سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها
آخر تحديث GMT 06:07:37
المغرب اليوم -

شهود من دوما وكفربطنا يرون أن المصالحة تعني العودة إلى الحياة الطبيعية

سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها

الواعظ الديني السوري بسام دوفدا
دمشق ـ نور خوام

قبل سبع سنوات، وتحديداً في سبتمبر/ أيلول 2011، دعم الواعظ الديني السوري بسام دوفدا من بلدة "كفر بطنا"، الانتفاضة الشعبية التي عمَّت جميع أنحاء سورية. ومن منبره في مسجد البلدة، دعا في فيديو تم تحميله على موقع "يوتيوب"، الشعب للقتال ضد الجيش السوري، والانضمام إلى الثورة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. ولكن بعد سبع سنوات عاد وظهر دوفدا في فيديو آخر  يمجّد في الرئيس الأسد، واصفاً إياه بـ"المقاتل العظيم"، وشاكراً له "حمايته للبلاد"، رغم قوة الذين يواجههم.
سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها

وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأميركية، أن دوفدا قال في الفيديو الذي نشر في شهر مارس/ آذار:" كنا نعلم أنك على حق، وأن النصر سيكون حليفك، وهذا ما حدث."

وكرمت الدولة السورية دوفدا، ووصفته بأنه "بطل"، لأنه وجه مدينته الى عقد اتفاق مصالحة مع الحكومة. وساعدت هذه الخطوة التي قام بها، بتجنيب "كفر بطنا" من التدمير الشامل ، حين كانت قوات الحكومة السورية وبدعم من روسيا تشن حملة لاستعادة منطقة "الغوطة"، والتي تضم الضواحي الدمشقية، والمناطق الزراعية، التي كانت حتى مارس/ آذار، في أيدي المعارضة.
سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها

أما بالنسبة للآخرين، فقد أصبح اسم دوفدا، الذي يشبه كلمة "ضفدع" باللغة العربية، رمزا للخيانة، ويطلق الآن على من يدعون إلى المصالحة اسم "الضفادع"، حيث يُرى أن دور دوفدا في تسهيل استيلاء الحكومة على "كفر بطنا" كان بمثابة "استسلام للعدو اللعين".

ويعد أختيار دوفدا رمزا للحسابات التي يجب أن يقوم بها العديد من أولئك الذين يعيشون في معاقل المعارضين السابقة، والتي أصبحت الآن تحت سيطرة الحكومة، حيث إنقاذ ما تبقى من حياتك والعيش تحت عفو من دولة، لا تدعمها بالضرورة، أو رفض الاتفاق ومن ثم سحق السكان، في هجمة من قوات الحكومة أو إرسالهم إلى المنفى.

وفهمت القيادات في منطقة الغوطة ثمن هذه الخيارات، حيث في دوما، أكبر مدينة في المنطقة وآخر  بلدة تستسلم، عاش السكان في الشوارع المحاطة بأكوام خرسانية، وتظهر المنطقة وهي مقلوبة رأسا على عقب، تلفها هياكل المباني المدمرة.

وشهدت دوما بالفعل أشرس المعارك ضراوة في الحرب، عندما بدأ الهجوم عليها في مارس/ آذار، حيث الطائرات الحربية الروسية التي شنت هجمات جوية؛ لإفساح الطريق للجيش السوري؛ لضم الغوطة وتطويق كل جزء لمعقل المتمردين. وتعرضت دوما للقصف بقذائف الهاون والمدفعية والقنابل. ورغم ذلك واصل مسلحو المعارضة القتال. وفي شهر أبريل/ نيسان، بعد أسبوع من الهجوم المشتبه فيه استخدام الكلور، والذي ألقي باللوم فيه على القوات الحكومية، استسلم المسلحون في المدينة، وسلموا أسلحتهم الثقيلة، قبل المرور الآمن شمالا إلى محافظة إدلب.

وظل مئات الآلاف في دوما، بما في ذلك سامر العياير، وهو حداد يبلغ من العمر 50 عاما، وقال:" لقد كنا نصلي من أجل أن نكون آمنين حتى لو لم يتبقَّ لنا أي شيء/ وهذا ما حصلنا عليه."، وأضاف:" لقد خسرنا منازلنا، وذهبنا، وملابسنا وسيارتنا، كل شيء كان بداخل المنازل خسرناه، لكن على الأقل نتخلص من هذه الأزمة."

ولم يتبق شيء من منزله سوى جزء من البهو والطابق السفلي، وهو مكان ورشته، وأنضم إليه اثنان من أبنائه، وهما رامي، 15 عاما، وناجي 21 عاما، وقد أوضح أن ولديه لم يتمكنا من الذهاب إلى المدرسة بسبب الحرب، ويعملان معه الآن. وأختفت الأبتسامة فجأة من على وجه العياير، حين تذكر أنهيار المنزل وابنه الأكبر محمد، في داخله، كما قتل أخوه في الحرب التي مزقت البلاد منذ 7 سنوات.

ويعيش الأفراد الناجين من العائلة في هذا المنزل، حيث قال العياير، بعدما عادت الأبتسامة إلى ووجهه:" نحن سعداء، فلم نعد نعيش في الظلام."، مشيرا إلى الحرب التي أحاطت به منذ أكثر من 6 سنوات.

ومن جانبه، قال محمد شامي، 43 عاما، وهو أب لأربعة أطفال، أعاد فتح متجره، حيث يبيع الفلافل:" نعيش في نعيم مضاعف مقارنة بالماضي." ومنذ الإطاحة بالمسلحين، أنخفضت الأسعار، وأصبحت الإمدادات متاحة، حسبما قال شامي، وهي علامة أخرى على التحسن بعد عودة دوما إلى أحضان الوطن.

وعادت قوات الأمن السورية إلى جانب مجموعات صغيرة من الشرطة العسكرية الروسية، حيث يراقبون عمليات توزيع المساعدات للأهالي. وعلى الرغم من أن دوما تبعد فقط 10 دقائق عن العاصمة، فإن التنقلات منها لا تزال تخضع لرقابة شديدة، حيث يجب على السكان التقدم بطلب للحصول على تصاريح لمغادرة المدينة، والتسجيل في نقطة تفتيش عند مدخل البلدة بالقرب من طريق دمشق حمص السريع.

وتتطلب عملية نقل البضائع والماء، والوقود، وكذلك زيارات الصحافيين، ومجموعات الإغاثة، أذونات من عدد كبير من فروع الأمن السورية والتي تدخلهم في متاهة البيروقراطية. ويجب على معظم السكان إعادة الاتصال بمؤسسات الدولة التي غابوا عنها لسنوات؛ لتجديد بطاقات الهوية، وتسجيل الزيجات والمواليد والوفيات، وكذلك دفع الغرامات لعدم قيامهم بذلك وهم تحت حكم المسلحين.

وتعد الأمور أكثر سهولة في كفر بطنا، حيث يقال إن أفراد الأمن والمخابرات يتعاملون بتساهل كبير مع سكان المدينة، وأدى عودة مؤسسات الدولة إلى استعادة الخدمات الأساسية. ويعود الكثير من الفضل في وضع كفر بطنا مع الحكومة إلى رجل الدين دوفدا، والذي أكد أن الانتفاضة في سورية كانت مؤامرة أجنبية، مدفوعة بالضغوط والأموال الخارجية. وبدأ دوفدا في الحديث عن المصالحة علانية، في وقت مبكر من الحرب، ولكن تم إيقافه عن إلقاء الخطب الدينية في المسجد من قبل المسلحين، لحديثه عن المصالحة.

ومع سيطرة القوات الحكومية على بلدات قريبة من كفر بطنا، عاود الحديث عن المصالحة، وهذه المرة وجد بعض المسلحين المستعدين لها. ودخلت القوات الحكومية كفر بطنا في 18 مارس / آذار، وبعد أقل من شهر، أعلن أن جميع منطقة الغوطة تخضع لسيطرة الحكومة.

ويواجه سكان محافظة إدلب الخيار نفسه الآن، إما الاستسلام للقوات الحكومية أو مواصلة القتال ضد الرئيس الأسد وحلفائه، وتدمير المحافظة بأكملها، حيث يخشى الكثيرون من شن الحكومة هجوم كيميائي عليها.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها



GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 18:51 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

حمد الله ينافس ليفاندوفسكي على لقب هداف العام

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 20:29 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

منة فضالي " فلّاحة" في "كواليس تصوير مشاهدها بـ"الموقف"

GMT 06:46 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج عيون ناعم يلفت الأنظار ليلة رأس السنة

GMT 03:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 07:40 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب مروان زمامة مطلوب من ثلاث فرق مغربية

GMT 06:44 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

اختيار هرار الأثيوبية رابع أقدس مدينة في الإسلام

GMT 04:44 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة ألعاب "إيرفكيس" الشهيرة تطلق ألعاب خاصة للفتيات

GMT 09:18 2015 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

هواوي Y6 تبيع 5 آلاف وحدة من الهاتف النقال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib