتقال المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة
آخر تحديث GMT 13:33:25
المغرب اليوم -

إصدار جديد يرصد أبرز معيقات انتقال المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إصدار جديد يرصد أبرز معيقات انتقال المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة

الرباط - المغرب اليوم

موازاة مع التحضير لتفعيل النموذج التنموي الجديد، الذي رفع تقريره العام إلى الملك يوم 25 ماي الماضي، صدر كتاب جديد موسوم بعنوان “النموذج التنموي في المغرب.. مقاربة مع نماذج تنموية ناجحة في آسيا وإفريقيا ماليزيا: سنغافورة-الهند-تركيا-الصين-رواندا-بوتسوانا”، يسعى لتشخيص مكامن الضعف في النموذج الحالي لتجاوزها، وإبراز المقومات الضرورية في التنمية لتوطينها، كما يتطرق لنماذج تنموية ناجحة للاستفادة منها.

نهضة ممكنة
يستهل المؤلِّف سعيد الغماز، وهو مهندس في الاتصالات باحث في مجال التنمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كتابه بالإشارة إلى أن الرؤية الاستراتيجية لا تبنى على فشل المجتمعات أو على معوّقات نهضتها، وإنما تبنى على طموحاتها وآمالها المستقبلية.

ويضيف أن النموذج التنموي لا يتأثر بحالة التقهقر الذي قد يعاني منه البلد، وإنما دوره يكمن في الإجابة عن هذه الوضعية المتأخرة عن ركْب العالم المتقدم، ويصنعَ الآليات والبرامج التي ستساعد المجتمع على الانتقال من حالة التخلف إلى حالة التقدم الاجتماعي، ومن واقع الضعف إلى واقع القوة الاقتصادية.

ويرى المؤلف أن نجاح أي نموذج تنموي رهين بتوفير شروط هذا النجاح، وفي مقدمتها معالجة الاختلالات الداخلية وتقويم معيقات التنمية، والانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من تجاربه، خاصة الناجحة، غير أنه نبّه إلى أن الانفتاح على هذه التجارب بمنطق نقلها إلى مجتمع معين وتطبيقها كما طُبّقت في بلدها الأصلي، “سوف يؤدي إلى تشوهات وإهدار للزمن التنموي، وربما إلى كوارث لا نعرف مداها”.

ويوضح أن دراسة النماذج التنموية ينبغي ألا تكون الغاية منها هي تطبيقها، بل الاستفادة وأخذ العبرة منها، لكون هذه النماذج الناجحة حتى وإن كانت مجازا لا توفر أي استفادة، “فهي تمنحنا اليقين بأن تنمية أي مجتمع مهما بلغت معوقاته وتعقدت مشكلاته، هي ممكنة التحقيق”، لافتا إلى أن تقليص الهوة الرقمية مع العالم المتقدم أصبح في المتناول.

من هذا المنطلق، يخلص المؤلف إلى أن انتقال المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة أمر ممكن التحقق، وطريق ذلك يمر عبر الثقة في الذات وحسن التعامل مع الإمكانيات المتاحة، والانفتاح على تجارب الآخرين، “في عالم سيطرت عليه العولمة وانتفت الحدود الجغرافية والاقتصادية”.

 

معوقات النموذج التنموي
في الفصل الثاني من الكتاب، يستعرض المؤلف السياق التاريخ للنموذج التنموي المغربي ومعوقات نجاحه، حيث شرع المغرب، منذ فجر الاستقلال، في البحث عن تطوير اقتصاده لتجاوز مخلفات الحقبة الاستعمارية، ولبناء دولة عصرية منخرطة في الاقتصاد العالمي.

ويتوقف المؤلف عند عدد من المعوقات التي حالت دون نجاح النموذج التنموي في المغرب، وفي مقدمتها “الضعف الخطير في الحكامة”، ويتجلى في عدم تتبع المشاريع والبرامج لرصد مدى نجاعة ما تم إنجازه ونسبة الإنجاز والنتائج المحصّل عليها قياسا بالموارد المالية التي تمّ صرْفُها، إضافة إلى عدم محاسبة المسؤولين عن المشاريع الفاشلة في حالة التقصير.

ويؤكد المؤلف أن دراسة أسباب فشل المشاريع والبرامج لتجاوزها مستقبلا، عامل مهم وعنصر أساسي في الحكامة الجيدة، يساهم في تطوير العمل والأداء وتجويد الخدمات، لكن هذه الآلية غير موجودة في النموذج التنموي الوطني.

ويتطرق سعيد الغماز لمعيق آخر من معوقات النموذج التنموي في المغرب، وهو الموارد البشرية غير المساعدة على التنمية، مبيّنا أن فلسفة التنمية تعتبر أن الواجبات مقدَّمة على الحقوق، أي إن العقل التنموي يقوم بواجباته أولا، ثم يناضل من أجل حقوقه ثانيا، “لكننا في بلدنا نجد هذا التوازن بين الحقوق والواجبات يعاني من اختلالات بنيوية، جعلت الحقوق مقدَّمة على الواجبات”.

ويوضح أن هذه الاختلالات أفضت إلى خلق إدارة عمومية “بعيدة كل البعد عن المواطن، وأصبح البحث عن “الوساطة” لولوج الإدارة العمومية أمرا معمولا به بشكل كبير”، مبرزا أن هذا الواقع فرضته “عقلية عمومية تتقاعس في أداء واجبها المهني بسبب مطلب لم يتحقق، وربما بدون سبب”.

وعلى الرغم من أن عددا من الإدارات العمومية عرفت خلال النموذج التنموي الحالي تطورا كبيرا، سواء في البناية أو فضاء استقبال المرتفقين وشروط مزاولة الموظف لمهامه، وتوفرها على وسائل العمل، إلا أن المجهود المبذول على هذا المستوى من قبل الدولة لم يحقق أهدافه في تقريب الإدارة من المواطن، بسبب الموارد البشرية المتمثلة في الموظف الإداري والعقلية العمومية السائدة في الإدارة، بحسب استنتاج المؤلف.

ويؤكد الكاتب أن تجاهل أو التنقيص من المعوقات البنيوية التي يعاني منها النموذج التنموي الحالي، وفي مقدمتها ضعف الحكامة، وعدم التخلص منها، سيُفضي إلى نتائج غير محمودة العواقب، “وسيجعلنا أمام مستقبل غير واضح المعالم، وربما سنخلف مرة أخرى موعدنا مع التاريخ”.

قد يهمك ايضاً :

اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي تتواصل مع الفاعلين الجهويين في بني ملال

سلمى صدقي تؤكد أن النموذج التنموي لم يأتي بحلول جديدة أو مبتكرة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصدار جديد يرصد أبرز معيقات انتقال المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة إصدار جديد يرصد أبرز معيقات انتقال المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib