دراسة حديثة تؤكد أن تلوث الهواء يزيد مقاومة الجسم للمضادات الحيوية
آخر تحديث GMT 08:12:19
المغرب اليوم -

دراسة حديثة تؤكد أن تلوث الهواء يزيد مقاومة الجسم للمضادات الحيوية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة حديثة تؤكد أن تلوث الهواء يزيد مقاومة الجسم للمضادات الحيوية

تلوث الهواء
واشنطن - المغرب اليوم

تلعب المضادات الحيوية دورا كبيرا في النظام الصحي العالمي، فمنذ اكتشافها عام 1930 حتى يومنا هذا تنقذ حياة ملايين الأرواح من المرضى بمختلف الأمراض المعدية التي كانت في الماضي سببا رئيسيا للوفاة، لكن ثبت أن تناولها من دون استشارة طبيب والإفراط في استخدامها تسبب في مقاومة أنواع من البكتيريا لها بشكل يهدد فعاليتها بشكل كبير، ولا شك في أن مقاومة أجسامنا للمضادات الحيوية تشكل تهديدا متزايدا للصحة العالمية، ففي عام 2019 تسببت في حدوث أكثر من 1.27 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تسهم مقاومة مضادات الميكروبات، التي تشمل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، في وفاة عشرة ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050.

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي، لكن سوء استخدامها والإفراط في تناولها أسهما في ظهور البكتيريا التي تؤوي الجينات التي تمكنها من مقاومة القوة القاتلة للمضادات الحيوية، وينتج عن هذا التهابات يصعب علاجها، وتنتشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بشكل رئيسي بين البشر من خلال الطعام أو الماء الملوثين.

لكن دراسة حديثة تشير إلى أن هذه ليست الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنتشر بها تلك البكتيريا، فوفقا لباحثين من الصين والمملكة المتحدة، قد يؤدي تلوث الهواء أيضا إلى انتشار هذا النوع العنيد من البكتيريا، وتعد هذه الدراسة الأولى التي تكشف الصلة بين زيادة مقاومة المضادات الحيوية وتلوث الهواء على مستوى العالم.

قام الباحثون بجامعة وستمنستر البريطانية بعمل بحصر لنتائج الدراسات السابقة التي بحثت في أنماط انتشار أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي توجد في الهواء على مدار ما يقرب من عقدين، وقاموا بفحص 12 دراسة بحثية أجريت في 116 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وأستراليا، وأكدت هذه الدراسات وجود البكتيريا أو الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في الغلاف الجوي.

واهتمت الدراسة على وجه التحديد بأخطر أنواع ملوثات الهواءPM2.5، وهي مادة جسيمية يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر حوالي 3٪ قطر شعر الإنسان، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ويمكن استنشاقها بسهولة، وجدت الدراسة أن مقاومة المضادات الحيوية ارتفعت جنبا إلى جنب مع زيادة تركيزات PM2.5 في الهواء، وارتبط كل ارتفاع بنسبة 10٪ في تركيز PM2.5 بزيادة عالمية بنسبة 1.1٪ في مقاومة المضادات الحيوية و43654 حالة وفاة بسبب العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.

أفادت الدراسة أن أعلى مستويات مقاومة للمضادات الحيوية وجدت في شمال إفريقيا وغرب آسيا، وكانت هذه المناطق أيضا أكثر تلوثا بملوث PM2.5، وبالمقارنة فإن أوروبا وأمريكا الشمالية اللتين كانت بهما أدنى مستويات تلوث بـ PM2.5، كان لديها أيضا مستويات أقل من مقاومة المضادات الحيوية، وذكرت الدراسة أيضا أنه حتى زيادة بنسبة 1٪ فقط في PM2.5 عبر جميع المناطق ارتبطت بزيادة مقاومة بكتيريا "Klebsiella pneumoniae" للمضادات الحيوية المتعددة - بما في ذلك "polymyxins"، والتي تعد الملاذ الأخير للمضادات الحيوية.

وتنتشر هذه البكتيريا عادة في المستشفيات ويمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات المسالك البولية، وعلى الرغم من أن بكتيريا "Klebsiella" لا تنتشر عن طريق الهواء، إلا أن هذا يشير إلى أن هناك علاقة كبيرة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية، وأن تلوث الهواء يسهل أيضا على البكتيريا المقاومة أن تزدهر وتنتشر في البيئة، وعلى الرغم من أن المؤلفين لم يظهروا دليلا على وجود علاقة سببية بين العاملين، فإنهم وجدوا جينات مقاومة للمضادات الحيوية في الحمض النووي للبكتيريا التي وجدت في عينات الهواء، ويشير هذا إلى أن PM2.5 يمكن أن يسهل انتشار البكتيريا والجينات المقاومة للمضادات الحيوية عبر الهواء.

هذه ليست الدراسة الأولى التي تظهر وجود صلة بين تلوث الهواء ومقاومة المضادات الحيوية، وتؤكد أن تلوث الهواء يعد من أخطر عوامل الإصابة بمرض السل الذي تسببه بكتيريا "Mycobacterium tuberculosis"، التي طورت مقاومة للعديد من المضادات الحيوية، وكشفت أيضا دراسة أخرى أجريت في هونج كونج عن وجود علاقة بين التعرض في الهواء الطلق لمادة PM2.5 والإصابة بمرض السل، ووجدت الدراسة أن زيادة تركيز هذه المادة الملوثة للبيئة خلال فصل الشتاء ارتبطت بزيادة بنسبة 3٪ في عدد حالات الإصابة بمرض السل في الربيع والصيف التاليين.

نعلم من هذه الدراسة وغيرها أن PM2.5 يمكن أن يؤوي بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية أو جينات يمكنها أن تدخل جسم الإنسان من خلال الجهاز التنفسي عندما نتنفس، ونعلم أيضا من الدراسات السابقة أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وجيناتها يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عبر الهواء، حيث تنتقل عبر الجهاز التنفسي عن طريق العطس والسعال وحتى التحدث يمكن أن ينبعث منه الرزاز الذي يحمل البكتيريا ويسبب العدوى، وقد تؤدي التغيرات البيئية الناتجة عن تلوث الهواء، مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، أيضا إلى تسهيل نمو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ويرى الباحثون أنه من الضروري التحقيق في دور العوامل الأخرى، بخلاف ملوث الهواء PM2.5، الذي يمكن أن يسهم في مقاومة المضادات الحيوية، على سبيل المثال، التعرض للملوثات الأخرى والأطعمة التي نتناولها واستخدام المضادات الحيوية للحيوانات والكوارث البيئية، في حين أننا قد لا نعرف بالضبط كيف يساعد تلوث الهواء علي انتشار مقاومة المضادات الحيوية، إلا أن الرابط بين الاثنين واضح.

ويرتبط تلوث الهواء أيضا بمجموعة من الحالات الصحية الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والربو وضعف وظائف الرئة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، ويذكر الباحثون أنه نظرا للأضرار العديدة التي يلحقها تلوث الهواء بصحتنا، فإن هذه الدراسة تعزز أسباب الاتجاه نحو تحسين جودة الهواء بشكل عاجل وتقليل التلوث على مستوى العالم.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تأثير تلوث الهواء على الجسم من الرأس إلى أخمص القدمين

 

دراسة حديثة تكشف أن تلوث الهواء يؤثر علي أدمغة الاطفال ويُسبب اضطرابات نفسية وصحية مختلفة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة حديثة تؤكد أن تلوث الهواء يزيد مقاومة الجسم للمضادات الحيوية دراسة حديثة تؤكد أن تلوث الهواء يزيد مقاومة الجسم للمضادات الحيوية



المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib